احياء ذكرى أحمد الصافي النجفي في قصر اليونسكو ببيروت

                                              

                      د. سيّار الجميل

 احياء ذكرى أحمد الصافي النجفي في قصر اليونسكو ببيروت

سعدت جدا بالحضور الى قصر اليونسكو في بيروت امسية 21 ابريل نيسان قبل ايام ضيفا على ندوة اقيمت خصيصا لاحياء ذكرى الشاعر العراقي القدير الراحل احمد الصافي النجفي الذي عاش بين 1897 – 1977 ، ولمناسبة ذكرى مرور 120 عاما على ولادته وذكرى مرور 40 عاما على رحيله ، وقد حضرت جانبا من الحفل نظراً لاعتزازي بذكرى الشاعر الصافي النجفي ، اذ كانت الدعوة قد وردتني مشكورة منذ العام الماضي من قبل الاستاذ الشاعر اللبناني جورج شكور الذي كنت قد قمت بزيارته في بيته للسلام عليه ، وكانت جهوده قد باءت بالفشل مع العراقيين لمساعدته في احياء ذكرى  الصافي النجفي !!    كما وصلتني الدعوة هذا العام قبل وصولي الى بيروت بيوم واحد من خلال السيدة اللبنانية الفاضلة ليندا غدار التي سعت مشكورة لاقامة هذا الاحتفال أيضا .. وكان الحفل برعاية من لدن الاستاذ نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني في قصر اليونسكو ، وقد حضر ثلاثة فقط من الاخوة العراقيين ، ولكن الحضور الحقيقي كان للعديد من المثقفين اللبنانيين الكرام .. وقد طلب مني الاستاذ جورج شكور ان اقول كلمتي على تلفزيون ANN لهذه المناسبة .. فتحدثت بحق الشاعر احمد الصافي النجفي الذي عشقت شعره منذ زمن بعيد ، وشكرت لبنان وبشكل خاص الاستاذ جورج شكور على هذه البادرة الرائعة التي سبق اللبنانيون فيها العراقيين للاحتفاء بذكرى شاعر عراقي عاش وعاني طويلا من بلده وسجن وشقى فيها ، ولازمته الاسقام كثيرا من هجرته ومنفاه في البلدان المجاورة ، وكان قد عشق لبنان وسوريا كثيرا فوجد فيهما سعادته ، وطيب ارومة من وقف الى جانبه وساعده في محنته ، وخصوصا لبنان التي كانت بالنسبة له رئة تنفس من خلالها وكان عاشقا لجمالياتها ومثمنا مكانتها .. وكانت له صداقاته بالرغم من عزلته ومعاناته وتجاهل العراقيين من ابناء بلده عنه . كان شاعرا اصيلا ومثقفا رائعا وعربيا قحا .. عاش فقيرا في احواله البائسة ، ومريضا لا يجد من يسعفه بالدواء ، ولكنه كان كبيرا في لغته وشعره وثقافته ومحبة المثقفين له ، وقد امتدح شعره كبار النقاد والشعراء العرب .. عاش 80 سنة وهو يعاني من البؤس والتشرّد والفاقة والاسقام ، وخلال الحرب الاهلية في لبنان اصابته احدى الطلقات بالخطأ من قبل قناص في احد الشوارع ، فخّر على احد الارصفة مضرجاً بدمائه ، وبعد معاناة أوصلوه الى بغداد وكان اعمى فلم ير  بغداد ، وفيها ودّع الحياة الشقّية .. رحمه الله .. انها مناسبة حزينة ، ولكن احياء ذكراها تعني صفحة رائعة من الوفاء والاخلاص الذي غاب عند العراقيين كما يبدو ويا للاسف الشديد ! استذكرت لبنان فيها ذكرى شاعر عراقي عاش بين ظهرانيها ، وكنت آمل ان يستذكره العراقيون ويستذكرون غيره من المبدعين العراقيين الذين عاشوا الشقاء واللوعة في القرن العشرين ..

تحية كبيرة الى لبنان والى اهله الطيبين والى المثقفين الرائعين الذين وقفوا يعددون مناقب الشاعر المناضل احمد الصافي النجفي وخصاله وابداعاته الشعرية ناهيكم عن معاناته وبؤسه وشقائه .. وكان بعض المحتفين قد عرف الصافي النجفي وصادقه وله ذكرياته معه .. ولقد تكلم في المناسبة او صدح بشعره كل من : فضيلة الشيخ عبد الحسين صادق والدكتور شوقي حمادة والشيخ فضل مخّدر والشاعر الامير طارق آل ناصر الدين والشاعر جورج شكور والدكتور رفيق عطوي والنائب الدكتور أيوب حمّيد والدكتورة ريما بجّاني

 رحم الله احمد الصافي النجفي ، وهو القائل :

لئن أُسْجَنْ فما الأقفاصُ إلا --------- لليثِ الغابِ أو للعندليب...

ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً -------- فنُحْتَ لفُرقةِ الغصنِ الرطيب

بيروت في 24 ابريل / نيسان 2017

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1003 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع