د. سلام جبار عطية
لرمضاننا نكهة
في ايام رمضان من العام 2014 كنت مشغولا في رسالتي وكنت حينها في سويسرا فاعاقتني اللغة, وسرعان ما ارغمتني على دخول المدرسة لتعلُّم الالمانية.
كانت مدرستنا تبعد عن الشارع بضع سانتيمترات, لذا فقد كانت سلالم الخروج المطلة على الشارع مباشرة مزودة بالكثير من المرايا لكي يُشاهد الشخص خلو الشارع من السيارات.
بدويتي وتصحّر منشاي حجبني عن فهم وظيفة المرايا فنزلت السُلّم الى الشارع كمن تُطارده أُمّه بكفكير مطبخها واذا بسيارة تُفرمل وكانت قد دنت لتصدمني لولا حذاقة الجميلة التي تمتطي صهوتها, المؤلم في الامر ان الطقل الذي يجلس في المقعد الخلفي قد تاثّر كتفه بفعل الجر المفاجئ لحزام الامان.
نزلت الفتاة تسالني عن سلامتي فقلت انا بخير واعتذر لنزولي الشارع بهذه الطريقة واتمنى ان يكون طفلك بخير.
قامت بتصوير جواز سفري بكامرة هاتفها بعد ان ركن الطفل الى السكينة ومضت.
في اليوم الثاني كانت الشرطة قد اتصلت بي وسالتني عن الحادث وطلبت مني دفع الغرامة او الوقوف للتقاضي فرفضت الدفع واعربت عن استعدادي للتقاضي .
القاضي الذي ابدى الكثير من التعاطف مع لُغتي طمانني بانني امام مخالفة لقوانين السلامة والتي تستوجب الغرامة, ولست امام دعوى المسؤولية المدنية التي تستوجب التعويض عن الضرر, وطالبني بابداء دفاعاتي.
وبعد الحمد والثناء على الاتحاد الكونفدرالي والسلام على عُمدة مدينتنا والتسليم لمركز شرطتها ومن اتبعهم باحسان, بدات دفاعاتي.
سيدي القاضي ماذا لو كان المخالف طفلا؟
قال القاصر لا يؤخذ بالتقصير.
قلت وماذا لو كان هذا الطفل سمين؟
قال مدار الحكم هو الاهلية القانونية ولا علاقة للنحافة او السمنة.
قلت إذا سيدي لاتحاسبني.....فانا مجرّد طفل سمين!
قال افصح ياعراقي.
قلت يا سيدي انا اجلس في مدارس لغتكم كالاطفال , واقرا مناهج الابتدائية, واتشاجر كل يوم مع ناتاليا من اجل الباستيل وحين تنتهي الدروس اهرع غير مكترث بقوانينكم راكضا لحانوت الحلوى وعلى ظهري احمل الحقيبة التي اشترتها لي المس ماكفرتا مسؤولة شؤون زعاطيط الدراسات العليا.
قاطعني القاضي قائلا كافي كافي ابو درب, بس اريدك تطمّني شوكت ترجع للعراق؟
سلام جبار عطية
1157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع