مشعل السديري
مقالي اليوم هو عن حوادث السيارات و(الدهس) تحديدا.
وهو عبارة عن ثلاث فقرات، اثنتان منها (مميتة) والثالثة (نص ونص).
الأولى: كنت شاهدا عليها وقد حصلت في منطقة صحراوية بالقصيم، حيث أخوان من البادية متشاركان في تربية الأغنام، وفي الصباح وعند أول شروق الشمس كانا عند أحد قطعانهما يريدان أن يحملاه في شاحنتهما، وبينما كان أحدهما يقود الشاحنة والآخر يدفع القطيع نحوها، ونظرا لتطاير الغبار الكثيف مع أشعة الشمس انحجبت الرؤية عن السائق، وإذا به يدهس أخاه (بالغلط) ويرديه قتيلا، والمؤلم أنه لم تمض على هذه الحادثة سوى عدة أشهر حتى توفي الآخر من شدّة حزنه على أخيه.
والحادثة الثانية: حصلت في (فلوريدا) بأميركا، وذلك عندما كان (جيمس كمبل) يقود شاحنته وبجانبه زوجته (ايريس)، وعندما وصلا إلى المنزل نزل الزوج ليفتح الباب، تاركا الشاحنة شغالة وبابها مفتوحا، وما أن شاهد كلبهما الزوجة، ومن شدّة شوقه لها انطلق وقفز إلى الشاحنة من بابها المفتوح، وإذا بأقدامه تضغط على الدواسة فتندفع الشاحنة الثقيلة وتصدم الزوج ويسقط على الأرض وليس (في عينه قطرة واحدة) يعني مات.
أما الحادثة الثالثة التي هي (نص ونص)، فحصلت في جدة، وبطلها زوج كذلك ولكنه كان متخاصما مع زوجته التي تركته وذهبت إلى بيت أهلها.
وفي إحدى الليالي رجع هو إلى بيته وفتح باب الحوش (بالريموت كنترول) ثم أغلقه بعد أن دخلت السيارة، ومن شدّة (سرحانه) نسي أن يطفئ (الماكينة) وما زال (التعشيق) على حرف (D)، وما أن أغلق الباب حتى تحركت السيارة، والأدهى والأمر أن الباب (انطبق) على طرف ثوبه، وإذا بالسيارة تسحبه ويسقط على الأرض ويستقر أحد الكفرات على ساقه ويكسرها، وأصبح محسورا لا يطيق حراكا والدماء تنزف منه وليس هناك أحد في البيت غيره، فحمد الله عندما وجد تلفونه المحمول ما زال في جيبه، وأول ما خطر على باله هي زوجته واتصل بها طالبا منها إسعافه وعندما سألته عن السبب؟!، قال لها: إنني (مدعوس)، وسألته: أين ومن هو الذي دعسك؟!، قال: سيارتي هي التي دعستني في البيت، عندها سألته: هل أنت سكران هل أنت محشش؟! هل تستخف بعقلي إلى هذه الدرجة؟! وأخذت تصب عليه اللعنات ثم أغلقت الخط في وجهه، ولم ييأس وعاود الاتصال عدة مرات، وفي كل مرة تغلق الخط، وأخيرا رد عليه والدها وكال له المزيد من الشتائم وهدده من معاودة الاتصال.
فاضطر أن يتصل (بالنجدة) غير أن المأمور لم يقتنع بكلامه وسفهه وحذره كذلك من الاتصال مرّة أخرى.
وأخيرا ربه هداه واتصل بأخيه الذي كان في مكة، ووصل بعد أكثر من ساعة، وقفز من فوق السور ووجده ممددا ومضرجا بدمائه.
ونقله للمستشفى الذي مكث فيه أسبوعا كاملا، غير أن أحلى ما في الموضوع أن هذه (الدهسة) أعادت المياه إلى مجاريها مع زوجته، وخرج من المستشفى وهو يتوكأ على عصاه وعلى كتفها.
بقيت هناك دهسة رابعة من الصعب أن أتحدث عنها، وكان ضحيتها قلبي العليل، الذي اجتاحته (قاطرة) وليست سيارة أو شاحنة، والغريب أنه لم يمت بعد.
1041 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع