علي الزاغيني
تعدد الزوجات بين القبول والرفض
عام بعد اخر يزداد عدد النساء (العوانس والأرامل والمطلقات ) في العراق بسب الحروب والظروف السياسية و الاقتصادية التي يعاني منها الوطن ولا حلول جذرية تلوح بالأفق يمكنها تنهي او تقلل هذه المشكلة العقيمة التي استعصيت وأصبحت مع مرور الزمن مشكلة حقيقة تهدد المجتمع وبالحقيقة هي مشكلة كبيرة يجب ان نحذر منها قبل فوات الأوان.
لعل ما طرحته السيدة النائبة جميلة ألعبيدي بخصوص تعدد الزوجات يعتبر من الأمور الغير متوقعة من قبل امرأة وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة جرئية قد لاقت صدى واسع بين القبول والرفض ولا سيما من قبل النساء المتزوجات التي رفضنه رفضا قاطعا بسبب شراكة امرأة أخرى (ضُرة ) لها وهذا ما ينغص ويعكر استقرار حياتها وأسرتها, على العكس من باقي النساء ( ليس المقصود الجميع ) الأرامل والمطلقات والعوانس والذي من جانبهن ربما نال استحسانه سرا او علنا من اجل الحصول على فرصة زواج وخصوصا العوانس منهن .
الزواج ليس بالأمر السهل ولا يمكن للزواج ان يستمر دون مقومات النجاح من حب وحنان واحترام متبادل إضافة الى سكن مريح يحتوي هذه العائلة إضافة الى الخدمات الأخرى , فكيف إذا هذا كان الزواج الثاني او الثالث او الرابع للرجل فكيف له ان يكون عادلا في تعامله مع زوجاته وهذا ما جاء في القران الكريم الذي حرص على العدالة بين الزوجات .
قد لا يخفى على الجميع ان أزمة السكن من الأزمات التي يجب إيجاد حل لها وهي أزمة عرقلت الكثير من الشباب بإكمال مشاريعهم وأحلامهم بالزواج وعدم تمكنهم بسبب أزمة السكن وهذا ما يعقد الأمور وينتج عنه مشاكل عائلية إضافة إلى العزوف من قبل الشباب عن الزواج نتيجة هذه الأزمة والتي طالما كانت سبب كبير في تأخير وعدم الزواج ليس من جانب الرجل فقط وإنما من جانب النساء أيضا الباحثات عن الاستقرار العائلي بعيدا عن منغصات أم الزوج ( العمة ) .
الزواج هو انسجام ومودة واحترام بين الطرفين سواء كان هذا الزواج الأول او ما بعده ولكن ما يعيب على الزواج الثاني او الثالث والرابع هو يولد مشاكل عائلية وعدم اهتمام من اغلب الآباء وحتى النساء بأبنائهم والالتفات الى عائلتهم الجديدة التي سرعان ما تختفي حلاوتها بعد أول مشكلة تواجه هذه العائلة الجديدة التي ربما ولدت لسبب ما قد يكون الحب او البحث عن الحنان المفقود لدى الزوجة الأولى او البحث عن امرأة تكون قادرة على الإنجاب لترضي طموحه , ولكن اذا كنا دائما نضع العراقيل اما الزواج الثاني سوف تزداد نسبة العنوسة إضافة الى زيادة سبة النساء المطلقات والأرامل في مجتمعنا وهذا مؤشر خطير يدق ناقوس الخطر , الزواج الثاني ليس رغبة جنسية كما يتصور البعض ولكن كما ذكرنا سابقا له أسبابه و له مقومات أخرى يجب ان تهيئ كل الأمور من اجل نجاحه واستمراره حتى لا تكون هناك مشكلة أخرى تتفاقم ونعجز من بناء ما يتعرض للانهيار ومع هذا الانهيار تتعرض العائلة لمشاكل ومنغصات هي في غنى عنها .
ان البعض من النساء وان اعترضن على الزواج الثاني او يحاولن ان يتجنبن الحديث او التطرق إليه لكن في قرارة أنفسهن يبقى صراع ما بين الرفض وعدم الرفض ولكن في الأغلب يكون القرار الأول والأخير للرجل وخصوصا اذا كانت هناك أسباب تدعو لذلك , وليس كل الرجال لديهم الرغبة في الزواج فاغلبهم يحاول جاهدا ان يبني أسرة مستقرة يوفر لها كل وسائل الراحة والاستقرار وان تطلب الأمر ان يعمل ليل ونهار من اجل يوفر لهم الاستقرار والراحة وهذا ما يجعله سعيدا معهم .
بعيدا عن الرفض والقبول الزواج الثاني به من الايجابيات مثلما به من السلبيات فهو من جهة يمنح الأمل لامرأة قد تكون بحاجة للرجل بعد ان كانت على وشك اليأس او الانهيار بسبب الظروف التي تعيشها ومن جهة قد يؤدي الى نزاعات وخلافات داخل الأسرة اذا لم يكن هناك سبب مقنع لهذا الزواج وقناعة الزوجة به , ولكن علينا ان تذكر ان الله في كتابه الكريم حلل للرجل الزواج بأكثر من زوجة ولكنه وضع شرط العدالة في ذلك .
967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع