بقلم: سالم إيليا
يبدو من أن ما خَططت لهُ القيادة السياسية والعسكرية العراقية قبل البدء بتحرير محافظة نينوى من رجس عناصر داعش الإرهابية لم تتضمن الظروف الميدانية لمعاناة الأهالي المحاصرين فيما لو طال زمن التحرير وهذا ما هو حاصل فعلاً الآن؟؟!!.
فلقد وردني من عدّة جهات موصلّية وآخرها من الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد المتواصل على مدار الساعة مع أهلنا في الموصل الجريحة المحاصرة من أنّ سكان الساحل الأيمن على وشك الموت جوعاً نتيجة نفاذ خزينهم من المواد الغذائية إضافة الى نفاذ الوقود للتدفئة في ظروف شتائية مناخية وصلت درجة الحرارة فيها دون الصفر المئوي ولكم أن تتوقعوا البرد القارس في الموصل في هذه الأيام التي تساقط فيها رذاذ الثلوج حتى في البصرة جنوب العراق، إضافة لتساقط الثلوج بكثافة في المدن الشمالية المحيطة بالموصل (كركوك والسليمانية) وكما نقلته وسائل الإعلام عبر عدسات كاميراتها!!!.
إنّ عدم إتخاذ القيادة السياسية والعسكرية الإجراءات السريعة لحل هذه الكارثة الإنسانية الوشيكة الوقوع وذلك بفتح منافذ محددة ومسيطر عليها أما لخروج السكان جميعهم أو إدخال المساعدات الإنسانية لهم وعلى وجه السرعة سيعتبر عقوبة جماعية قد تؤدي الى إبادة جماعية بالموت جوعاً لسكان الساحل الأيمن من المدنيين الأبرياء ومعظمهم من النساء والأطفال الذين يربوا عددهم على النصف مليون نسمة حسب التقديرات الرسمية!!، والذين يعانون الأمرين، فهم أسرى بيد داعش بقوانينها المجحفة من جهة، وطائرات التحالف والمدفعية البعيدة المدى ترمي بحمم براكينها وقذائفها على مناطقهم بقصفٍ تمهيدي مركز تمهيداً لإقتحام الساحل الأيمن من جهةٍ أخرى، يضاف الى هذه المآسي نفاذ خزينهم الغذائي والمالي بعد أن تجاوزت فترة التحرير المئة يوم وخلافاً لما هو متوقع (بدأت الحركات الفعلية للجيش والقطعات العسكرية المتجحفلة معه بعد أن أعلن القائد العام للقوات المسلحة في السابع عشر من تشرين الأول/2016م بدأ عمليات التحرير).
إن أبناء العراق جميعهم مطالبون برفع أصواتهم الوطنية النقية الموحدة للضغط على مّنْ بيده القرار لإنقاذ إخوانهم المدنيين المحاصرين في الجانب الأيمن من الموصل.
كما أناشد جميع المسؤولين في المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية لمد يد العون للمدنيين في الجانب الأيمن والمناطق الأخرى التي لم تصلها بعد جحافل التحرير.
ولكي أكون منصفاً في ندائي الوطني والإنساني هذا عليّ واجب الشكر لكل المنظمات الوطنية الجماهيرية والدينية والحكومية المحلية والوزارات الخدمية المعنية، وأخص منهم أبناء العراق الغيارى من جنوبه ووسطه ومن إقليم كردستان العراق لإستجابتهم لطلب (الفزعة) وهَبَّتهم الأخوية الرجولية والوطنية لمد يد المساعدة للنازحين في المخيمات، وكذلك علينا واجب الشكر للمنظمات الإقليمية والدولية التي تؤدي واجبها الإنساني تجاه النازحين في معسكرات ومخيمات النزوح.
1867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع