سيلفي ----- النصرْ

                                                            

                               عبدالجبارنوري

ربما أطّلع العالم بأننا نخطُ "ملحمة كبرى" في عالم التحرر لذاكرة الشعوب المقهورة على كوكب الأرض ، وثمة مقاربات تأريخية  تكاد تحرير " الموصل " أن تضاهي أسطورة ستالين غراد والجزائر وقلعة ديان بيان فو بشراستها وحديدية عقيدتها وتضحياتها السخية بمزيج دماء تحمل جميع أصناف الدم العراقي ،

ومنذ تفجرالغيرة والنخوة والحمية العراقية في الأثنين الماض – والبعد الجغرافي عن ساحة الشرف أسمع قعقعة السلاح والنشيد العراقي الموحد وأرى رفرفة الراية العراقية الموحدة ، يا للفخر والأعجاب بهذه الجحافل الفولاذية وهي تتقدم بسرعة وثبات نحو الشهادة والتضحية لأنتزاع مدينة الموصل  من مخالب العدو الهمجي الداعشي في سيلفي النصر بصورة ذاتية جمعية--- نعم أنها من معجزات التأريخ أن نرى :
معطيات المفاجأة
-جيشاً موحداً يجمع أطياف العراق قوميا ومذهبيا ومناطقيا تحت راية وعلم واحد ونشيدٍ واحد ، فهو الجيش العراقي الباسل والشرطة الأتحادية ورجال الأمن ومكافحة الأرهاب والحشد الشعبي والحشد العشائري ورجال البيشمركة الأبطال ، والمتطوعين ، وطيران الجيش ، ورجال الهندسة الغيارى ، وفيلق الجهد الأستخباري البطل .
- " تحالف الأعلام الوطني " والذي بات يضمُ كل القنوات  والصحف ، ولأول مرة في تأريخ العراق يتوحد الخطاب الأعلامي الحربي الموجه في الدعم اللوجستي والسياسي في تقوية معنويات المقاتل ، والرد على أكاذيب العدو وتشويهاته الخبرية والتي ترقى إلى الغوبلزية الهتلرية للتأثير على اللحمة الداخلية .
- ولأول مرّة في تأريخ العراق ومنذ 1991 نرى أتفاق كامل وتام بين البيشمركة والجيش العراقي  الأتحادي ، ومنذ 17-10-2016 عندما دقّت ساعة الحدباء يحررون  أكثرمن أربعين قرية وناحية وقضاء وبمساحة ثلاثمئة كم2  .
- والمعركة تكاد تكون عراقية صميمة بنسبة 75% بمشاركة فعلية للجيش وجميع صنوفه وجهده الأستخباري والهندسيي مع الطيران العراقي ، أما التحالف الدولي يقتصر على التدريب والدعم اللوجستي ، ومشاركة فعلية في زخم المعارك بنسبٍ ضئيلة .
- ولأول مرّة يظهر على السطح السياسي رأب صدع البيت الشيعي المتمثل في أجتماع " الحنانة " بين الصدر والخزعلي ، توحد تحالف الأئتلاف الوطني  والذي لهُ الأغلبية في القرار السياسي وتحريك الشارع العراقي ، وخطاب ديني موحد وخاصة في خطبة الجمعة الموحدة والمتشابهة بالنص والمضمون بين خطاب الكربلائي ممثل المرجعية والهميم رئيس الوقف السني .
- والحركة الدؤوبة لنواب محافظة نينوى في تأييد التحرير ، وأكمالهم أماكن السكن للنازحين ، ولأول مرّة أيضاً يظهر على السطح أتفاقا وأنسجاما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، بالتصريحات الداعمة لرئيس مجلس النواب ، ومواقف رئيس الوزراء الأيجابية والشجاعة في أدارة حرب التحرير بكفاءة وجدارة ، وحنكة دبلوماسية عقلانية هادئة في مواجهة أعداء العراق .
- توحد المشهد السياسي العراقي ولأول مرّة وتسابق نواب ومسؤولون من السلطات الثلاثة في الدعم السياسي والوطني ، ولأول مرّة تقف جميع الكتل السياسية على الدعم والوقوف مع الجيش العراقي والحكومة الأتحادية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .
- حصول التنديد بالأحتلال التركي لبعشيقه على أوسع نطاق شملت وسائل الأعلام العراقي المرئية والمقروءة والمسموعة ، والأعتصامات أمام السفارة التركية والتنديد والأحتجاج وبشكل سلمي وحضاري ، وكذلك الحركة الوطنية للجاليات العراقية في الخارج والتي شملت أغلب العواصم الأوربية وبجميع الألوان والشرائح العراقية .
- التأييد الخارجي للعراق وبشكلٍ غير مسبوق من الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان والبرلمان الأوربي.
- تضامن عربي وأقليمي مع العراق من قبل مصر والأردن وسوريا وأيران .
- ومن معطيات حرب التحرير هو ظهور بوادر أنتفاضة سكان الموصل ضد هذه الطغمة الأرهابية المجرمة ، والتي أكتوت بوثيقة المدينة الداعشية (الستة عشر) المستلبة لحقوق البشر في أرضه وعرضه ، وأنتفض يثأر لكرامته المستلبة والمستباحة ببدعة جهاد النكاح والأتاوات وقطع الأعناق وسلب الزرع والضرع ، فظهور القناص الموصلي وحركة نجباء الموصل ، وكتيبة " أحرار الموصل " الجهادية ، وشباب المدينة المستباحة أظهروا معارضتهم بشكل علني ومخفي مما يبشر بأتمام حلقات التحرر طبقاً لتجارب الشعوب في تحرير أراضيها.
الخاتمة / أنها نينوى شمال عراقنا الحبيب المثخن بجراحات  عميقة  منذ 1921 ولحد الأحتلال الداعشي ربما وزنهُ بقدر تلك الجراحات ، أنها نينوى الطود الشامخ الذي يتحدى عاديات الزمن بكبرياء وشموخ بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة ، فهي تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات " آشور بانيبال " ، أنها أم الربيعين بتجدد عنفوان فصليها ، أنها مدينة الخير والعطاء ، أنها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنها مدينة أبي تمام وأسحق الموصلي وأبن الأثير والفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وزها حديد وجواد سليم ، أنها مدينة  الشعب الموصلي المداف مع جينات الشعب العراقي بشهادة معاهدة سيفر 1921، والتي كتب قرانها الأجداد بعقدٍ كاثوليكي عصي الفسخ بأعلان أنتمائها للملكة العراقية وفي ظروفٍ سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي البريطاني التركي .  
 لقد دُقتْ ساعة الحدباء ---- معكم --- معكم حتى النصر
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

985 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع