صالح الجبوري
بَانوْرَامَا العِرَاق
هُوَ العِرَاق وَيَبْقى
فَخُوْرَاً بِأسْمِهِ
كَرِيْمَاً بِجُوْدِهِ
عَظِيْمَاً بِأهْلِهِ
وَكَمْ مِنْ إشراقَاتِ صَبَاحَاتهِ إرتَشفنَا
رَحِيْقَ الحَيَّاة بِظِلْهِ
هُوَ عِزُنَا وَفَخرُنَا ، بِهِ يَسْمُو مَجدُنَا
لَوْ بَعِدْنَا عَنْهُ قَلِيْلَاً
سَلِيْل الشَوّقِ يَجْرُفَنَا لِصَوْبِهِ
تَعَايَشْنَا ، تَحَابَبْنَا ، تآخَيْنَا
تَحْتَ ظِلَ عَرّشِهِ
كَانَ صَبَاحَ الخَيْر فِيْنَا يَشْرُقُ
مِنْ ثَنَايَا ثَغْرِهِ
وَكَمْ مِنْ قَامَاتِ الرِجَال كَانَتْ
تَنْحَنِيْ لَهُ بِالأمْسِ لِعَظَمَةِ مَكَانَتَهِ
هُوَ العِرَاق
كَانَ يَغدِقُ بِالعَطَايَا دُوْنَ سُؤال
وَيَدُ العَوْنَ يَبسُطهَا لِتَحقِيق المَنَال
يَومَ كانوا مِمَنْ حَوْلَهُ يَتوَدَدون
يَتَقرَبون طَمَعَاً بِالتواصِلِ وَالوِصَال
***
عَلا اسمَهُ بَيْنَ البِلاْدِ عِزَاً وَفَخراً
عِرَاقُنَا
ايَامَ كانَ لَهُ حضوراً يؤزِرَنَا
مِمَا اغَاضَ دُوَل الجِوار مِنْ حَوْلنَا
فتآمَروا ضِدَنا
ذَاتَ لَيْلَةٍ كَالِحَةٍ اتشحَت بِسَوَادِ الغِمَامِ
تَكَالَبَتْ عَلَيْنَا الأَضْدَاد فِي عِز الظَّلَامِ
يَوْمَ هَيَّأَ الحَاقِدَيْنَ لِلظَّالِمِينَ مَقَامِ
فِي أَرضِنَا فَاِغْتَصَبُوا حُقُوقَنَا عَلَناً
أُولَئِكَ مِمَّنْ تَخَصَّصُوا بِالقَتْلِ وَالعُنْفِ
وَالإِجْرَامِي
الَذِيْنَ جَعَلُوا أَيَامَنَا ظَلاْمَاً بِظَلَاْمِ
***
عَهْدُ الْعرُوْبَةِ بَاْتَ يَبْدُوْ مُظْلِمَاً
أَيُّ عُرُوْبَةٍ وَالأعْرَابُ نِيَّامُ
فِيْ يَقْظَتَهُمْ غَضُوا ابْصَارَهُمْ
اوْهَمُوْنَا بِأنَ حُقوْقَهُمْ لاْتُضَامُ
فَمَهَدُوا لِلْمُحْتَل بِلُوْغَ غَايَاتِهِ
فأصْبَحَ كُلَ نَهَارُ يَوْمُنَا ظَلاْمُ
زَرَعوا الحِقْدَ والكُرّهَ بِدِيَارِنَا
فأيْنَعَتْ شَرّاً واذى مِمَا تَعْجَزُ
عَنْ وَصْفِهَا الاقلامُ
عَهْدُ الجَهَالةِ عَادَ فِيْنَا آسَفَاً
ومَا مِنْ صِفَاتٍ لِلْجَاهِلِيْةِ تُدرَكُ
سِوَى قَمْعُ الحَيّاة فِي اليَقظَةِ
والأحْلَاْمُ
صالح الجبوري
23-4-2017
1151 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع