سعد ناجي علوان
ومظلة من كلمات... صبي الحرب
قراءة في مجموعة الشاعر فارس عدنان حسين، /مظلة من كلمات/والصادرة عن دار الفارابي ،،بيروت/لبنان
ماتفعله الحرب باﻷنسان يفوق تأثير أية قوى أخرى ......الحرب أم اﻷشياء كما يصفها (هيراقليطس ) لتتركه عاجزاً عن أدراك ماهيته التي كانت وتلبسه واقعا آخر غريبا عنه يصبح مع الوقت الواقع اﻷكثر إقناعاً
تندق السنوات على اﻷرض، تضيع أجمل الذكريات......وربما يكون اﻵباء....اﻷمهات....الزوجات.... اﻷبناء.... الزوجات...اﻷصدقاء .مجرد كوابيس وسط رماد خلفته القذائف.... فالحرب رديف أيامنا
تدخل الحرب بيتنا وتخرج
بلا أذن
تدخل غير مرة وتخرج
وهنا لا يجد فارس عدنان حسين الشاعر المغترب في أميركا ....سوى الشعر عتبة ﻵﻻمه فالشعر هو البديل الحقيقي للعالم الحقيقي المشوش ( هيدجر ) ليفهم ماينمو حوله من دﻻئل حياتيه قاسية جعلت من حياته غيابا ﻻينتهي....ومتوجا بأكثر الصور رعباً.... فما معنى أن يتسلم جثة أبيه من دائرة اﻷمن العامة في ثمانينيات القرن الماضي ليواريه وحيداً وهو طالب لم يكمل دراسته بعد
كغيم من مواويل
ينحني على جسد الفرات
ليحرس منذ اﻵن
قطعان الليك
وليمر أبي الى مقصلة الوطن
غياباً يفقده توازنه وﻻ يجد الحل إﻻ في الغياب نفسه
وطني ما عاد لي
وطني لم يكن
يوما لي
فهل تنتهي الخسارات بذلك ﻻسيما والحرب تأخذ بيدها اﻷكثر شراسة كل ماتريد وماﻻتريد
تعبر أمي
تحت سنوات الحرب
من بيت أبيها
بعد عمر فجائع قصير
وموت اﻷمهات أبرز مميزات الوقت العراقي وحروبه التي ﻻتنتهي، وإكتمال الفقدان بمثلث الوجود الروحي والمادي كالتوالي اﻷب.........الوطن........اﻷم, يجعل الفردالشاعر تحت ضغط كوابيس تتوالى لتصبح نظير وجوده بعدما لم يبق له أحد
هي الحرب
قد غادرت واجهات الصحف
من قال ان الحرب قد غادرتني
ومع هذا الطغيان والتمكن من مفاصل مايفعل ومايقوله الشاعر.....إقرار بأن سنينه ومداراتها المختلفة مجرد فاتورة معدة للحرب
ﻻشيء تبقى مني
سوى أصابعي التي تشير
بأرتجاف إلى القتلى هناك
مظلة من كلمات لسرد حياة مرهقة وصادقة توتر يشوب الروح والقصائد في مجموعة الشاعر فارس عدنان حسين
1148 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع