زهرة

هدى أمون/دير الأسد-الجليل



زهرة
***

فلْتذهبي عنّي بعيدًا.
لن أسمح لك بخداعي من جديد.
فلقياك لم يعد لي كالعيد؛
لأنّ قلبي أصبح كالحجر!

لن أذهب  لأيّ مكان،
لن تقدر على فراقي أيّها السّلطان،
وإن كان قلبك من صِوّان،
فناري أنا ستليّن  قلبك، وبكلّ تأكيد!


إنّ ذلك الفتى  قد هجر،
وحبّه لك أصبح ذكريات.
لا دموع بعد الآن، ولا آهات،
ولا دوران في الحارات
لملاحقة الفتيات
اللّواتي لا يستحققْن ذرف الدّموع!
تقدمتنّ بالخيانة يا ذليلات،
بعتنّ أنفسكنّ بحملة التّنزيلات،
ونسيتنّ من جاهد  لأجلكنّ في حروب أحاسيس النّرجس!
فلتعلمي،إنّ ذلك الإنسان قد ودّع الحياة.


سأعيدك أنا للحياة،
ولنتحمل بعض الآهات،
حتّى وإن كانت مجرد ذكريات.
لننشر السّعادة،
ولنرسم على الوجوه الضّحكات،
فليست جميع الفتيات صغيرات النّفوس.
فلنخطُ  خطواتنا مع بعض الحسابات،
فدعنا لا نجعل من أخطائنا مصدرًا للتّعاسات!


أيّتها الفتاة، لقد قمت بطعني  بالظّهر، وأحزنت حبيبك الوفيّ المسكين،
أسقيته السّمّ، وأوجعت قلبه الحزين،
وتناسيت حبّه، والوعود الّتي طالت لسنين.


سأضمّد أنا جراحك، وسأنتظر شفاءها.
لحظات الحزن ستتحوّل إلى سعادة.
فانّ طعم الحبّ ليس بهذه المرارة.
ستعود لتجدّد ما تبقّى من خلاياه،
فذلك اليأس سيختفي مع ملازمة الهواء لرئتيّ!
لنعش طوال عمرنا مسرورين
في أيدي بعضنا ممسكين
عن جميع من أذانا مبعدين.
من بعد عذاب سنرى الحنين،
فنحن لربّ الخلق ننحني،
ولخالق الكون وحده سنكون ممتنّين!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

957 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع