محمد ضياء العقابي
الذي حصل في كركوك يوم الأربعاء 16/1/2013 هو تفجير إجرامي قد يكون توبيخيا وتحذيرياً أو قد يكون كيدياً من جانب الإرهابيين التكفيريين الذين لا يتممون ولا يتناغمون مع خطة تحرك الطغمويين* (أي بعض أطراف إئتلاف العراقية) في كل الأوقات. فهم يتصرفون أحياناً بتخطيط مستقل يتسم بالكيد غير مبالين بالتحالفات المرحلية والهدف هو إشعال فتيل الإقتتال الطائفي والإثني وصولاً إلى تدمير الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة.
وذلك حسب المخطط بشقيه الإرهابي و السياسي الذي يضعه الأجانب.
في هذا التفجير يكون التكفيريون في غاية السذاجة إذا أملوا في أن يجعلوا الكرد يفكرون بالنمط التالي:
- إئتلاف العراقية هم حلفاؤنا ضد التحالف الوطني (بإستثناء الصدريين)،
- التكفيريون هم حلفاء الطغمويين ،
- إذاً، لا يمكن أن يكون التفجير من جانب التكفريين،
- إذاً، التفجير من صنع العناصر العربية والتركمانية القريبة من التحالف الوطني ومن حكومة المالكي وقـــــــــــــوات دجلـــــــــــــــة بالذات، بدلالة وأن تفجيراً آخر متزامناً معه وقع في طوزخرماتو ذات الأغلبية التركمانية الشيعية.
- إذاً، يتوجب التصعيد ضد إئتلاف دولة القانون وزعيمه بالأقل وعدم وضع الثقة بالإجتماع، الذي عقد يوم الثلاثاء في دار رئيس التحالف الوطني، للقوى السياسية.
أغلب الظن أن الإرهابيين أرادوا أن يوصلوا رسالة تأنيب وتحذير، نيابة عن الأطراف الأجنبية الحليفة، إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بسبب نجاح الإتفاق بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم حول تنظيم التواجد العسكري في المناطق المتنازع عليها، وبسبب حضور التحالف الكردستاني إجتماع القوى السياسية الذي دعا إليه رئيس التحالف الوطني الدكتور إبراهيم الجعفري.
الطغمويون سوف لا يؤنبون التكفيريين على إيقاع الأذى بحلفائهم الكرد. بل سيسكت بعضهم، وسيبارك البعض الآخر المتحمس والموغل بالتطرف، وسيدين البعض ولو على مضض ، لأنهم، الطغمويين، أصبحوا مغلوبين على أمرهم في ظرف إشتداد وتيرة التدخل الخارجي الذي يدفع بالأمورَ نحو التصعيد المتسارع تداركاً لخفوت بريق تظاهرات الرمادي ومحاولة معالجة تطورات الأوضاع في سوريا وتوفير دعم إضافي للمسلحين في سوريا التي لا تسير رياحها بما يشتهيه سَفَنَهم ولا تبشر بخير بالنسبة لهم، خاصة وأن هناك تقارير تشير إلى إنطلاق أو قرب إنطلاق مفاوضات سرية بين أمريكا وإيران؛ ففي حالة نجاحها، بالإضافة إلى إرتفاع صادرات النفط العراقي، وإحتمال إكتفاء أمريكا من النفط ذاتياً في عام 2020، فإن النظام السعودي الشمولي المتخلف سيصبح في مهب الريح وأعوامه معدودة بعدد ما تبقت من أيام لحياة جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز.
يظهر جلياً أنه بعد أحداث الرمادي تبوّأ التكفيريون موقع الصدارة، بتوجيه من الخارج، ساحبين خلفهم الدكتور أياد علاوي ورهطه بالإكراه، لا في مجال الإرهاب ميدانياً وحسب بل في مجال التخطيط السياسي أيضاً وذلك بمقتضى خطة التحرك العام ضد العراق التي تنفذها السعودية وتركيا وقطر وشركات النفط.
إجمالاً، مما عجل في ضرب التكفيريين ضربتهم هذه في كركوك وطوزخرماتو بالذات، هو:
1- التحرك الجماهيري المساند للدستور والمعادي للإرهاب والمخططات الخارجية في عموم العراق على عكس ما كان يتوقعه الواهمون،
2- نجاح المفاوضات بين الجيش العراقي والبيشمركة بشأن تنظيم عملية التواجد العسكري في المناطق المتنازع عليها،
3- النجاح في مجرد عقد الإجتماع بين القوى السياسية الذي دعى إليه رئيس التحالف الوطني الدكتور إبراهيم الجعفري (وغياب الدكتور أياد علاوي الذي ربما مازال ينتظر وصول حكومة معلبة ترسلها الأمم المتحدة على رأس جيش أمريكي إلى العراق لتحل محل حكومة نوري المالكي لتنظيم إنتخابات برلمانية مبكرة حسب طلب السيد علاوي!!!)،
4- تمكُّنُ الحكومة من الفرز بين العناصر البريئة من المتظاهرين في الأنبار التي لها مطالب مشروعة وبين الأشرار من التكفيريين وبعض الطغمويين ممن ينفذون مخططاً أجنبياً جهنمياً. وبذلك تم عزل هؤلاء وبدأت خططهم وآمالهم بالترنح.
5- إنكشاف ملامح المخطط الخارجي ضد العراق، المرافق لتظاهرات الرمادي، أمام ممثل أمين عام الأمم المتحدة السيد مارتن كوبلر الأمر الذي دعاه إلى التحذير من فتنة داخلية،
6- تحذير بعض أطراف إئتلاف العراقية التي دفعها حسها الوطني إلى التململ من خضوع زعيم الإئتلاف وبعض أطرافه من المتطرفين في سياسة رفض الآخر ورفض الديمقراطية والنظام الديمقراطي الجديد في العراق.
خلاصةً، سواءً كانت التفجيرات للكيد أو للتأنيب والتحذير، تبقى في جوهرها كيـــــديـــــة,
ــــــــــــ
*: للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
874 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع