مي العيسى
منذ أن أعاد عبد الله الصغير تسليم غرناطة إلى الإسبان مُهدياً معها حصان عربيّ أبيض أصيل أذرف عليه مدّربه دموع حرقةٍ وألم (السَلْب المُهدى) كما أذرفها دموعاً أشدّ حرقة على مملكة سلّمها مولاها ومولاه بعد عزّة وكرامة معلناً سقوط الأندلس..
وها هي أراضينا العربية الأصلية، إن لم تُستلب عنوة، فتهدى... وتُهدى على طبقٍ من ذهب ومعها بعض من الرجال الأصيلين وكرامة لم تَكْبُ كبوة الحصان فحسب؛ بل، تُسحق بأرجل العدوان و«الأهل» ولمن لسماسرة... وتتوالى الهزائم مع الهدايا… ولمّا نزل نقف عند أمجاد ماضينا ففي عصور الهزائم المتوالية تتواصل الانكسارات وفي كلّ انكسار لا نجد مبّرراً يحمينا إلاّ هذا (القَدَر)؛ نفرّ إليه في الملّمات حتى أنه أصبح قِدْراً يغلي بزيت الزيتون المقلوع من أراضينا ليستهزيء من سذاجاتنا المفتعلة أو بالأحرى حماقاتنا الأزلية. ولمّا نزل نحلم بأمجاد ولّتْ… حتى اننا في عصر البطولات البهلوانية نُحيي الجبناء لننتصر بالهزائم حيث لا يُبارز الأقوياء الأقوياء! وهكذا فعلينا أن نختار الهزيمة قبل أن نراوح الإنكسار ونظلّ نتناسى أن ماضينا يهزأ منّا نتناسى أن صقر قريش تبكي تربته حرقة على فتوحاته وخَلَفه وليس كما بكى عبد الله كـ"النساء" كما عيّرته امه (المرأة) التي لم تبك .. بعد ان سلّم مملكته. وهل بكين اولئك الفتيات حين ضحين بأنفسهن لتتناثر طُهرَ أجسادهن وروداً كما بكى "رجال" —وهل سيبكون على أرضٍ .. على أُمٍّ ..!؟
وإلى متى سلسلة الهبات الذهبية على حساب الأرض والأُمّ يا أٌمّةً يا أَمَة
الگاردينيا: اهلا بالأستاذة/ مي العيسى في حدائقنا..ننتظر جديدكم ..
616 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع