من طرائف الحياة الريفية البريطانية

                                                           

                                       خالد القشطيني


من طرائف الحياة الريفية البريطانية

لم يبدع قي تصوير الحياة بطرائفها ومآسيها في الريف البريطاني كما فعل الروائي الكبير والشاعر المبدع توماس هاردي في أواخر القرن التاسع عشر.

وكما فعل شكسبير، كان يضمن مآسيه دائماً مشاهد ظريفة ومضحكة تخفف من ألم القارئ وتزيد من وقع المأساة بفعل التباين. وكروايات تمثل حياة الريف، انشغلت بمواضيع الزواج وأحوال النساء. يمثل المقطع التالي مشهداً من هذه المشاهد يصور فيه توماس هاردي عنصر الملل وقلة الكلام التي يتصف بها الإنجليز: قال المزارع كوتري: مخادعات الزواج بين الناس شيء ليس بجديد. عرفت رجلاً وامرأته - لا أتحرج في المصارحة، وليس بيننا غرباء - أنهما كانا من أقاربي. وكانا يتعاركان أحياناً كالأعداء فنسمع منفاخ النار والملقط وأدوات الطبخ تتطاير في الهواء عبر الغرفة بفعل ما يتملكهما من غيظ. وفي الساعة التي تليها تسمعهما يغنيان أغنية (البقرة المرقطة) سوية وبانسجام تام كما لو كانا توأمين خلقهما الله لبعضهما البعض وأعطاهما صوتاً جميلاً حقاً. يبدأ أحدهما بمقطع على نحو المطربين المحترفين، ثم يسنده الآخر بالمقطع التالي بنبرته العالية.... وهلم جرا.

أجابه الحطاب هاري قائلاً: هذا ما يصدق على كل زوجين. فهما يحلان مشاكلهما بشتى الأساليب العجيبة. أعرف امرأة ذهب عنها زوجها واختفى بعيداً عنها لأربعة وعشرين عاماً. وعاد في إحدى الليالي فجأة عندما كانت جالسة بجانب النار. دخل الغرفة وأجلس نفسه على الجانب المقابل للنار. قالت له: حسناً، حدثني، ماذا عندك من أخبار؟ فقال: لا أدري إذا كان لدي أي خبر أقوله. ولكن ألديك أي خبر أنت؟

قالت: لا. ولكن ابنتي من زوجي الذي حل محلك قد تزوجت في الشهر الماضي. أي بعد سنة من وفاته وترملي أنا.

قال: أوه! وماذا غير ذلك من أخبار؟ قالت: لا شيء آخر. وهناك جلس الاثنان، كل منهما على طرف موقد النار، حيث وجدهما الناس عند الصباح، هو جالس على كرسيه وهي جالسة على كرسيها، غارقين في النوم، بعد أن أعياهما البحث عن أي شيء آخر يقولانه لبعضهما البعض!

أضاف السمكري سميث قائلاً: آه مما تعرفه نساء اليوم! لم يعد بإمكان الرجال أن يخدعوهن اليوم كما كانوا يفعلون في السابق.

وهنا تكلم جون ابجون فقال: ما عرفنه بالأمس لم يكن قليلاً قط. كن يعرفن دائماً ما يتجاوز معرفة الرجال. خذوا هذا المثل: عندما كنت أغازل زوجتي الحالية، أظهرت مهارة عجيبة لا تصدق في وضعي دائماً على الجانب الجميل منها عند السير معها. لا بد أن لاحظتم أن لوجه زوجتي جانبا جميلاً وجانبا قبيحاً جداً. ولكنها كانت تضعني دائماً بمهارة عجيبة مقابل الجانب الجميل منها عندما

كنت أغازلها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1083 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع