حوادث ومشاهدات شخصية من أيام الحصار !

                                            

                                                       سيف الدين الألوسي

بعد  أنتهاء الحرب العراقية – الأيرانية والتي  كانت  أحد  أسبابها الرئيسية  لعبة حقيرة  من لعبة الأمم بألاضافة الى الطموحات الشخصية لقادة البلدين ولأثبات الوجود !!! ..

شاركت في أشعالها دول عظمى وعربية  ودفع ثمنها  الأبرياء من الشعبين العراقي والأيراني ...   !!!  كانت الأسباب الرئيسية   لا تدعو بأي حال لشن حرب  ضروس مدمرة  دفع ثمنها ملايين البشر من الشهداء والمعوقين والأسرى ومن كلا الجانبين ...  وبالأضافة الى الخسائر والأستنزاف المالي للدولتين , وتحطيم البنى الأجتماعية  والتحتية والفكرية .,,  , ومما سبب الأنتعاش الأقتصادي  للدول المستفيدة  من تلك الحرب  ....    ذلك الموضوع يحتاج الى دراسات محايدة ومن باحثين  متمرسين  ولا مجال لبحثها في موضوعنا هذا .
بعد تلك الحرب اللعينة  توقع العراقيون  بأن باب الفرج  قد أنفتح  ,,  وبأن الرخاء والسلام  قد لاح  بعد تلك التضحيات  والدماء الزكية  والتي أبرزت العراق كقوة  أقليمية  يحسب لها  ألف حساب .......   لم تدم  تلك الفرحة طويلا  حيث  أصبحت  المقامرة  بالوطن والشعب  من هوايات رئيس النظام السابق وحسب  المزاج !!
النتيجة  حرب خاسرة  بدون أي معنى  ,اعتداء صارخ  وأحتلال  لبلد  عربي ( مهما يكن ), أضعف من العراق بكثير , وأسباب سخيفة كان يمكن حلها بالحسنى والأخوة  والتفاوض من مركز  قوي   وظروف دولية  ملائمة .
 بعد تلك  الحرب  الغبية  والتضحيات  وكسر حالة  الأنتصار للجيش العراقي البطل  ومعنوياته ...  حيث رجع قسم  من قادته ومعظم أبطاله  على ظهور  ناقلات النقل البري  واقفين بحالة لا تسر العدو قبل الصديق  ,  ومنهم من رجع مشيا على الأقدام من قواطع الجيش,  شمالا وجنوبا وبعد  مؤامرات  قامت  بها دولة مجاورة للعراق  , بأستغلال كل حالة اليأس التي سببتها  خسارة تلك الحرب وقسوة أخوان العراق العرب على أخوانهم أبناء الجيش العراقي البطل حاميهم سابقا  ,وكذلك شعب العراق, وأكثر  من جرائم  قصف القوات المنسحبة  بدون تخطيط (( من قبل طيران  القوى العظمى والمتحالفة )) , وبسبب تخبط القيادة ورأس العراق ونظامه وأنانيته ونرجسيته  !! وأوامره  الغير مفهومة !!!....(((((   تلك  حقائق  أرجو أن لا يزوروها   من يكتبون التأريخ بالمقلوب  ويزيفون الحقائق والبطولات )))) ..

((((   تلك الحرب بدأت بدون علم وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وبقى ديوان وزارة الدفاع  بدون أنذار  , يداوم من الثامنة للثانية  كأنه وزارة التربية  ,  ولهذا السبب نرجو عدم أتهام الجيش العراقي البطل بذلك القرار ))))))))))))))))))))))))))))))))))
.  ..  أنتهت  تلك الحرب  التي لم يكن  لشعب العراق وجيشه البطل أي  معلومات وتأييد لها !!  بحصار ظالم فرضته دول  لا نعلم أن كانت قد تحالفت أو ورطت  أصحاب القرار في العراق !!!!!
  بدأ  الحصار أثناء دخول الكويت  وأستمر  الى اليوم !!!!؟؟؟؟  تدميرو  حصار فكري وثقافي  وأنساني أكثر مما هو حصار مادي  !!  الغاية منه  الشعب العراقي والوطن  وتدميره  , أكثر من الغاية لتدمير النظام الحاكم أي ما يكون  ..  وقد  بدل الوضع اليوم حزب  سابق بحزب أخر  وقائد بقائد   مع تفاصيل  غير ضرورية أخرى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من شواهد الحصار بعد الحرب ,,  هو أستعراض للجيش العراقي   في عيد الجيش سنة 1992 وبيان أعادة الأعتبار   وقد  تعطلت  منظومة وسيارة  صواريخ سكود بي  مع الصاروخ, التابعة للواء 224  في المنصور وتركت لمدة يوم كامل لحين أخلائها !!!  وحشر قطعات الجيش  في  مواقف صعبة  داخل الشوارع الفرعية المؤدية  الى ساحة الأحتفالات  وأهانتهم من قبل  مفارز الأمن الخاص  .  ((( أخر أستعراض كان قبل الأحتلال بعدة أشهر  وشارك به طلبة الكليات  , وظهر الرئيس العراقي  بلون أسود وقبعة  سوداء !!! مع بندقية ! سبب حرجا  حتى للدول المساندة له وحسب ما ذكر في الصحافة العالمية  ,, وخصوصا كان هذا الأستعراض بعد أيلول 2001  !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)))))!!!
قد يتسائل أحدا  هل من المعقول  أن لا يعرف رئيس دولة  , له جهاز مخابرات محترف علمي  على أخر مستجدات الوضع الدولي  ؟؟؟؟؟  وأمكانيات الدول الكبرى  العسكرية والعلمية ؟   
بالمناسبة  كان جهاز المخابرات العراقي  ((( مشاهدتي الخاصة له كوني كنت قريب في منطقة المنصور ))) من أكثر المؤسسات العراقية  التزاما  ونزاهة وأكاديميا  -  ليس دوائره الأخرى المتخصصة بالتعذيب والتدمير -  وليس لي علاقة بهذا الجهاز سوى ما شاهدته بأم عيني  من  أخلاء مستمر  و تململ من أفراد الجهاز لما يحدث وخصوصا الاكاديميين منهم ..  وكان  المرحوم رافع دحام  من  الشخصيات المعروفة  بالمهنية والمدنية والتطور , ولكن !!! هنالك من لا يريد  الخير للبلد ومن  قيادة الدولة ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
لقد  برزت في فترة الحصار القذر الظالم على العراق ..  ظواهر مؤسفة  منها  أشتغال عدد كبير من المتسرحين من خريجو الكليات والكفاءات العراقية , بأعمال لا تليق بهم ولا بشهاداتهم  كبسطيات بيع السكائر ! وغيرها من الأعمال  (((  جميع الأعمال شريفة ومقدرة ))  ولكن تلك الأعمال كانت لا تليق بهم ولا بأعمارهم .
كذلك  في تلك الفترة أنتشرت أعمال سرقت السيارات وخصوصا (((  السوبر صالون تويوتا والكرونا  -  سيارة مو بيرة -  والبرازيلي  ..   حيث أنتعشت تجارة بيع أجهزة الحماية  الكهربائية , وقفل الأستيرن  الميكانيكية ,,, والزنجيل   لربط السيارة بعمود الكهرباء ليلا  ((((   أحدى تلك الحالات في محلة الشيوخ بالأعظمية ))))).
كذلك معاناة المتقاعدين وكبار السن ومن الذين لم يعرفوا للأذلال طعم  !!!  حيث باع قسم كبير منهم  قسم من قطع  دورهم ووصل الحد  بأحد  معاوني رئيس أركان الجيش ( لواء ركن سنة 1956 )  , أن يبيع  أبواب منزله الداخلية  وبعد أن أستنفذ كل  مدخراته  ...    وغيره من  قادة العراق العسكريين وقادته من  زملاؤهم المتقاعدين في الأخلاق والفضيلة وعزة النفس .
 لقد  نجحت وزارة التجارة والصحة نجاحا أنسانيا لتوفير الغذاء والدواء للشعب العراقي  وكانت تلك النجاحات ورغم كل  الأسباب التي لم تكن ضرورية  لتلك المعاناة  ,  من  التجارب التي يمكن الأستفادة منها اليوم من قبل البلدان التي تمر بنفس التجارب ومن قبل المنظمات الدولية ... ((( الفخر لوزير تجارة أكاديمي نزيه  متمكن  وبدرجة أقل لوزير صحة )))  ..   ورغم كل حالات الفساد  وتأثير مراكز القوى في النظام .
  ونفس حالة النجاح  لوزير النفط الأكاديمي النزيه (( الدكتور عامر العبيدي ))  وبفشل  لمنظومة الكهرباء والأتصالات  وبقية الخدمات كأمانة بغداد  والبلديات  والصناعة  والداخلية  ( الجوازات والمكافحة والمرور والنجدة والأقتصادية )   وغيرها  ....
  لا أعرف لماذا بدأ بدعوة الأحتياط  لمواليد الخمسينيات والستينيات  في ذلك الوقت  !!!!  ولمدة شهرين !!  معظمهم  قضى  أكثر من ثمانية سنوات في الجيش وصنفه  وخدمته وخبرته تعادل خبرة نقيب في الجيش أذا لم تكن أكثر  !!!!  هل كانت محاولات  للرشوة وتدمير ما تبقى من  أسس بنيان هذا الجيش ومؤسساته ؟؟؟   كان قسم من هؤلاء قد أصبحوا أجدادا  ومسؤولين عن عوائل كبيرة  !!!   (  نظرية  يتعب أبو كلاش وياكل أبو جزمة )...
كذلك  برزت  في هذه الفترة بزوغ الأدنى على الأعلى  بكل شئ  ...   فمعين المستشفى والمضمد يرضى بالأكرامية   التي لا تقل خمسة الاف دينار   لعمل واجبه الرسمي  ,, بينما الطبيب الذي قد  ((( أستلك أبوه ))) ليصبح طبيبا  يتفرج  وهو الذي راتبه بقدر بخشيش المعين  (((  لا شهادته ولا كبرياؤه ولا كرامته تسمح له بأخذ بخشيش وهو من كان أساتذته يعطون البخاشيش !!!!!!!!!!!!!!)))   هو راض بالبهذلة  والاكل البسيط  كطبيب والفراش  متنعم  !!!    ((((  وصلت بعض الحالات  أن تكون يوميات الفراش والسكرتيرة أكثر من دخل الطبيب )))))!!!!!! زمن  !!
في أحد الأيام  وقد كنت أصلح سيارتي ,, أتت سيارة تابعة لأحدى الوزارات  ,, كانت أجور التصليح مع تبديل قطع الغيار تكلف 330 الف دينار في ذلك الوقت , أي ما يعادل مئة  وخمسة وسبعون دولارا تقريبا ... كان مع السائق موظف طلب من صاحب المحل تسجيل الوصل  بثلاثة ملايين دينار  مع عمولته  كون العطل كبير !!!  صعد  ضغط الدم  وقلت له  ((  لك أنت ما تستحي ما عندك غيرة )) وحدثت ملاسنة  معهم ومع المصلح  خرجت أنا الخاسر الوحيد  وبسيارتي العاطلة  أجر أذيال الهزيمة  والخيبة !!!
في  ساعة  ربانية  مفاجئة  نزل الوحي على القيادة  السياسية ,  وتحولت بدالة  رياضية  من صفر الى ما لا نهاية في  الأيمان والتقي والصدق ....   فمنعت  تناول  ما كان ينسي (هم ) صاحبو السجل الأجرامي  والخياني ممن كانوا  يوفرون لأنفسهم  بالتعاون مع السيدة أم كلثوم  وسيد مكاوي  ساعات من الفرج المؤقت ((  حتى هذه  خطورة  على النظام  الذي كان يعيش في عالم  حاتم زهران  )))  !!!
 تنكرت معظم الرفيقات الماجدات بالزي الأسلامي وتغيرت المناهج ...  ومن كان يحتسي  ال  !! بالقندرة !!؟؟  أصبح  روزخون  لو أمام جامع  أمام مسؤوله الحزبي !!!   وللبقية  تكملة معروفة لمن كان في العراق في تلك الفترة  !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في يوم المولد النبوي  وقد كنت جالسا  في بيت أقاربي في الصليخ (( على الشط   نحتسي الشاي والخبز عروك  ليلا ))   (((  تعلولة ))))   ..  سمعنا  أصوات رمي بعيدة وقريبة وبأسلحة متوسطة  ورشاشات ثقيلة  .. وطلقات تنوير وأشارة  ...     فأختصرت  حفلة الشاي الأنكليزية   في الساعة الواحدة ليلا  ,  وكلمن أخذ أستكانه وياه ورجع للبيت  !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!    في اليوم التالي  أذاعت الكويت خبر هروب حسين كامل !!!!! والقصة معروفة للأخير  ..!!!!
في 12 -12 -96  حدثث محاولة  أغتيال  نجل الرئيس السابق , قبل مروري بدقائق  ,,  حيث رأيت نقيب  شرطة المرور مفرع  ويركض والعالم  تركض في كل الأتجهات ...  وسيارة  بورش كاريرا  ذهبية  مجولحة  ,,,  واقفة في وسط الجزرة الوسطية لتقاطع الوراد  وقد  سال زيت المحرك  بسبب ضرب خزان الزيت بالرصيف ...  كان أبني الكبير في الصف الثالث متوسط  ومع زملاءه   ...  فأخليتهم بسيارتي  خوفا من الاتي  !!
بعد  هروب  حسين كامل  عمل أستفتاء  وحشد جماهيري  وعفو للسجناء ......      وافق كل  أصحاب  الأصوات اليوم  ومؤيدو  أحزاب اليوم  وبحماس منقطع النظير على  البيعة للرئيس المناضل الخالد  (((( درس للثولان اليوم )))..
وأخيرا  أتقدم بالتحية العراقية  الخالصة  للمناضلين والمناضلات  ....    الرفيق جورج غالاوي ...  الرفيقة  رغدة ,,,  الرفيق  عزت العلايللي (سعدأبن   أبي وقاص سابقا),الرفيق والرفيقات عزت أبو عوف وخواته ,,  الخالد  جيرنوفسكي  أبو العرك الروسي (  فودكا ) ,وغيرهم  من سراق  بلدي وأهله  ,,,  وأدعو بطول العمر  لكوفي بن عنان  , ودي كويلار البطل , ووزراء خارجية روسيا المحبة  , والصين المحبة أكثر , وفرنسا  وجيبوتي  ومحمد  سياد بري  وولد دادة  وعيدي أمين  والذين أفنوا حياتهم للدفاع عن شعب    العراق البطران المناضل  .................

دمتم للنضال وبليه زعل  !!



  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1119 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع