طارق رؤوف محمود
الإرهاب وسيلة من وسائل الإكراه. في المجتمع الدولي، ولا يوجد لديه أهداف متفق عليها عالمياً ولا ملزمة قانوناً، وتعريف القانون الجنائي له بالإضافة إلى تعريفات مشتركة تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف يكون موجه ضد جهات دينية أو سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد.
وبسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم تعريف الإرهاب غامضاً أحياناً ومختلف عليه في أحيان أخرى.
لكن علماء الاجتماع عرفوا الإرهاب الدولي باستخدام القوة أو استخدامها بواسطة جماعة أو أكثر ضد المجتمع المحلى لتحقيق أهداف معينة ضد إرادته وعلى غير رغبته.
إلا إن بعض الدول عرفت الإرهاب وفق مصالحها الأنانية وحسب رغبتها كي توقع بخصوم لها وذلك بإيجاد مناخ متأزم، يساعد على لصق التهم بالآخرين وخلق ظروف من الخوف والرعب والهلع بين السكان؟؟ وتسليط الإرهاب الفكري ونشره في المجتمعات المنغلقة ذات الثقافة الشمولية، عن طريق ممارسة الضغط أو العنف أو الاضطهاد ضد أصحاب الرأي المغاير أفراداً كانوا أم جماعات، وذلك بدعم من تنظيمات سياسية أو تنظيمات دينية تحرض عليه وتؤججه، والهدف هو إسكات الأشخاص وإخراسهم ليتسنى لهذه التنظيمات نشر أفكارها دون أي معارضة من التيارات الأخرى، والويل لمن تسول له نفسه الخروج عن الخط المرسوم له.؟؟
ومن خلال ذلك استوطن الإرهاب أرضنا العربية وحوّل واقعنا إلى دمار وفوضى، وبطش بالوعي وبالفكر، وبالحلم؟
وغدت أوطاننا مزرعة يتسابق الإرهابيون للاستيطان بها تروى يوميا بدمائنا وتحرث بأجسادنا يعينهم من زرعوا الفساد بأوطاننا؟ الجميع موقن إن الإرهاب بكل أنواعه هو وسيلة هدم وتخريب ولا يمت للإصلاح بأي صلة؟؟ القتل والاغتيال والتّفجير والتّدمير ونشر الخوف والهلع كلها جرائم؟؟ أقرتها كافة القوانين في العالم؟
لم يكن خافيا على أحد تشعب ولاء الإرهاب إلى الكثير من الدول والجماعات وعلى اختلاف أنظمتها وسياساتها، والمنظور والمعلوم إن بعض الدول احتوت وأوت بعض فصائل الإرهاب وتسيرها لضرب خصومها بهم؟؟ ومعلوم أيضا ان الإرهاب يستوطن مناطق موبوءة بالصراعات الطائفية والعنصرية، وينشط بقتل المدنيين الأبرياء، لإشعال نار الفتنة، ولا يمكن لأي إنسان عاقل إن يدرك أو يفهم هذا النوع من الجرائم؟ إلا بوصفها جرائم مدفوعة الثمن من الممولين؟ وإلا لماذا تفجير المراكز الدينية ..؟؟ باسم الدين؟ هل القتل اليومي أصاب أعداء الإسلام أو أعداء العرب والعراق؟؟ كلا؟ أصاب الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
(لقد أسيئ للدين) من خلال تأجيج الصراع المذهبي وشق وحدة المسلمين، وبسبب هذه الإعمال الإجرامية ذهب الكثير من الرجال وآخرين ضحايا اتهام باطل.
(ان التفجير الاجرامي الأخير في الكرادة ) يدعونا الى الوقوف والتأمل ومعرفة أسباب توطن الإرهاب ،اذ لا يمكن للقوة العسكرية القضاء على داعش لوحدها ولن تكون كافية لاستئصاله من ارضنا تماما ، ما لم نعرف الأسباب التي هيئة له أرضية خصبة من خلال :-
أولا- عدم احترام حقوق الإنسان واستقلال القضاء وسيادة القانون .
ثانيا -عدم معالجة البطالة والفقر والتخلف الطائفي والظلم السياسي والاقتصادي والتهميش الاجتماعي ، لأنها البيئة التي ينمو فيها الإرهاب.
ثالثا -عدم توزيع الثروات بشكل عادل ومساعدة ضحايا الإرهاب وأسرهم ايضا.
رابعا -عدم تطوير القدرات الأمنية لمكافحة الإرهاب ووضع تشريع دقيق لوصف الإرهاب حتى لا يستخدم لأغراض سياسية.
خامسا -عدم نشر الوعي بين المواطنين والمجتمع المدني وتكثيف عمل وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية في عمليات مكافحة الإرهاب.
سادسا -عدم توسيع المشاركة السياسية وتحقيق التنمية الدائمة.
ان الدولة يجب ان تعالج هذه النواقص في سياستها لتغلق كل الأبواب بوجه هذا السرطان الذي بدأ ينهار اما م ضربات قواتنا المسلحة البطلة، وبذلك نحقق القضاء التام على إرهاب داعش ونثأر لأبنائنا شهداء الكرادة.
4107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع