هشام الهاشمي
ذكريات وواقع، والباقي على الله :
في ذلك الزمن السعيد ، وقبل استهداف العراق بالعدوان المباشر، كان العراقي يتنقل شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا حيث الجبال والمصايف والاهوار والنواعير قرى ومدن بدون قصاصة أو موافقة امنية أو كفيل، هويته الوحيدة أنه عراقي !
فكم تداول على محافظتنا حينها - الرمادي - مسؤولين بمختلف المواقع من محافظين ورؤساء دوائر صحه وتربية ووظائف أخرى بل حتى المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات، ومن مختلف أرجاء العراق وسكنوا بيننا وبحمايتنا وعملوا بكل اخلاص وتفاني !
وبالمقابل ذهب عدد كبير من أهلنا وعملوا في البصرة وديالى وميسان وفي
اربيل وكركوك حاملين هويتهم العراقيه ضمان لهم !
في عقد الستينات، وبالأخص عام سبعة وستين. جاء الينا العميد المتقاعد شاكر محمود السامرائي متصرفاً للواء الرمادي وكان عام الفيضان وعندما كبرت الجوامع بالمآذن تدعوا الأهالي للتوجه إلى سدة الفرات لأن الماء بدء يتسرب إلى المدينه وانتخى الاهالى وكان في مقدمتهم متصرف الرمادي الذي أول من نزل
بملابسه حيث تسربت المياه وحمل أول كيس رمل ووضعه لحماية مدينته، وهكذا انقذت المدينه من الغرق !
وفي عقد السبعينات كان هناك رئيس عرفاء انضباط عسكري اسمه حكيم، الملقب ابو شوارب وكان مسؤول المفرزة في الرمادي وهو من الطائفه اليزيدية استطاع هذا الرجل أن يفرض القانون في شوارع المدينه حيث انتخى لعراقيته لا لقوميته أو ديانته اوغيرها!
وفي عقد التسعينات كان هناك عقيد عسكري اسمه محسن، عمل أمراً لفوج طوارئ الأنبار وهو فلسطيني الجنسية وكان يومياً مع يتجول بصحبة مفارزه في شوارع الرمادي حيث طبق القانون وحارب النزعات الاجتماعية الطارئة بقوه وصىلابة!
هذه الامثلة ذكرتها هنا رداً على دعاة النزعة البلدية والقبلية والعشائرية والقومية المتعصبة والطائفية المقيتة ودعاة الأقاليم والفدرالية والتي تخطط لها ايادي خبيثة في الخارج وتروج لها مجاميع البوقجية واصحاب المصالح الخبيثة والحركات التي لا تهمها مصلحة الوطن وشعبه بقدر ما هي مصالحها ومصالح اسيادها واذناب المحتل ممن روجوا له وجاءوا معه واستلموا المواقع والمسؤولية فيه من دون حق. أن قوة العراق تكمن بوحدة اراضيه وشعبه ومياههه وسماؤه، وان احلى ما فيه هو هذا التنوع الجميل وباقة الورد العراقية بالوانها الزاهية وراحتها الزكية كرائحة عنبر المشخاب والديوانية واهوار الجنوب ونواعير الفرات وجبال وشلالات كردستان وجمال بغداد الحبيبة.
قولوا معي أخواني الكرام :
اللهم احفظ العراق ارضاً وسماءاً ومياهاً وشعبا واحدا موحدا باالله !
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين ، وشتت شملهم وفرق كلمتهم وانزل بأسك الشديد عليهم ، اللهم إن بلدي واهلي وديعة بين يديك احفظهم من كيد الكائدين وغدر الغادرين لانهم يتعرضون اليوم لأخطر هجمة بربرية لئيمة تستهدف أرضهم ووحدتهم ونسيجهم الاجتماعي والديني والوطني !
يا أرض العراق، يا أرض الأنبياء والصالحين،إنا استودعناك اضرحة الكيلاني والنعمان والامامين العسكريين وفدائي الاسلام الاول علي بن ابي طالب وريحانتا رسول الله الحسن والحسين واخيهما العباس !
وأخيراً ، والأمل بالله،ستفشل المؤامرة بقوة الله وايمان أهلنا وستندحر ويندحر معها جوقة المحتل واذنابه والطبالين والمنتفعين وأمثالهم وسيعود العراق معافى قويا باذن الله وان غدا لناظره قريب
1106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع