الموصل بعد التحرير- الحلقة (٨): التغيير قادم

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 04 آذار/مارس 2017 08:05

كتب بواسطة: د.سمير بشير حديد

                    الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد

اخواتي اخواني اصدقائي أعزاءي المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أهل نينوى المجاهدين المرابطين الصابرين
جزاكم الله خير الجزاء لشجاعتك وصبركم وتحملكم الظلم والهوان، لقد وقع عليكم ما لم يتحمله إنسان. عانيتم من انعدام ابسط مستلزمات الحياة: الماء والكهرباء والوقود والطعام .... حتى الهواء أصبح ملوثا. لقد أخفقت حكومتكم الحالية في توفير ابسط مستلزمات الحياة وتنصلت من مسؤولياتها وانشغلت مع الاسف الشديد بالفساد وتبديد الثروات وتخلت عن شعبها الذي انتخبها ولم تعد تكثرت لمعاناتهم وعليه فلم يعد يمثلوكم إطلاقا.
هذا بالإضافة الى التدمير الممنهج الذي لحق مدينتنا الموصل. ما لم تدمره داعش فقد دمرته قوات التحالف. هذا منهجهم وسياستهم؛ حيث تدمير كل شيء حتى الانسان؟ لا افهم لماذا ضربت الجسور الخمسة في الوقت الذي يمكن تجنب ذلك؟ ولا افهم كيف تقصف عمارة كاملة لأنه يتواجد على سطحها داعشي واحد او اثنين خاصة وان مصيرهم محتوم والى جهنم وبأس المصير.
اخواتي واخواني: اشهد إنكم نافستم أيوب عليه السلام في صبره، وضحيتم بالغالي والرخيص، والكثير منكم فقد أملاكه والبعض فقد فلذة كبده؟ ترى هل ستقعون في الخطأ نفسه وتنتخبون من خذلكم وترككم وذهب يسكن في المنطقة الخضراء؟ ويتنعم بثرواتكم واستحقاقكم؟
التغيير قادم وفعلا قادم لا محال، والتغيير سيكون من داخل العملية السياسية، لان زمن الانقلابات والثورات قد انتهى وأضحى من الماضي. التغيير سيكون هذه المرة من قبلكم ومن خلالكم أيها الصابرين المحتسبين. دعونا نكون واقعيين وعمليين ونتكاتف وننسى خلافاتنا او على الأقل تأجيلها الى مرحلة لاحقة. اعمار الموصل وعودة الحياة اليها هو الهدف. اسمعوا قول الله عز وجل:
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. سورة الانفال: (46).
إن إنقاذ مدينتنا وعراقنا الموحد لا يمكن ان يتم الا بإشراف قادة مخلصين أمناء على رعاياهم واهلهم ومدينتهم. ابشروا أهل نينوى واعملوا من اجل التغيير واستعينوا في قول الله عز وجل في كتابه الحكيم: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.   سورة التوبة: (105) صدق الله العظيم.... وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ
الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد
٤ مارس ٢٠١٧