بيان البطريركية وإعمار قرانا الكلدانية

                                      

                         د. نزار ملاخا

               بيان البطريركية وإعمار قرانا الكلدانية

في العاشر من حزيران من عام 2014م سقطت الموصل بيد تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش)، وسيطر هذا التنظيم على مدينة الموصل بالكامل، وتبع سقوط المدينة سقوط قرانا في سهل نينوى الكلداني، منها تلكيف وبطنايا وباقوبا وتللسقف وكرملش وبغديدا وغيرها، وكما نعرف جميعاً كيف سقطت كل هذه المناطق وهروب كتائب وفرق عديدة من الجيش العراقي النظامي المجهز بكافة صنوف الأسلحة والمعدات العسكرية وبغطاء جوي قوي، وقادة عسكرين من ذوي الرتب الخيالية (فريق ركن وفريق اول ركن وغيرها) هربوا جميعاً أمام بضعة مقاتلين من ذلك التنظيم ( وتعاطف السكان المحليين للموصل مع القوة الهاجمة) وأهينت الرتب العسكرية العراقية إهانة لم يسبق لها مثيل، حيث خلع القادة الكبار ملابس الشرف والرجولة ولبسوا الدشاديش هاربين وملتجئين إلى قوات الپيشمرگة في محافظات أربيل والسليمانية تاركين جنودهم لقمة سائغة لأسلحة الهاجمين،

بيعت الموصل وبيعت قرانا في سهل نينوى الكلداني، وذلك ضمن مخطط متفق عليه بين أطراف كثيرة ومتعددة منها محلية ومنها قطرية ومنها إقليمية ودولية، وتمت صفقات البيع بحسب ما أعلنته وسائل الإعلام العربية والعالمية، ولم تعد اللعبة تنطلي على أحد، ولحد اليوم ما زالت أصابع الإتهام تشير إلى فلان وفلان بالأسماء بأنهم هم السبب في الدمار الذي حصل ليس للموصل فقط ولكن للعراق كله. بيعت الموصل وقرانا الكلدانية تماشيا لرغبات مَن أعلنوا ونصبوا أنفسهم قادة للعراق، لهم غايات معينة ومصالح تتطابق مع المخطط الإرهابي الإستعماري القذر، وتنفيذاً لأجندات مرسومة مسبقاً ومطبوخة في مطابخ الغرب تتلاءم مع تلك النفسيات الضعيفة، غايتها تدمير العراق وما على جنود الشطرنج إلا التنفيذ الحرفي وثمن ذلك هو حصة من كعكة أسمها العراق توالوا على نهبها ونهب ثرواتها، والنتيجة هي ما نلمسه اليوم ونشاهده ونعاني منه، من دمار وتقسيم العراق أرضاً وسماءً، شعباً ودولة، أديان ومذاهب وقوميات.

بعد إستكمال صفحات التدمير، والتي قد يرتضي المحتل بها، بعدما صوّر للعالم أجمع بأن تنظيم داعش تنظيم قوي جداً يجب أن تتحالف كل الدول الكبرى لمحاربته وإنهائه، هذا التنظيم ( وليس دولة) له من الإمكانيات البشرية والمالية والإقتصادية ما لا تملكه أمريكا أو روسيا أو بريطانيا أو المانيا وغيرها من تلك الدول، لذا تستنجد امريكا بكل حلفائها لتدمير داعش من خلال تدمير العراق،  وأنا أتابع من على شاشة التلفزيون لأرى تلك الإمكانيات الهائلة والحديثة والتكنولوجيا المستخدمة في حفر الخنادق لعدة كيلومترات بإمكانيات هندسية فضيعة وتقنية عالية جداً مراعين بذلك سرعة إنجاز العمل والفترة الزمنية والشبكة النظامية من ترابط وتوصيل تلك الأنفاق ومنافذ الدخول والخروج والإمكانيات المتاحة في الهجوم والإنسحاب وتبديل المواقع والإحداثيات للمقاتلين عند الهجوم، كما تم مراعاة منظومة الإنارة بإستخدام الخلايا الضوئية للتوليد الكهربائي وكذلك الطعام المعلب لديمومة الحياة للمقاتلين (وهذا مستورد من الدول الكبرى حاله حال المركبات والأسلحة)، وغير ذلك الكثير الكثير من الإمكانيات والتي لا مجال للخوض في تفاصيلها مثل العجلات الحديثة الصنع والأسلحة والعتاد المتوفر بكميات هائلة والأساليب الأستخباراتية وغير ذلك.

نتائج ذلك / سقوط الكثير من المحافظات العراقية بيد التنظيم، تبعه سقوط المئات من القرى والقصبات، تدمير البنى التحتية، تدمير الحضارة بحجة الدين، تدمير بيوت الله (كنائس ومساجد وجوامع وحسينيات وغيرها) تدمير مراقد الأئمة والأنبياء الصالحين، العبث بمقابر وقبور الموتى، تحطيم الآثار والتماثيل والرموز الدينية للمسيحيين،وتهجير شعوب وهدر كرامة وسرقة أموال وعبث بخصوصيات الآخرين وتدنيس الشرف الأصيل وإنتهاك حرمات كثيرة ومتعددة والأهم من كل ذلك هو إنهاء وجود المسيحية في مدينة الموصل بالكامل (الموصل مهد المسيحية)، واليوم عندما نسمع عن خبر العثور على شخص مسيحي في الموصل وكأنما عثرنا على إنسان من العصر الحجري، إكتشاف عظيم تتناقله وسائل الإعلام المختلفة بمهنية عالية وتبثه في صدر نشراتها الإخبارية وكأنه خبر مهم يهز الضمائر الميتة قبل أن يهز العالم.

اليوم تحررت قرانا الكلدانية، تهلل الكثيرون وفرح آخرون، وابتدأت الوفود بالتوافد على هذه القرى الكلدانية المُحرَرَة، وفي البداية كان أهلها الذين هجروها عنوة، ومن ثم بعض رجال الدين حيث استقبلتهم القوات المُحَرَّرَة للأرض من مختلف الصنوف والإنتماءات، وقد تحركت الپطريركية ورجال الدين حالهم حال البقية من أبناء تلك القرى والقصبات،وذلك للوقوف على حجم الدمار والخراب الذي اصاب القرى والدور وممتلكات المواطنين هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية لدراسة إمكانية إعادة أهالي تلك القرى والبدء بإعمار ما يمكن إعماره لإعادة الحياة وتنشيطها وتفعيلها إن أمكن ذلك.

ومن خلال ذلك أصدرت الپطريركية الكلدانية بياناً نشر على موقعها الرسمي وتحت هذا الرابط http://saint-adday.com/?p=16728

التبرعات لأعمار البلدات الكلدانية في سهل نينوى ولدعم الرابطة

البيان من وجهة نظري تضمن نقطتين مهمتين، أولاهما جهود الإعمار، وفي هذا المجال راودت فكري عدة أسئلة منها هل يقع الإعمار أو إعادة التأهيل على عاتق الجهة الدينية أم الشعب أم مَن؟ هل هو واجب أبناء شعبنا أن يتبنوا حملات الإعمار والدمار أصاب مقتلاً؟ دمار سنتين قضى على البُنى التحتية كلها، وحرق الأخضر واليابس، هز أركان الدور والأساسات، عدا الحرق وحفر الأنفاق، ما هي المبالغ المطلوبة وما هو نوع الإعمار وكيف يبدأون؟ وهل اللجنة نزيهة أم لا ؟ ومن يضمن ذلك ؟ ثم هل هي مسؤولية الحكومة المحلية( ومصطلح الحكومة المحلية نسمع به منذ عام 2003م أي مع بداية الإحتلال الأمريكي للعراق ولحد اليوم والمقصود به المحافظ ومجلس المحافظة) هل الإعمار مسؤولية الحكومة المركزية ؟ أم حكومة الأقليم ؟ لأن العراق حقق أكبر إنجاز وذلك بالتعددية الحكومية (تعدد الحكومات) فلا يوجد بلد في العالم يملك حكومات مثل العراق، أم هي مسؤولية الجهات الدينية أو الأحزاب السياسية أم مالكي الدور والعقارات المتضررة أم مَنْ ؟ أم هي مسؤولية تاريخية يقع قسمها الأكبر على عاتق الدولة التي ساهمت هي الأخرى مساهمة كبيرة أو تسببت في جزء كبير من هذا الخراب والدمار؟ أم هي مسؤولية الدول التي أستعمرت العراق وتطبيقها مبدأ " النفط مقابل الإعمار" وللعراقيين تجربة مريرة في هذا المجال وما زال شعار " النفط مقابل الغذاء والدواء يرن في الآذان ويتجول في العقول" لأننا كنا جزء ممن عاش في تلك الفترة،

السؤال الأصعب هو هل ستقبل أمريكا بإعتبارها الدولة التي شنت الحرب على العراق وأستعمرته وما زالت لحد الآن هل سترضى بذلك ؟ إذن لماذا قامت الحرب ؟ لماذا أوصلته إلى هذه الدرجة من الدمار بعدما كانت الأمثال تُضرب بالعراق تاريخاً وحضارةً وثقافةً وعمراناً وعلماً وصناعة ووو الخ، وكان قد أصبح على رأس قائمة دول العالم الثالث بينما اليوم يقبع في آخر تسلسل لدول العالم الثالث.

كيف يمكننا أن نساهم في حملة الإعمار ؟ هل على شكل إجتهادات شخصية،أوعلى مستوى افراد يجمعون التبرعات الكيفية ؟ وهل تسمح قوانين دول اللجوء بجمع مثل تلك التبرعات ؟ ألا يقاضون القائمين بالعمل ؟ ومَن يضمن أن تلك الأموال ستذهب لأيادي أمينة لاسيما وأن مبلغ التبرع الكلي سوف تتلاقفه الأيادي مثل اللجان الفرعية ثم اللجنة الرئيسية ثم المبعوث الذي سيحمل المال ثم اللجنة المكلفة بإستلام المال وغيرها، وخاصة نحن مقبلين على فصل الصيف ألا تتبخر نسبة معقولة من ذلك المال بحرارة شمس الصيف؟ وحينذاك يكون المتبقي لا يكفي لسد رمق أو لسد متطلبات البقاء على الحياة وليس للترميم والإعمار، هل تم جرد القرى والدور والمنشآت التي تعرضت للدمار . وما هي نسبة الدمار فيها ؟ وأي مقاول محظوظ سيلتزم العمل، لا سيما والعراق شهد حالات ونسب عالية بما يسمى بالمشاريع الوهمية وسرقة مئات المليارات من الدولارات بحجة الإعمار وأعتقد كنيستنا الكلدانية شملها شئ من هذا النوع وحينها أقدم غبطته بتشكيل لجنة وملاحقة السراق ولكنها ذهبت أدراج الرياح فلم يعلن عن عودة فلس واحد ولم يقاضِ كاهن واحد أو شخص واحد تسبب في ذلك، بل الشطارة كانت في مقاضاة كهنة رفضوا أن يكونوا جنود شطرنج.

يا سادة يا كرام مسؤولية إعمار قرانا الكلدانية في سهل نينوى الكلداني تقع على عاتق  الدولة المسببة لهذا الدمار وهي أمريكا بإعتبارها الدولة المحتلة أو التي أستعمرت العراق، وكذلك الدول الكبرى كلها وكل دولة جيّشت جيوشها وساعدت أمريكا في دمار وإحتلال العراق باي شكل من الأشكال ومهما كان نوع المساعدة، نود عودة سريعة إلى الوراء قليلاً منذ عام 1920م ولحد قبل عام 2003م بعدة أشهرن قامت حكومتات وسقطت حكومات، تدحرجت تيجان ورؤوس وتهاوت نجوم، الوطني والشجاع والمخلص والوفي يصبح بلحظة واحدة خائن ومجرم وعميل ومتآمر، ثم يُعدم ويسحل ويُمثَّل بجثته، وتلعنه الأمة والشعب ويبدأ التصفيق من جديد لمجرم جديد سطة على كرسي الحكم بالحديد والنار ويصبح هو النبي الجديد لهذه البلاد، المهم في ذلك هو أن عند سقوط الحكام(تحديداً) وليس سقوط دولة، لم يتبع سقوط الحكام اي إحتلال أجنبي، وكل هؤلاء الحكام اسقطهم الشعب، وبهذا يتم الحفاظ على مؤسسات الدولة وهيبتها وكيانها واسمها، أما في حالة إحتلال أمريكا للعراق فقد سقط الحاكم والدولة، وكيف تسقط الدولة، تسقط الدولة عندما يُهان جيشها، وعندما تفقد كرامتها وعندما يحكمها الأجنبي بمعاونة اللصوص وقطاع الطرق، تسقط الدولة عندما يتم تدمير البُنى التحتية، تسقط الدولة عندما يتم تدمير الحضارة وسرقة الآثار وهتك الأعراض وإنتهاك الُرُمات ولا من يرف له شارب الماً على ذلك، عندما يتم خلع ابواب الوطن، تسقط الدولة، حينذاك يُستباح كل شئ، تسقط الدولة عندما يرقص الغرباء طرباً على جثث الشرفاء من ابناء العراق، سقطت الدولة عندما حَكَم العراق جي گارنر ومن ثم پول بريمر ومن لفَّ لفّه، سقط العراق عندما بدأ أزلام غسرائيل يصولون ويجولون في كل شبر من أرض العراقولا من رادع أو مانع لهم، سقط العراق عندما سقط الشعب في مستنقع القتال الأخوي والفتنة الطائفية والمذهبية والدينية والقومية وأخيراً العشائرية .

نعود إلى مسألة الإعمار، شراء مولدة لهذه القرية أو تعمير حائط في تلك القرية هذا لا يساوي شيئاً ولا يسمى إعمار مطلقاً، فالإعمار بحاجة غلى رجال أشداء يفتقدهم العراق اليوم، كيف يتم الإعمار والأنفاق تحت الأرض بطول عدة كيلومترات وبعمق قد يصل إلى المترين أو يتجاوز هذا الرقم قليلاً، مهما تبرع شعبنا فإن مبلغ التبرع لا يكفي لكمية التراب اللازمة لملئ تلك الأنفاق الهائلة. اي مواطن لا يمكنه أن يحفر حفرة بسيطة في حديقة داره لأن منفذها سيؤدي إلى نفق له أول وليس له آخر، ألا تكمن الخطورة في تلك الأنفاق إذا ما بقيت فارغة ؟ حيوانات مفتسرة، ملاذ آمن للحشرات الزاحفة وللحيات والأفاعي، مصدر إزعاج للناس، ملجأ للمجرمين والسراق وغيرهم. دار واحدة تكلف عدة آلاف من الدولارات فكيف إذا كانت قرية كاملة؟ وماذا نقول إذا كانت عدة قرى ؟ اية إمكانات هائلة هي بحاجة لها ؟ وبأية مبالغ يمكن أن نحيل هذا الركام إلى منازل جميلة ؟ وماذا عن لإعمار نفسية المواطن قبل داره؟ كيف يتم إستعادة الشرف الذي أنتُهِك؟ وكيف نُعَمّر تلك النفس المنكسرة ؟

اعتقد أن النداء كان خاطئاً في إختيار الجهة التي تم توجيهه لها، كان الأَولى بقادة كنيستنا أن يتم توجيه نداءهم إلى قداسة الپاپا فرنسيس الذي تبرع مشكرا بمئات الآلاف من الدولارات لحملة بناء دور في العمارة ومثلها كذلك لبناء فندق في الناصرية على حسب ما نشرته وكالات الإعلام في وقتها، يجب أن يتم توجيه نداءات وليس نداء إلى الدول الكبرى، ولكن لن يستجيب أحد بسبب أن المعركة ما زالت قائمة وهناك معارك كثيرة وكبيرة ستخوضها القِوى القطرية داخل العراق منها عائدية سهل نينوى من الناحية الإدارية، هل سيضع الإقليم قبضته على هذا السهل الكلداني ؟ أم أن الحكومة المركزية لن تفرط بعائديته لها؟ أم أن الخارطة الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط ستكون الحاكم الفصل في ذلك ؟ أم أن دعوات إقامة منطقة آمنة في سهل نينوى الكلداني تحت رعاية الأمم المتحدة وسيطرة أمريكا هو سيكون الأكثر قبولاً ؟ تخبطات كثيرة ومقترحات أكثر وأطماع أكبر وأكثر من هذا وذاك.... وبالتالي ربنا يستر، الإعمار ليس من مسؤوليتنا يا قادة كنيستنا، لأنه أكبر من أن تتبنى مسؤوليته كنيسة ضعيفة فقيرة لا تملك مالاً ولا حول ولا قوة، نحن وكنيستنا قادرون على مد يد العون للعوائل المتعففة ، أو لعائلة مريضة أو لعائلة مهاجرة تقيم في دول الجوار مثل تركيا أو سوريا ولبنان أو مصر، أو عائلة تم تهجيرها من المحافظات المنكوبة والقرى المهدمة وتقديم ما يمكننا تقديمه لهم لحفظ النَفَس فقط لا غير لأن إمكانياتنا محدودة مهما كانت. والحديث طويل ومرير ومؤلم وذو شجون في هذا المجال.

نعود للشق الثاني من البيان وهو مهم أيضاً ولربما هو المهم والمعني في بيان الپطريركية ومسألة تعمير قرانا تم حشره في البيان لإستدرار عطف الآخرين لكي يجودوا بما يملكون ،

كما ان الرابطة الكلدانية  لكي تحقق أهدافها تحتاج الى دعم مالي.

يجب حماية الرابطة والإهتمام بها من قبل غبطته، فهو الذي اسسها، وهو الذي يرسم لها مستقبلها وأوقف على خدمتها المطارنة والكهنة، وأختار للرابطة رئيسها وأعضاء مجلسها ( إختيار بعيد عن الكفاءة وذوي الإختصاص)، وجنّد لها من راى فيهم الطاعة العمياء ويجيدون قول كلمة(موافج) بدون اي نقاش، فكيف لا تكون الرابطة جزءاً من الكنيسة ؟ وأخيراً اصدر توجيهاته لدعمها وطلب لها الأموال لكون ممولي الرابطة لم يعد بمقدورهم الإستمرار وهم بحلجة للقيام بسفرات وجولات مكوكية ولتنشيط عملهم هذا هم بحاجة إلى دعم مالي لأن الرابطة اصابها الجمود واستقال الكثير من أعضائها، لذا يجب التبرع لتمشية أمور الرابطة وتغطية نفقاتها، وهذا يقع على عاتق الشعب الكنسي وليس على عاتق الكلدان كلهم، هذا أهم ما جاء ببيان الپطريركية

ولنا لقاء.

18/3/2017

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع