علي الزاغيني
نعمة الصيف ونقمة الكهرباء
فصل الصيف ( ابو الفقير) كما قيل سابقا لما فيه من خيرات ومحاصيل كثيرة في وطننا الحبيب تجعل الفقير يعيش برخاء بعد انقضاء فصل الشتاء البارد والبعض يستغل العطلة للسفر والاستجمام في بعض دول الجوار ولكن مع مرور الزمن اصبح فصل الصيف حمل ثقيل على المواطن ولا يفرق عن باقي الفصول الاخرى , على الرغم من توفر كافة المحاصيل والفواكه في السوق وان كانت في غير موسمها وبالطبع هذه الفواكه وغيرها وبعد اهمال الزراعة اصبحت مستوردة من دول الجوار وباقي الدول الاخرى مما يجعل اسعارها مرتفعة بعض الشي مقارنة بالعراقية ذات الطعم اللذيذ والنكهة العراقية الاصيلة .
ان ازمة الكهرباء المستمرة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل في بعض الاحيان الى اكثر من 50درجة مئوية تشكل عبئ ثقيل على المواطن وتجعل من فصيل الصيف عسيرا وتكلف المواطن عبئ اخر يضاف الى المصاريف الاخرى تثقل كاهله وكلما ازدادت ساعات القطع المبرمج للكهرباء الوطنية كلما تلاعب اصحاب المولدات الاهلية بالاسعار وازداد جشعهم في زيادة الاسعار .
من الغير معقول ان الطاقة الكهربائية اصبحت ازمة مستعصية على الرغم من الاموال الطائلة التي هدرت منذ عام 2003 ولحد ولازالت نفس الازمة مستمرة وكلما تغيرت حكومة وتغير وزير الكهرباء تكون هناك تصريحات رنانة بان الازمة سوف تنتهي بأقرب وقت ممكن ومنهم من صرح بان العراق سوف يصدر الطاقة الكهربائية الى دول الجوار وكأن المواطن لا يفقه لغتهم لذا يطلقون الاكاذيب من اجل تخديرهم لفترة من الزمن حتى ياتوا بكذبة اخرى من خلالها يهدروا ملايين الدولارات من خلال مشاريع لا تنفع المواطن بل تصيبه الخسارة وتحمله ما لا طاقة له به من خلال زيادة اسعار الكهرباء .
لا يمكن ان يكون فصيل معتدل في العراق فدرجات الحرارة تصل خلاله الى اعلى معدل وخصوصا في شهر (حزيران وتموز واب )والتي تبدأ بالارتفاع من نهاية شهر نيسان وتستمر حتى نهاية ايلول وتنخفض تدريجيا في تشرين الاول والثاني وهذه المدة الزمنية التي تصل الى ما يقارب(6 اشهر ) المواطن بحاجة ماسة الى الطاقة الكهربائية لذا يجب توفيرها بأي شكل من الاشكال حتى يتمكن من عبور فصل الصيف الجاف دون متاعب وعناء فارتفاع درجات الحرارة تؤثر سلبا على الحالة الصحية والنفسية للمواطن .
ان فصل الصيف نعمة من الله لا تجعلوه نقمة بجشعكم وطمعكم وصراعكم المستمر على المناصب فيما بينكم فالمواطن الذي انتخبكم بالأمس يلعنكم اليوم وفقد ثقته بكم وبكل الوعود التي قطعتموها خلال الدعاية الانتخابية , فمثلما انتخبكم بالأمس قادر على إسقاطكم اليوم وعدم انتخابكم مرة اخرى , المواطن العراقي عانى الكثير في زمن النظام السابق وتأمل خيرا فيكم ولكنكم لم تحققوا اي منجز له وخذلتم المواطن فابسط الخدمات مفقودة وجميع وسائل الراحة والطمأنينة فقدت ولم ينال المواطن ابسط حقوقه الطبيعية في العيش برفاهية وامان .
الصيف حار جدا استنفروا كل الإمكانيات من اجل المواطن العراقي كونوا على قدر المسؤولية والأمانة التي أوكلت لكم لا تهتموا بأنفسكم فقط وتتركوا المواطن لا حول ولا قوة وعندما يحين موعد الانتخابات تكون لكم جولات مكوكية ووعود يصعب على المواطن تصديقها بعد ان عانى الأمرين من وعودكم السابقة .
790 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع