بقلم أحمد فخري
احذروا من خدعة البريد الالكتروني
اليوم اتصل بي احد الاصدقاء واخبرني بمشكلة وقعت له مع بريده الالكتروني. وبعد ان شرح لي كل تفاصيلها، شخصتها مباشرة على انها خدعة البريد الالكتروني وقررت ان اكتب مقالة مفصلة تحذر القراء منها وكيفية اكتشافها وطريقة تجنب الوقوع ضحية بمخالبها.
الكل يعلم ان البريد الالكتروني اصبح واقعاً مهماً في حياتنا فقد وفر لنا فرصة كبيرة للتواصل بين الاشخاص والمؤسسات والمحال التجارية واداراة الشركاة والدوائر الرسمية وغير الرسمية. واصبح الواحد منا يفتح بريده الالكتروني قبل تناول قهوة الصباح. ومع كل هذه الفوائد التي لاغنى لنا عنها فهناك مخاطر كبيرة يجب علينا ان نتوخاها كي لا يقع الفأس بالراس. واحدى هذه المخاطر هي خدعة البريد الالكتروني.
انتم تعلمون ان هناك لصوص يعملون كل ما في وسعهم كي يقوموا باساليب من شأنها جني المال الحرام وذلك عن طريق الحيل والسرقة ولكن بطريقة ذكية جهنمية وبخدعة محبوكة بشكل منظم ذكي.
الطريقة:
يقوم اللصوص بتصميم وارسال رسائل الكترونية الى ملايين الناس تحمل نفس الرموز التي تحملها شركات الكومبيوتر العالمية مثل شركة مايكروسوفت مثلاً
وتكون اللغة المستخدمة بالرسالة لغة رسمية تحاكي اللغة التي تستعملها الشركات البرمجية الكبيرة. تخبرك هذه الرسائل المشبوهة بان بريدك الالكتروني قد تم اختراقه في دولة معينة كأن تكون الفلبين او تايلاندا او الكويت ...الخ وانهم يودون ان يتحققوا من ان الذي اخترق بريدك الالكتروني هو شخص غريب لا يمت لك بصلة. لذلك فهم يطلبون منك ان تزودهم بكلمة سرك لبريدك الالكتروني (وهذا هو الفخ) فاذا ما زودتهم ببريدك الالكتروني فهذه الطامة الكبرى. لأنهم سيقوموا بالدخول الى بريدك الالكتروني مستعملين كلمة سرك التي اعطيتهم اياها طوعاً للتو، وعلى طبق من ذهب فيقوموا بتغيير كلمة سرك، لذا يصبح بعد ذلك من المستحيل دخولك الى بريدك الالكتروني بتاتاً في المستقبل. ثم يقوموا بارسال رسالة واحدة لكل من اصدقائك المسجلين لديك بداخل بريدك الالكتروني نيابة عنك والرسالة هذا نصها:
عزيزي فلان ارجو ان اعلمك باني ذهبت الى (بانكوك) لقضاء عطلتي السنوية هناك ولمدة ثلاث اسابيع لكن اللصوص قاموا بسرقة جميع اموالي وبطاقة ااتماني. انا الآن في ورطة كبيرة واحتاج مساعدتك. فاذا امكنك ان ترسل لي مبلغ خمسمائة دولار يمكنني من خلالها دفع فاتورة الفندق والعودة للوطن وساقوم باعادة المبلغ اليك حالما اعود. مع الشكر الجزيل.
هذه طبعاً شكل الرسائل بصورة عامة مع اختلاف المبلغ المطلوب والمكان المزعم الذي تمت فيه السرقة.
والمتوقع من متلقي هذه الرسائل ان يهب لنجدة صديقه ويرسل له المبلغ المطلوب ويكون بذلك قد وقع في الفخ.
طرق الوقاية:
تنقسم طرق الوقاية من شقين: الشق الاول إذا كنت انت صاحب البريد الالكتروني فتذكر ان شركات البريد الالكتروني سوف لن تطلب منك ان تزودها بكلمة سرك بتاتاً. لذا يجب عليك ان تتوخى الحذر الشديد من اعطاء كلمة السر لانها قد تكون سبيلاً لوقوعك بالفخ.
الشق الثاني: هو ان من يستلم رسالة الكتروني من صديق يطلب فيها المال فعليه ان يتحقق منها. والطريقة المثلى هي الاتصال بصاحبك (المعني بالامر) وسؤاله عما اذا كان هو فعلاً من بعث لك تلك الرسالة ليطلب النجدة. واغلب الاحيان فان الرسالة تكون غير شخصية ولا تحمل الاسلوب الذي اعتدت انت التحدث به مع صديقك. فمثلاً انا انادي صديقي احمد بـ (حمادة او حمودي او ابو علي) وكذلك يتجنب اللصوص من تحديد المواقع التي يسكنها الفرد بشكل دائم لذلك لا تراه يكتب الجملة ما قبل الاخيرة بهذه الصيغة (وساقوم باعادة المبلغ اليك حالما اعود الى ستوكهولم ونشرب القهوة في ستاربكس كما تعودنا ايام الاربعاء)
انا متأكد من ان اغلب القراء حذرين ومتيقضين لكني اءكد لكم اني قد علمت بخمس حالات من هذا النوع خلال السنين الستة الماضية. ومع شديد الاسف، كلهم خسروا بريدهم الالكتروني واضطروا انشاء بريد جديد وبدأوا بجمع عناوين اصدقائهم واقاربهم من جديد.
بامكانكم الاستفسار مني بتفاصيل اكثر وادق عن هذه المشاكل في تعليقاتكم وساقوم بارد عليها كي اجنبكم شر تلك الفخاخ.
مع تحياتي
4799 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع