الدكتور جليل العطية
العلويان [ أحمد وعباس ] يُضيئان قرنا من تاريخ العراق المعاصر
السيد عبّاس إسمٌ وأي إسم !
اسم شامخ سطع منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن العراقي الحزين / فتبوَأ قلاع الصحافة المهاجرة والمهجّرة / حاملاً صرخات العراقيين والعراقيّات في وجه الظلم والظلام / وعتاة الدكتاتورية وجهابذة الطائفيّة وأساطين المحاصصة وربابنة الفساد .
ـــ لم يتوقف صاحب القلم الذهبي عن التصدي والتحدي/ وكيف يفعل ذلك / وهو يرى سفينة الرافدين تتجه عكس ماحلم به هو ورفاقه طيلة سنوات الكفاح من أجل غد عراقي حر مدني مشرق ؟
ـــ في السنوات العشر الماضيات الباهتات هبّت موجة نشر المذكرات والذكريات في العراق الجديد / فتدفقت المطابع ودور النشر بتلال من الكتب تحمل شهادات أصحابها من رجال الفكر والأجتماع والدين وبين هذه الشهادات حقائق ونصف حقائق / بل انّ في بعضها مبالغات وأكاذيب لاتخفى على العراقي الذي يقرأ المطموس كما تقول العامة .
ـــ ولقد التمس محبّو السيد عباس أن يُجّرد قلمه الرشيق فيكتب عن سيرة أسرته الكريمة / الأصيلة سِفراً يُخلّدها / سِفراً يفخر به الأحفاد والأسباط والأجيال اللاحقة .
فاستجاب ــ أبو فراس ــ لرغبة محبيه ــ وهم كُثر ــ وهكذا بزغ كتابه
[ عميد الأسرة العلوية النجفية / احمد محمد العلوي 1904ـــ 1998 ] الصادر حديثاً عن دار ميزر للنشر في مدينة مالمو السويدية .
وقع الكتاب في الأنيق في 134 صفحة / وزوّد بعشرات الصور المعبّرة والوثائق المفحِمَة/ ذات الدلالات التي تُغني وتشهد وتقول :
ـــ أربعة وتسعون عاماً أمضاها [ العميد السيد ] في كوكبنا الأرضي / كانت كلها في خدمة الآخرين / وقبل ذلك في خدمة أجداده السادة آل البيت العظام / أولئك الذين لقوا الأضطهاد والتعسف بدءاً من بني أميّة وبني العبّاس / وليس انتهاءً ببني العوجة .
ـــ أربعة وتسعون عاماً / عانى خلالها [ العميد السيّد ] الكثير من الأذى والجَور / أشدّها فداحةً تهجيره مع كوكبة التجار الى الجارة إيران / وذلك بعد سلب أوارقه الثبوتية التي تؤكد عراقة عراقيته التي تمتد إلى ما قبل ميلاد < رئيس البلاد > ظالم العباد .
ـــ أربعة وتسعون عاماً عرف خلالها [ العميد السيد ] الأغتراب والتشرد / فعاش ردحاً من الزمن في إيران وبلاد الشام ومصر وغيرها من الأقطار والأمصار / غير أنه لم ينس وطنه ولم ينكر له / بل حمل ترابه الطيّب أّنّى سار وحيث أقام ..
ـــ أربعة وتسعون عاماً عاشها [ العميد السيد ] ذاق خلالها حلاوة الحياة ومرارتها / نجاح وفشل ومابين بين / لكن هذا لم يثبط عزيمته أو يُغيّر سلوكه / فلقد كان شعاره خدمة الناس .
بعد هذا ليس لي في خاتمة هذه السطور المتواضعة إلا أن أحيّ السيد عباس وأكبر مجهوده الثر في تقديمه شهادة قرن من الزمن عبر هذا الكتاب النفيس من خلال سيرة أبٍّ بار وعميد لأسرة نجفية شريفة / راسخة الجذور في بلاد الرافدين ..
مهد الحضارة ومؤل الأنسانية .
د .جليل العطيّة
باريس في : 8/ 6 / 2017
شكر وتقدير :
شكري وحبي الكبير لشيخ التراثيين العراقيين وعملاق الادب السياسي الساخر الدكتور جليل العطية على هذا التوصيف الرائع لصاحب العنوان ومؤلف الكتاب / اسأل الله ان يمنّ عليه بالصحة والعافية ويحفظه ذخرا للعراق .
عباس العلوي
13 / 6 / 2017
756 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع