عائشة سلطان
غريب أمر بعض المثقفين العرب، الذين نراهم بمناسبة وبغير مناسبة يوجهون سهامهم المسمومة تجاه دول الخليج.. وهو أمر لا يقتصر على التشكيك في الإنجازات والمشاريع والمبادرات الضخمة التي تنفذها دول المنطقة، وإنما أيضاً في اتخاذ موقف عدائي تجاه دول الخليج عندما يتعلق الأمر بإيران وسياساتها التخريبية في المنطقة.
وما يزيد الأمر غرابة أن هذا الموقف العدائي يأتي على الرغم من أننا نعد كخليجيين شعوباً شديدة التعاطف مع إخواننا العرب، ولدول الخليج أيادٍ بيضاء على كل الدول العربية انطلاقاً من الالتزام المطلق بواجب الشقيق تجاه شقيقه، لذلك ففي كل مكان تظله سماء عربية لا يمكن لأحد أن يفتقد مشاريع البنى الأساسية هذه من مساكن ومستشفيات ومدارس.. الخ.
كما أن هذا الموقف العدائي الذي يتخذه بعض المثقفين العرب ونشطاء مواقع التواصل من دول الخليج يقابله تأييد لمواقف إيران وسياساتها، بالرغم من انحياز هذه السياسات باتجاه المشروع التخريبي والتوسعي في المنطقة وعلى حساب جيرانها، حيث يصفها المثقفون المتعاطفون معها دوماً في خطاباتهم بأنها «الدولة الجارة المسلمة».
والسؤال هو كيف لمثقف عربي ملتزم بقضايا أمته وفي هذه الفترة المفصلية من عمر الأمة، أن يدافع عن مشروع إيران التوسعي الواضح والجلي؟ كيف يمكن خلط المسارات والدفع بحجج عاطفية وغير حقيقية لصالح إيران لمجرد أن بوقها الدعائي يهاجم سياسات دول غربية؟
وكيف يتناسى هؤلاء أن الخليج والمنطقة بأسرها تواجه تحديات خطيرة نتيجة وقوف إيران كرأس حربة مع المشروع التخريبي في المنطقة لتحقيق مشروعها الخاص بتوظيف المذهبية المقيتة والطائفية اللعينة؟
إلى أي استنتاج يقودنا إيمان بعض العرب بسياسات إيران؟ أظن أن أول ما يقودنا إليه هو لعبة المصالح التي تنتهجها بعض التنظيمات والأحزاب التي غسلت أدمغة جماهيرها بخطاب غوغائي قائم على الشعارات الجوفاء مستعينة بإيران نتيجة لتلاقي المصالح بينهما، إضافة لبرامج تزييف الوعي والحقائق من قبل بعض الإعلام والإعلاميين، وتجييش المشاعر العربية ضد الخليج وسياساته!
إيران جارة مسلمة، ودول الخليج أول من يقول ذلك، لكن إشعال الفتن المذهبية ليس من الإسلام في شيء، واحتلال الأراضي ليس من أخلاق الجيرة، وادعاء امتلاك أراضي الآخرين ليس من أخلاق الجيران، والاستعلاء والتوسع على حساب الجار ليس من الإسلام و... هذه حقائق نعايشها نحن أبناء الخليج بشكل واقعي لا من خلال التنظير!
558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع