اربعون عاما في السلك الدبلوماسي العراقي - مذكرات السفير السابق الدكتور وهبي القرغولي‏

                                         

                             طارق رؤف

الكثير من السادة العاملين في الوزارات والمراكز الحساسة في الدولة ، ولهم بصمات مهمة طبعت من خلال عملهم المميز في خدمة الوطن ، لم يسجلوا شئ عنها عند إحالتهم على التقاعد أو انتهاء عملهم ، ناسين إن تدوين تجاربهم بعملهم السابق يمكن إن تكون نافعة لخدمة الجيل الذي يليهم بالوظيفة ، والاستفادة ممن سبقهم ، والملاحظ إن الوزارات والجهات المعنية ترحب بأية مبادرة من هذا القبيل لكونها تسجل تجارب عمل عن حقبة زمنية تضيفها الجهة ذات العلاقة لأرشيفها. وخير ما عمل الدكتور وهبي من تثبيت طبيعة العمل الدبلوماسي قي السلك الخارجي .

كتاب الدكتور وهبي السفير السابق يتألف من ( 320) صفحة أراد الكاتب إن يقدم خدمة عامة عن ثمرة جهده في الوظيفة وتسجيل صادق لمراحل عمله في السلك الخارجي لإنارة القارئ عن طبيعة الخدمة في السلك الخارجي ، مؤكدا إن هذا الجهد سوف يضاف إلى أرشيف وزارة الخارجية العراقية ، ومما يحسب للمؤلف تناوله إحداث ووقائع وسيرة ومعلومات مهمة جدا عن فترات خدمته الوظيفية ، والسلك الدبلوماسي ، ويتضح من المعلومات المثبتة بالكتاب انه تدرج بالوظيفة ، بدئا من التحاقه بالسلك الخارجي بدرجة سكرتير ثاني ، تبعها عمله مستشار في السفارات العراقية في الجزائر ، والصين ، وبيروت ، ثم سفيرا في اندونيسيا و غير مقيم في استراليا ونيوزلندا وسنغافورة .
ثم عين رئيسا لدائرة المراسم برئاسة الجمهورية عام 1978 - 1980 بعدها أعيد سفيرا في ماليزيا ، والمملكة المتحدة ، وكذلك النمسا، ويوغوسلافيا .. أكمل السن القانوني وأحيل على التقاعد عام 1992.
الكتاب يتضمن خمسة عشرة فصلا ، أهداه إلى زوجته وأبنائه ، مع صور فوتوغرافية في مؤخرة الكتاب تشير إلى لقاءاته مع عدد من رؤساء الدول والشخصيات المعروفة ، يسترسل المؤلف بشرح مسهب عن طبيعة وتفاصيل العمل في كل دولة عمل فيها وشخص منها الإعمال الخاطئة والسلبية وكذلك الإعمال الناجحة والايجابية ، واتى على السلوك الدبلوماسي الذي يجب أن يتحلى به المكلف عند تعامله مع الهيئات الأجنبية ، وأشار إلى سفره وتجواله في العديد من المدن وحواراته التي أجراها مع رؤساء وشخصيات سياسية معروفة ، وركز على نقاط العمل المفيدة في المجال الدبلوماسي ، وكيف تمرس بمعالجه المشاكل والحرج الذي ينشأ من خلال العمل في هذا السلك ، دون أن يمس سمعة بلده ومكانة العراق إمام العالم ..ويتضح أيضا مما تضمنه الكتاب انه كان موفقا بعمله الدبلوماسي لما يملكه من كفائتة علمية ومهنية التي تمرس ونالها من خلال اشتغاله بالعديد من دول العالم .. وقد ثمنت وزارة الخارجية ملاحظاته التي قدمها ومنها اختيار أصدقاء العراق الحقيقيين في الدول التي لنا فيها سفارة وهو لم يتجاهل الأخطاء في طرق اختيار الأصدقاء المعمول بها في حينه .. وفعلا أخذت الوزارة بملاحظاته هذه وعممتها على المعهد الدبلوماسي .
تكتسب مذكرات الدبلوماسيين أهميتها من أهمية أصحابها وقربهم من مركز القرار في الدولة ومؤسساتها ، وكلما تمعنا في مذكرات الدكتور وما تضمنها من معلومات غاية في الأهمية .. نجد إن الرجل بادر وسعى مشكورا ليقدم خدمة مضافة لما قدمه سابقا بالوظيفة التي لم يتركها إلا بعد أن دون تجربته عنها ، كما أضاف أرشيف أخر لأرشيف وزارة الخارجية ، وسجيل معلومات عن حقبة من الزمن ،يمكن للقارئ عند تناوله الكتاب إن يعرف منها تفاصيل العمل الدبلوماسي وطبيعة المصاعب والمشاكل واستقصاء بعض المعلومات عن العمل في السلك الخارجي .
علما إن الدكتور وهبي من مواليد 1929 خريج كلية التجارة والاقتصاد جامعة بغداد 1954 دكتوراه اقتصاد –من الجامعات الأوربية . ملاحظة بسيطة / فات الدكتور ذكر تفاصيل فترة عمله في وزارة العدل التي كنا زملاء له فيها ..

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

577 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع