د.طلعت الخضيري
ألتأريخ مرآه ألمضي ومنظار المستقبل ألحلقه الخامسة
ألأمير ألشيخ خزعل ألكعبي
ألمقدمه
كان أهالي ألبصره في ألعقد ألثالث من ألقرن ألماضي ، يرون لنا ألقصص عن شخصيتان كان لهما نفوذ كبيرعلى تلك ألمدينه في نهايه ألعهد ألعثماني ، وكانت سلطتهما تفوق سلطه ألوالي ،وهم (ألشيخ خزعل ) و(السيد طالب ألنقيب ) ، وأتاح لي الحظ أن أستلم معلومات قيمه، ومجموعه من ألصور ألفوتغرافيه ألقديمه لعائله ألشيخ من أحد أفرادها ، مما دفعني أن أكتب عن تلك ألشخصيه ألتأريخيه ، واطلعت بذلك على معلومات كنت أجهلها تماما ، أوصلها مختصره للقارء ألكريم.
ألإماره ألكعبيه
هاجرت قبيله بني كعب في ألقرن ألسابع عشر ألميلادي ،واستوطن بعضهم ماحول نهايه نهر كارون ، وآخرون حول ضفتي شط ألعرب ألمجاوره لمصب نهر كارون ، وشيدت ألقبيله (ألقبان) عاصمه لها ، ومقرا لإمارتها، وكان أول أمرائها هو (ألشيخ علي بن ناصر) ثم تولى ألحكم عام 1690م( ألشيخ سلمان بن ناصر) ألذي استفاد من ألفوضى ألتي عمت بلاد فارس بعد وفاه حاكمها نادر شاه عام 1730 م ، فبدأ ألشيخ سلمان توسيع إمارته إلى جهه ألشمال والشرق ، واصطدم بقبائل ألأفشار فاستطاع أن يتغلب عليهم ويحتل عاصمتهم (ألدورق) ألتي أبدل إسمها إلى (ألفلاحيه) واتخذها عاصمه ثانيه له، وبدأت بذلك إماره (ألمشعشعين) بالزوال بعد أن دامت قرون ، وقامت بدلها إماره (بني كعب) بزعامه ألبو ناصر.
وبين عام 1897 و1925 أي لمده 28 سنه حكمها ألشيخ خزعل ألكعبي .
لقد تفضل أحد حفداء ألشيخ خزعل بإرسال ألمعلومه ألتاليه أنقلها للقارىء كما إستلمتها:
ألهجره ألعربيه ألأولى ، كانت بعد إنهيار سد مأرب ، فاتجه ألعرب نحو ألخليج ألعربي ، وعبروا إلى ألجهه ألشرقيه لساحل ألخليج ألعربي ، وهكذا زحفوا شمالا باتجاه ما سمي فيما بعد (عربستان )،واستوطنوا هناك.
أما ألهجره ألثانيه فكانت من خلال ألفتوحات ألإسلاميه وكانت خلال ألهجرتين تواجدت قبائل بني كعب في تلك ألمناطق ، أي أن هجرتهم لم تكن من وسط ألعراق كما ذكرت ألموسوعه.
حقبه حكم ألشيخ خزعل
عاش ألشيخ خزعل مابين سنه 1861م و1936م عن عمر ناهز 74 سنه ، ولد في ولايه ألبصره في قريه( كوت ألزين) وهي قريه تبعد حوالي 6 كيلومترات جنوب أبي ألخصيب في ألبصره ،وتقع على ساحل شط ألعرب تفصلها عن مدينه ألمحمره ألمقابله لها جزيره (أم ألرصاص) ،وحدثت بها وبجزيره أم الرصاص ألمعركه ألفاصله مابين ألجيش ألبريطاني والجيش ألعثماني في ألحرب ألعالميه ألأولى.
كانت مدينه ألمحمره عاصمه ألشيخ خزعل ، وبنى بها قصره على ضفه شط ألعرب(قصر ألفيليه)، ولم تكن سلطته تمتد على منطقه ألأحواز ألعربيه فحسب بل امتدت إلى مدينه ألبصره ، عندما كان ألحكم ألعثماني في آخر مراحله.
فكانت ألسلطه ألفعليه في ألبصره هي لزعيمان وهما ألشيخ خزعل والسيد طالب ألنقيب حسب ما كنت أسمعه من كبارألسن وأحدهما والدي ، كان ألشيخ خزعل له نفوذه أيضا وعلاقاته مع ألكويت و الحجاز والحكومه ألبريطانيه، وكان ألشيخ خزعل يحلم بعرش ألعراق بعدألحرب ألعالميه ألأولى ، وقد أرسل رساله بهذا ألصدد إلى ألسياسي ألعراقي نوري ألسعيد يطلب منه مساعدته للظفر بعرش ألعراق.
وعند ظهور ألبترول في منطقه ألأحواز سنه1908م ، عقد ألشيخ خزعل والطرف ألبريطاني إتفاق وقع في مايس سنه 1909م ،يقضي بدفع مبلغ ( 650 جنيها ) سنويا إلى ألشيخ خزعل كإيجار موقع تكرير ألنفط في عبادان ، ومرور أنابيب ألنفط عبر أراضيه ،على أن تتعهد بريطانيا بحمايه استقلاله ، ضدإدعاء ألحكومه ألمركزيه ألفارسيه.ووعد بمساعد عسكريه من قبل بريطانيا إذا ما تعرض لأي إعتداء.
ألأسر والوفاه
تم أسره مع أبن عمه ألشيخ موسى حاكم عبادان ، وإبن ألشيخ خزعل ألشيخ عبد ألحميد ، وقد تخلص ألشيخ موسى من ألأسر أن رمى بنفسه من أليخت ، وأما ألباقون فقد أسروا سنه 1925 ، ونقل ألشيخ خزعل إلى طهران وأجبر على ألإقامه ألجبريه في قصره في طهران ،ومن الأرجح أنه اغتيل بأمر من ألشاه رضا بهلوي ، وحسب روايه أحد معارفي من سلالته أنه قتل خنقا.
ملاحظه : أستلمت من أحد حفداء ألشيخ خزعل ألمعلومه ألتاليه وأشكره على تلك ألمعلومه:
نشرت صحيفه جام جام ألإيرانيه (ألتابعه لهيئه ألإذاعه والتلفزيون) تفاصيل مقتل ألشيخ خزعل ومنها( قتل ألشيخ خزعل من قبل ألقاتل( عباس بختياري ) وبأمر من ألشاه رضا بهلوي ، وتمت محاكمته ورفاقه ومديرشرطه طهران بعدعزل رضا شاه من ألحكم سنه 1941 م ، اي خلال إحتلال ألحلفاء لإيران ،وتمت محاكمه مدير شرطه طهران وألقتله فاعترفوا بأن ألجريمه تمت بأمر من قائد ألأمن ألعام(ركن ألدين مختار ) وأن ألشيخ خزعل قتل خنقا وبضربه أله حديديه على رأسه بينما كان نائما في فراشه .إنني أوصل ألمعلومه إلى القارىء كما وصلتني..
ألمراجع :( ألموسوعه ألحره) (معلومات وصور زودني بها مشكورا أحد حفداء ألشيخ خزعل), (ومعلومات شخصيه)
780 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع