هدى أمون/دير السد-الجليل
نَغَم
***
في إحدى اللّيالي، كنت جالسة، كعادتي، أشاهد بعض الأفلام، وأقرأ بعض الكتب، وإذْ بهاتفي يرنّ. فتحته، وأجبت. لقد كان صوتا، استفقدت له كثيرا، ولوهلة، ظننت أنّني أحلم، ولكنّ الحلم كان حقيقة. كنت أنت ذلك الشّاب المغرور ذو الكبرياء. طلبت منّي الصّمت، حين أجبت؛ كي أنصت لنهاية حديثك! كنت ثملا حينها، ولم تكن كعادتك. أنصتّ واستمعت لحديثك المتقطّع، وتلعثمك. كنت قد غادرت عالمنا إلى عالم الحنين والاشتياق. لم أستمع لاعتذارك على ما بدر منك من استهتار لمشاعري بكبريائك القاسية. قلت أنّك نادم نادم! إنّك تريدني، ولا تريد أخرى سواي. قلت أنّني شريكة حياتك ورفيقة دربك، وأنّك لا تستطيع العيش بدوني! قلت أنّك تراني في جميع صبايا الكون، وإنّني في قلبك، وبابك موصود. قلت أنّك تحبّني، تحبّني، وحبّك لي يزداد كلّ يوم. إنّك لا تنسى نظراتي وضحكتي! إنّك تستفقد لاهتمامي ووقفتي إلى جانبك،
مزاحي، نصائحي، استهتاري واستخفافي بالحياة! قلت أنّك، باختصار، تستفقد لروحك، وتريد استرجاعها، وإنّني لك فقط، ولن تسمح بأن أكون لغيرك. وبعد ذلك، صمتّ، ولم تعد تتحدث! أفرغت ما بداخلك، وخلدت إلى النّوم! وجعلتني أفكّر طوال تلك اللّيلة! والأسئلة تتصادم في أفكاري بلا إجابات! وأهمّها، لماذا لم تصارحني في مشاعرك، وأنت بكامل وعيك؟ وسهرت ليلتي، وأنا أفكّر بحديثك حينها، وبذلك الاتصال المفاجئ الّذي لم أتوقّعه أبدا!
1149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع