ذكرى وفاة المرحوم الشاعر معروف الرصافي

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 27 آذار/مارس 2017 06:27

كتب بواسطة: صباح الراوي

                             صباح الراوي

قبل ايام مرت ذكرى وفاة  المرحوم الشاعر معروف الرصافي (١٨٧٥-١٩٤٥ ميلادي )

والمرحوم هو من اقدم من درّس في دار المعلمين العاليه وذلك في عام ١٩٢٧. لقبه أستاذه العالم الجليل الشيخ محمود شكري الالوسي بالرصافي اعتقادا منه بان طالبه معروف  سيكون له شانأ دينيا عظيما يجعله مثالا في الإرشاد والصلاح مقتربا بذلك من الصوفي معروف الكرخي ولكن حدث العكس حين دخل الرصافي معترك السياسه البعيده كل البعد عن دراسته الدينية الصرفه مما جعل  كبار أساتذته من رجال الدين يكرهونه من أمثال الشيخ عبد الوهاب النائب والشيخ عباس حلمي القصاب كما كان اجدادنا الشيخ السيد ابراهيم الراوي والشيخ السيد احمد محمد أمين الراوي يعتبرانه مارقا جانحا عن جادة الصواب هو والليبرالي الاخر جميل صدقي الزهاوي .

بعد اعلان الدستور عام ١٩٠٨ سافر الرصافي الى الآستانة وانتخب في مجلس ( المبعوثان) عام ١٩١٢ وأعيد انتخابه عام ١٩١٤ . اشتغل في الصحافة محررا في جريدة ( سبيل الرشاد) بعدها اصدر جريدته في بغداد والمسماة ( الأمل ) . اما في التدريس كما ذكرنا فباعه طويل وكان من الأصوات المؤازرة لفتح المزيد من المدارس . انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية في دمشق عام ١٩٢٣ .
كان الرجل يريد ان يعرف ويتعرض لكل ما حوله وهكذا كان يتحدث عن ماسونيته التي غادرها سريعا ولعل من الأسباب الرئيسيّة لبغض علماء الدين له هو كتابه ( حل اللغز المقدس)  او ( الشخصية المحمدية ) اللذي اتجه فيه فلسفيا ولكنه لم يوفق . ولعل حديثه الصريح عن الشيوعيه كان مثار جدل في حينها فقد قال فيما معناه   ( لماذا تحاربون الشيوعية ؟ استفزازا لنوري السعيد. هل لانها تقف مع المسكين المظلوم والفقير البائس  ؟ هل لانها تنصر العامل والفلاح ؟ لا ادري اذا كان هنالك شيئ اخر ، فإذا لم يكن هنالك من جواب مقنع فأنا اول شيوعي .)
وفِي دراستنا في المتوسطه والإعدادية كنّا نحفظ الكثير من شعره خصوصا السياسي وعلى سبيل المثال :
يا قوم لا تتكلموا.  ان الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا.  مافاز الا النوَّم
وتأخروا عن كل ما.  يقضي بان تتقدموا
ودعوا التفهم جانبا.  فالخير ان لا تفهموا
اما السياسة فاتركوا.  أبدا وإلا تندموا .
ولعل التسرع في إنجاز الدستور بعد الاحتلال البريطاني للعراق كما حدث بعد الاحتلا ل الامريكي البغيض  فقد تناوله الشاعر في ابيات تبقى علاقه في اذهان الأحرار الى يومنا هذا
علم ودستور ومجلس أمة.   كل عن المعنى الصحيح محرف
اسماء ليس لنا سوى ألفاظها    اما معانيها فليست تعرف
من يقرء الدستور يعلم انه.  وفقا لصك الانتداب مصنف
وما أشبه اليوم بالبارحه ، هذا مايصوره الرصافي في قصيدته :
قد كان لي وطن ابكي لنكبته.    واليوم لا وطن عندي ولا سكن
ولا ارى في بلاد كنت اسكنها     إلاّ حثالة ناس قاءها الزمن
وكأنه يتمثل بقول الشاعر :
ما كنت احسبني احيا الى زمن.  ارى به دولة الانجاس والرذل