الكتابة على الحيطان

                                           

                          خالد القشطيني

عرف الإنسان الكتابة على الحيطان منذ تعلم القراءة والكتابة. وهذا يعني منذ أيام سومر وأكد. وورد ذكر لهذا في العهد القديم. ولكن ذلك شاع في السنوات الأخيرة حتى أصبح فناً من الفنون؛ فن وأدب الغرافيتي... أصبح لوناً من الأدب الشعبي حافلاً بروائع الظرف والأشعار. يصدق هذا على الإعلانات والبيانات الرسمية.

دأبوا على حشوها بشتى العبارات والتعليقات الظريفة... وجد أحدهم لافتة من السكك الحديدية البريطانية تقول: «تعلن السكك الحديدية بهذا أن هذا الممر غير صالح للمسافرين»، فأضاف أحد الظرفاء تحتها: «وكذلك قطاراتها».

ووجد أحدهم لوحة على مدخل إحدى الكنائس تقول: «اجلب السعادة لمن تحب»، فأضاف لهذه النصيحة هذه الكلمات: «اقتل مدرب فريق الكرة البريطاني!»

وفي فرنسا قامت السلطات بحملة للحد من حوادث الدهس والاصطدام: «أبعد الموت من الشوارع!»، فكتب أحدهم تحت هذا الشعار: «سُقْ سيارتك على الرصيف!».

وفي فرنسا أيضاً وجد أحد المواطنين هذا الإعلان من بلدية باريس فوق جناح من المرافق العامة: «ستغلق هذه المراحيض العامة يوم الخميس المقبل لإجراء بعض الترميمات»، فعلق الرجل عليه بهذه العبارة: «يرجى تسليم حصة يوم الخميس قبل ذلك التاريخ!»

وقد وزعت شركة «تليكوم» للتليفونات في لندن إعلانات تقول: «المكالمة التليفونية تكلف أقل مما تتصور»، فأضاف أحد الناس تحتها: «وأكثر مما يتحمله جيبك». وبعد تعاظم الخطر على منطقة بتني بلندن بوقوعها تحت فيضان نهر التيمز، لصقت البلدية إعلانات في الشوارع المهددة بالفيضان تعطي إرشادات للجمهور تحت عنوان: «ما يجب أن تفعله في حالة الفيضان»، فكتب تحتها أحد أبناء المنطقة هازئاً بإدارة البلدية: «اسبح على ظهرك!»

ومما لفت نظري في محطة «أكسفورد سِركَس» بلندن وأثار الضحك في نفسي أن بعض عناصر الأحزاب السياسية العراقية لصقوا إعلانات على الجدران وأعمدة النور تقول: «أوقفوا الإرهاب البعثي في العراق» بهذا النص: .«Stop The Baath terror in Iraq» فكتب أحد الظرفاء الإنجليز تحت هذه الكلمات: «استعمل الدُش!» وهذه من النكات القائمة على اللعب بالألفاظ والحروف.

ومن المعروف والمشهود أن النساء غير مغرمات بهذا الأدب الغرافيتي، أو الحروفي، وقلما يساهمن فيه، وغالباً ما يعترضن عليه وينتقدنه، لا سيما عندما يحتوي على بعض البذاءات. وفي أكثر الأحوال يعتبرن هذه الممارسة «توسيخاً» للجدران. بيد أن امرأة أميركية علقت تعليقاً ظريفاً على إعلانات الجيش الأميركي. كان قسم الدعاية للجيش قد قام بحملة إعلانات لتشجيع الانخراط في القوات المسلحة، مع تصاوير مثيرة تعبر عن الشجاعة والجرأة تحت كلمات: «الجيش يصنع الرجال»، فعلقت إحدى الفتيات على ذلك وكتبت بجانبها: «أيستطيعون أن يصنعوا واحداً لي؟ – سوزانه»!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1545 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع