د. عمر الكبيسي
أين مثل هذا النشاطات اليوم للمرأة العراقية الماجده ؟ الموصل انموذجا!
صوره لسيدات عراقيات متطوعات لتمريض الجيش العراقي في حرب فلسطين. عام 1948 .
هذه الصوره نشرت على موقع الكاردينيا الذي يستلهم من التراث العراقي الاصيل دروسا لواقع العراق اليوم ، لقد حضت المرأة في العراق بعد الاحتلال بتمثيل (الكوته) بنسبة 25% من مقاعد البرلمان وحضت بمقاعد وزاريه في كل الحكومات التي تشكلت وتشارك في معظم الوفود والنشاطات السياسيه والكتل السياسية وهناك منظمات نسويه وانسانية عديدة تحضى بتخصيصات مالية واعانات ، لكننا لم نشهد من نشاطات المرأة العراقية على الشاشات الا التصريحات الناريه السياسية المتمثلة بصراع الاحزاب والكتل والتشبث بالامتيازات .
نكبة النازحين في الموصل الحدباء وشدة المعارك العسكرية لتحريرها الذي رافقه تحطيم البنيه التحتيه والصحية بشكل هائل انعكست بشكل رئيسي على النساء والاطفال وكبار السن من سكانها ، مأساة كبيره لن تنتهي بتوقف العمليات بل ستستمر الحاجة الماسة الى الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لفترة تطول .
الكوادر التمريضية والطبية التي في الخدمة او خارجها كبيرة في العراق بسبب دورات التمريض ومدارسه وكلياته . ان توفر مسكن بسيط مع طبيبه ومتطوعات تمريض وادوية و وسائل تغذيه ونقاهة ممكن ان تتوفر في كل شارع ومحله ومنطقه في الموصل سابقا او حاليا اليوم قبل فوات الأوان ، لماذا لم نسمع عن ذلك ولم نرى لهذا الجهد النسوي الانساني أي دليل ، لماذا نسمع ونرى الناشطات السياسات وهن يتبجحن ويتحمسن على الشاشات في صراع الكتل السياسية المتصارعة ومؤتمرات الترويج للحفاظ على المقاعد النيابية والدعاية الانتخابية والامتيازات الشخصية والتأليب الطائفي المجتمعي وتخلوا الاجواء لأي ذكر لنشاط انساني منظم لتقديم الاعانات الطبية واقامة مراكز متنقله وثابتة صحية تفي بالحاجة سواء بالموصل المحررة او في مراكز النازحين منها في العراء .
الكوادر الطبية بالموصل مشهورة بكفائتها و وطنيتها ، لكن التعبئة النسوية المجتمعية والتي من اهم نشاطتها التمريض والرعاية وتوفير الغذاء والدواء الذي عهده تراثنا الطبي على مسيرة التاريخ في العراق ليس له ذكر في خطاب اليوم .جمعية الهلال الاحمر العراقية العريقة بنجداتها واغاثاتها وكودارها التطوعية ، ونقابة الأطباء ونقاية ذوي المهن الصحية ودوائر الوقف جميعها مطالبة بالعون الطبي والمعنوي لرعاية النازحين والمهجرين بديلاً عن خطابات المناشدة للمنظمات الدولية و وزارة الصحة والعتب عليها لن ذلك من صميم واجباتها ولا تحتاج الى مناشدة وتوعية .
لقد شاركت المرأة العراقية واسهمت بكل قدراتها في حروب العراق الوطنية ونكبات الفياضانات والاوبئة المرضية ، ماذا حدث اليوم ؟ هل تغيرت المفاهيم والقيم ، فنخرت طبنا وتمريضنا وانسانيتنا ونخوتنا ؟ . المؤسسات الدينية الذي اعتاد ان تتلبس علماؤها وهيئاتها بالطب لم نعد نرى او نلمس بصاماتها في هذه المحنة ولا نسمع الا الخطاب الطائفي الذي يثير البغضاء والتناحر والعنف المجتمعي .
دعونا نعود الى العراق الاصيل ونهتف عاش العراق بقيمه وتاريخه و وحدته وانسانه الذي عرفه العالم عنه منذ اقدم العصور بنضجه ومعرفته وحضارته . دعونا من الاحتفالات والعطل وشدوا الهمم لإنقاذ من نجى ونزح ومرض ونكب ، ان التاريخ لا يرحم ، لبناء النفوس والمعنويات والعون على المرض والعوق والعوز والنزوح والموت جوعا في ظل فقدان المعيل والاب والاخ او احتجازه للتحقق من هويته في عوائل الموصل وسكانها ، لها اسبقية وأفضلية على البناء والتعمير الذي لن ينجز بيوم وليله ، الاهتمام بالانسان وصحته ورعايته وانقاذه واسعافه هي الاسبقية في اثبات نخوة المواطنة الحقه و وجود الدولة العادلة ورصانة المجتمع الواعي.
د. عمر الكبيسي
9 . تموز 2017 .
580 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع