عبدالجبارنوري*
نُصب ترامب الرئيس الأمريكى رقم 45 يوم الجمعة 20-1-2017 ، مبتدءاً بالقسم الدستوري مبنى الكابيتول ، بأنظمامه للقائمة ال45 للرؤساء الأمريكيين من جورج واشنطن ولحد المعتوه ترامب ( يحنثون ) باليمين ، مثل ذلك الحاكم الذي طلب من الحرامي أن يحلف تمتم الحرامي أجه الفرج والعباس ، فأمريكا عدوة الشعوب ، وقاهرة مساكين وفقراء الأرض ، وصاحبة الأنقلابات العسكرية في أغلب الدول المغلوبة على أمرها ،
وتتعامل بميكافيلية مقيتة ، وهي أول من أستعمل القمبلة الذرية في جينوسايد أبادة الجنس البشري في هيروشيما وناكازاكي ، وهي صانعة أسرائيل والأرهاب الداعشي ، قال عنهم تشرشل { الأمريكان لا يسلكون الطريق الصحيح ألا بعد أن يسيروا في كل المسالك الخاطئةAmerican to do the right thing after they ` ve tried every thing else..
أما ترمب فهو ليس سياسي ، بل تعلّم فن السياسة من خلال بنكه وعلاقاته المليارية بالمتاجرة بالأقتصاد الأمريكي مع الأقتصاد الصيني والروسي والأوربي ، صحيح هو رجل أعمال وأداري ناجح وحازم يعرف كيف يربح فقط ، ولكن تنقصهُ المناورة بالسياسة والدوبلوماسية الموشحة بالتمدن مع مسحة حضارية ، يتضح لاحقاً هناك تشويش في منهاج خطاب التسليم وخاصة في قراءة ديناميكية المنطقة بشكلٍ جيد .
ماذا قال في خطاب التنصيب وتغريداته عبر التويتر ومناظراته الأنتخابية
*فيما يخص أوباما وحزبهُ الديمقراطي :1- فضح سياسة أوباما تجاه العراق حيث صرح في خطابه وبالنص{ كان أوباما وحزبه الديمقراطي على علم في دخول داعش إلى الموصل } بشهادة تصريح أوباما نفسه : " نحن على علم بدخول داعش إلى الموصل وهذه الأدانة تعني تحميل أمريكا أوزار الأحتلال الداعشي ومذابح العراقيين وتدمير البنى التحتية . 2- وتقوية أيران ، وأدانة ألمصالحة مع كوبا .3- الوقوف مع اليمين الأسرائيلي وتمكينه في التوسع وأستيطان الأراضي الفلسطينية ، وأن السعودية هي الممثل الحقيقي للأسلام بالوقت الذي هي الراعية الرسمية للأرهاب بواقع مذهبي وطائفي ، ودعم قوات هادي في حربه للشعب اليمني ، وعلم أوباما بالمساعدات القطرية والأماراتية والكويتية لتمويل داعش لأسقاط الأسد ومحو الحكم الأسلاموي الراديكالي في العراق ودعم قوات هادي في حربه ضد الشعب اليمني .
* وخلال خطابه الذي يفتقد غياب الدوبلوماسية المتمدنة والمتسمة بالأقتحامية الكاوبوية ، وفقدان المناورة في السياسة ، وهناك تشويش في قراءة ديناميكية المنطقة بشكل جيد ، وأقصد بمناطق الطاقة في الشرق الأوسط ، مما جعل الأثرياء الكبار والشركات العالمية تتساءل : هل يمر تسونامي ترامب بسلام ؟؟ ووصفهُ الخاطيء للأرهاب بأنه : بأنهُ أسلاموي راديكالي بالوقت الذي هي مجموعة خارج الزمن والتأريخ بلا هوية ولا دين ولا مذهب ولا وطن ، ويعني بأعتقادي أنه لا يميّز بين الأسلام والمتشددين والمتطرفين الذين يدعون زوراً وبطلاناً الأنتماء للأسلام ، والمهم أن نظرة ترامب إلى تنامي وتصعد المد الأرهابي الداعشي ليس من باب الغباء السياسي لا .. لا أنهُ هي الذي يتمنى هذا التغيير المتوالي في قوة الأرهاب وأختراقها للموصل والرقة لأن المسألة بنظر ترامب هي تجارة مربحة في أرتفاع سقف الطلب على التسليح والحاجة إلى المارينز وضرورة بناء القواعد الثابتة والمتحركة
* فيما يخص الخلايجة أصدقاء العمر : أظهر سياسة التحجيم للدور الخليجي في المنطقة ، وشخص المملكة السعودية بأنها في القمة الهرمية في قيادة جميع دول الخليج لما تتمتع به من ثروات طائلة من مردودات النفط ، وأنها مركز التشدد الوهابي المتطرف وتمتلك ترسانة عسكرية موردة من أمريكا ، وقبيل مجيئه لرئاسة أمريكا أصدر نوابه من الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية في الكونكرس قانون ( جستا ) في أدانة مملكة السعودية في أعتداء 11 سبتمبر وضرب أبراجها وقتل أكثر من 3 آلاف موظف في ذلك المركز التجاري فغرّمها ترليون دولار ، منها 750 مليار دولار موجودة في البنوك الأمريكية وعلى شكل سندات والتي أعتبرت نكبة النكبات بالنسبة للسعودية ، وسوف يجري هذا الملياردير المتمرس في حصاد الثروات الطائلة وغازل بها اليمين الأمريكي حيتان الكارتلات، وسيخضع هذا النهج في العمل السياسي الخاضع إلى معادلة الخسارة والربح ، وتلك الخسارة لا تعني شيئاً عند ترامب وقبله من الرؤساء طالما هناك غنائم دول حلوبة تعطي ولا تأخذ ، ولكنها تعني الكثير في العلاقات الدولية ، في فقدان أمريكا المصداقية في حقوق الأنسان .
* أما خياراتهُ في العراق : هو قلع كا ما يمت بصلة إلى قوى الأسلام السياسي وأذرعه المسلحة ، أي تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي ، وهو شيءٌ مفرح ومرحب به ولكن عندما يتفهم الفرق بين الأسلام السياسي والأرهاب الداعشي الذي لا دين له ولا وطن ولا مذب أو طائفة .
* التأكيد على ثقافة المواطنة الأمريكية ، سنعتمد قاعدتين بسيطتين ( شراء السلع الأمريكية وتةظيف الأمريكيين ) وأنتقد العولمة وضم صوته إلى أحتجاجات الرأي العام الأمريكي ضد أجتماعات دول الأتحاد الأوربي في واشنطن وهيمنته على المجتمعين
، وجشع الصندوق الدولي ، وأتفاقيات التجارة الحرة وعبّر عنها ب( بفخ العولمة ) ، وأنتقد الديمقراطيين بقيادة أوباما بنخر الصناعة الأمريكية على حساب الصناعات الخارجية ، وغلق المصانع وتسريح عمالها وبذلك أستمال اليسار والطبقة الوسطى بما فيها العمال وجميع اليساريين والحزب الشيوعي الأمريكي ، فكانت خطاباته في ه1ذا المجال على العموم شعبوية وقومية ووطنية ، وكذلك أكد على السياسة الحمائية في الحد من تدفق السلع الأجنبية الرخيصة خاصة من المكسيك والصين وألمانيا بفرض كمارك باهضة على السلع المستوردة من هذه الدول وأنهُ ضد أستحواذ هذه الشركات العملاقة على السوق الأمريكية منها فورد للسيارات ، وبوينغ للطائرات ، ولوكهيد للصناعات العسكرية ، وشركة بي أم دبليو ، وشركة علي بابا الصينية العملاقة التجارية للأنترنيت وأقترح فرض رسوم على تلك الشركات نسبة 35% فترامب مطمأن من أن هذه الشركات سترضخ للأمر الواقع مستفيدين من قوة الأقتصاد الأمريكي ، والتفوق العسكري وقوة الدولار، وركزعلى حماية المال الأمريكي والسعي لأسترداده من الدول صرفته أمريكا في حمايتها لقاء مكافحة الأرهاب الذي ضربها ، ومعاقبة الدول الداعمة للأرهاب .
* علاقته بأسرائيل : فضلاً عن أعلانه الصريح وفي كل مناسبة خلال مناظراته التلفزيونية الدعائية أنه سوف ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذي يعتبر تحدياً للشعب الفلسطيني المستلب والأعتراف بأنها العاصمة الرسمية لأسرائيل .
* أما مع الدول الأوربية : وجه أنتقاداً مباشراً لميركيل ألمانيا في فتح أبواب الهجرة أمام المهاجرين السوريين ، وأثنى على خروج بريطانيا من الأتحاد الأوربي الذي وصفهُ بالهيكل الهرم عديم الجدوى ، وأنتقادات لاذعة للحلف الأطلسي المتهالك والآيل للسقوط ، وعدم ألتزام مسؤوليه دفع مستحقاتهم وتحميل أمريكا 70% من ميزانية هذا الجهاز العدواني ، وأنه قديم لا يلائم التطورات الجديدة في العصرنة والعولمة الحالية ، والذي يبدو على تصريحاته التشنج والتفكيك في العلاقات الأمريكية الأوربية .
أخيراً/ كل ما شاهدناه من تلك الدعايات الأنتخابية وخطاب التسليم في تهريج الرجل الفائز بقيادة أقوى دولة في الأقتصاد والترسانة العسكرية وقوة الدولار، ما هي ألا نهجاً ديماغوجياً للترويج بالفوز بكرسي الرئاسة أنما الكلام والثرثرة شيء والمستجدات التي تظهرها المعطيات التي تطفو على الواجهة شيء آخر ، وسوف يمنحه الرأي العام العالمي الأممي ( عطوة ) مهلة حكمه الأربعة سنوات وفوقها مئة سنة هل بأمكان ترامب أن يمحي الذكر السيء ( للسي آي أي ) وهل يمكنه شطب أصطلاح الأمبريالية والتي هي أعلى مراحل الأستعمار؟ من جمهوريته العظيمة أمريكا ، وهل يسامح التأريخ أحتلال أمريكا للعراق؟ وتسليمه للص " بريمر " وعملائه ---- أن غداً لناظره قريب
*توقيع / كاتب عراقي مغترب
633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع