احمد صبري
ثورة لم تيلغ مداها
الذين عاشوا لحظات ثورة 14 تموز وماافرزته من تداعيات على الاوضاع المحلية والعربية والدولية لم يتوقعوا ان تتراجع اهدافها جراء الخلافات التي قطعت حبال الود والتفاهم بين رموزها منذ بداية انطلاقها وحولت هذا الحلم الى مايشبه الكابوس مازال العراقيون يعانون منه ويدفعون ثمنه
ان اختلاف الرؤى بين صناع الثورة والمصالح الشخصية والتدخلات الخارجية ادت جميعها الى عدم تحقيق احلام العراقيين برؤية بلادهم مستقرة مزدهرة غير ان العواصف كانت اقوى من ان يستطع ان يصمد زعماء تموز امامها فتحول العراق الى ساحة للصراعات والخلافات المحلية و الاقليمية ادت الى تعطيل مسيرته
ان الذكريات والاحلام التي كانت تراود ابناء العراق اصيبت بخيبة الامل وشعور بالمرارة لان تلك الثورة كان يمكن ان تكون بداية مشرقة لمرحلة جديدة تنقل العراق من حال الى حال وتحقق للعراقيين آمالهم الذين قدموا من اجلها التضحيات الجسام وتؤسس قاعدة التوافق السياسي وتحويل العراق الى نموذج يحتذى به في المنطقة العربية
وعلى الرغم من مرور (59) عاما على ذلك الحدث الذي هز العالم فان العراق ما زال يقف في نفس المربع لم يتخلص من تلك التداعيات التي تسببت في تعطيل مسيرة تموز رغم ان بدايتها كانت سياسية وتحولت بعد غزوالعراق واحتلاله عام 2003 الى طائفية
ويبدو ان العراق سيبقى ينزف من هذه الجروح الغائرة في اعماقه مالم يتخلص ويتجاوز اثارها ويتمسك بالمشروع الذي ينقذه ويخلصه من الطائفية والعرقية ومصادرة حقوق الاخرين والاستئثار بالقرار السياسي
669 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع