عامر السلطاني
تعودنا دائماً ان نترحم على الحكام اللذين حكمونا سابقاً هكذا يُخبرنا التاريخ '" والحاضر هو الذي يتحدث اليوم فتجد الكثيرين يترحموا على العهد الملكي رغم عدم معايشتهم له ويمتدح الملوكيه ويترحم على ايام عبد الكريم قاسم والاخوين عارف والبكر وصدام ويذكر انجازاتهم ويترحم على ايامهم ويتمنى ان يعود الزمن للوراء ،،، متناسين كل اخطاءهم وعندما يتم ذكرهم تُذكر فقط أنجازاتهم وكأنهم جعلوا من المواطن العراقي من المترفين والمرفهين اكثر من شعوب الارض ،،
ترى ماهو السبب هل هي طيبه وطبيعه تكوين المجتمع العراقي انطلاقاً من المثل القائل ( اذكروا محاسن مواتكم ) ام عدم ثقتنا بالحاضر والمستقبل تجعلنا نقبل بالماضي رغم مافيه من مساؤي وعيوب .... لاأُ جزم اذا اقول ان هذه الصفه قد تكون ملازمه للشعوب العربيه دون غيرها ، فقد التقيت بالصدفه اثناء زيارتي الى تركيا بشاب سوري كان يشتغل في احد محال الحلويات الذي كنت اتبضع منه فدار حديث بيني وبينه عن الوضع في سوريا وهو من اهالي حلب ورغبت ان اعرف ايهما افضل لسوريا هل بشار الاسد ام المعارضه فكان جوابه ، ان المعارضه هي من دمرت سوريا ودفعت ب بشار الاسد ان يرتكب هذه المجازر
ولكن والده ويقصد ( حافظ الاسد ) كان افضل منه ... فهذا حال شعوبنا تترحم وتتمنى مافات ،، ولكنه تناسى ان حافظ قد ضرب حلب بالمدفعيه وكان له نفس اسلوب ابنه الذي يُستخدم الان في سوريا .انا هنا لاأقصد ان امتدح اوانتقص من نظام معين او حاكم فلكل منا له وجه نظر تخصه في هذا الحاكم اوذاك ولكن الصفه التي قد نشترك بها اغلبنا هي اننا نتمنى عوده الماضي وايامه وحكامه مهما كانوا . لكننا هل نشارك بتغير واقعنا وحاضرنا ام السكوت قد اطبق افواهنا ...
نتعلم كل يوم من مدرسه الحياه درساً ولكن اهم ماعلينا ان نتعلم هو ان لانكون من الطيبين اللذين يثقوا بكل الناس لانك قد تتناول السم بطعام ذات مذاق لذيذ ويقدمه لك من تظن انه يحبك ، فهذا هو جوهر المشكله اننا لانعرف طريقنا ونختار قادتنا وحكامنا اللذين يأخذوا بنا الى بر الامان ثم يدور الزمان بنا لنعود للتذمر ولانرغب ببقاءهم او بحكمهم او استبدادهم او سرقاتهم ثم نترحم عليهم ونتمنى عوده حكمهم ... واليوم نمر بفتره حكم الاحزاب الدينيه كما يطلقون على انفسهم ،، ولكنهم تناسىوا ( ان من بديهيات الخطأ الديني أن يكون وجهك لله، وظهرك للجياع ،،،جبران خليل جبران )
فعندما نظن ان العداله اسيره المال والسلطه علينا ان نتذكر ان عداله الله سبحانه وتعالى اقوى من سلطانهم وكنوزهم ، وان الغطاء الديني الذي يرتدوه من اجل تمرير مخططاتهم والوعود التي اطلقت في حملاتهم الانتخابيه قد تكسرت على صخور الجياع والمحتاجين والارامل والمهجرين .
كل من يرغب بمعرفه ماجرى وسيجري في العراق عليه ان يقف قليلاً ويتأمل ويتفحص الشخصيات السياسيه كلها دون استثناء ، حينها سيعرف ماهو مصير البلد اذا ماأستمر الحال على ماهو عليه ، ثم يذهب الشعب لينتخبهم مره أخرى ،،،، هل لنا ان نتوقع حجم الكارثه والدمار ،،، صدقوني انها اكبر من دمار وخراب القنابل .
ان مشكلتنا في الثورات أننا نستبدل وجه بأخر وحاكم بأخر ، ولكننا نُبقى نفس السياسات الظالمه التي تحكمنا،،،،
عندما صعد الخليفه عمر بن الخطاب (رض ) للمنبر في فتره خلافته وقال ان لم احكم بالعدل فماذا ستفعلون فأجابه احد الناس سوف نجازيك بسيوفنا ، فشكره الخليفه وقال له بكم تنتصر امتنا ويحق الحق ... هذه هي الشعوب التي تصنع قدرها بنفسها ، ولاتندب حظها ، فهل يستمر الحال وننتظر الزمن الذي نترحم على حكام اليوم كما نترحم على حكام الامس ام نستفيق من نومنا ونغير واقعنا بأنفسنا وهل سنبقى دائماً نتذكر محاسن موتانا ، ونسكت على ظلم حكامنا .
1337 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع