د.مؤيد عبد الستار
هادي اليمن و غاندي الهند
في اجتماع مع اعضاء اركان حكومته قرر الرئيس اليمني هادي اعفاء مجموعة من المحافظين من وظائفهم لانهم اعلنوا انفصال جنوب اليمن عن شماله .
استوقفتني صورة الرئيس اليمني هادي وهو جالس بين اعضاء حكومته في صالة تتوسطها منضدة طويلة رصفت فوقها انواع الزهور المختلفة .
اليمن الجائع والمصاب بالكوليرا ، يعيش حربا من شماله الى جنوبه ، جياعه و فقراؤه يعانون الامرين من اجل تامين لقمة العيش ، شعب يركض وراء رغيف الخبز حاملا خنجره الفضي ، دخل في دوامة حرب مع التحالف العربي دون ان يعرف لماذا يحاربه العرب وهو العربي المنبت والاصل ، فاليمن اصل العرب وما رحلة الشتاء والصيف الا صفة لاحدى رحلات العرب التجارية الى اليمن والاخرى الى الشام .
اليمن السعيد ، بلاد سد مأرب ، تعيش حربا لا احد يعرف لها سببا معقولا ، جنون الجزيرة العربية قاد هذه الحرب وسيقود الى حروب اخرى كما قاد جنون صدام الى حروب مع ايران والكويت والعالم حتى اجهزت عليه قوات المارينز التي لا احد يعرف من اين وكيف هبطت على حفرته المنزوية في اقاصي الريف على شاطئ دجلة ، القت القبض عليه وساقته الى المحكمة لـقـطع رأسه دون ان يغني له احد:
على شواطي دجلة امـر/// يامنيتي وقت العصر .
كانت صور صدام تحيط به الوفود والبروتوكولات الفاقعة مشابهة لصورة الرئيس هادي وما يحيط به من زهور ومظاهر البهرجة الكاذبة وسط خراب شامل يعم بلاده .
ذكرتني صور هادي بصور المهاتما غاندي ، الذي كان يفترش ساحة عامة وسط العاصمة دلهي حين تحدث اضطرابات او شغب بين اوساط الشعب الهندي الذي كانت تمزق وحدته احيانا صراعات دينية او طائفية .
يجلس المهاتما غاندي على سرير شعبي بسيط ويعلن الصوم عن الطعام ، لن ينهي اضرابه حتى تتوقف اعمال العنف .
في اخر مجزرة حدثت في الهند بين المسلمين والهندوس ، اعلن الصيام حتى الموت ، فما كان من اصحاب العنف الا ان ياتوا صاغرين الى حيث يجلس ويرمون اسلحتهم من سيوف ومدي وخناجر تحت اقدامه .
توقف سيل الدم وانتهت المعارك الدينية فانهى اضرابه عن الطعام الذي استمر عدة ايام تدهورت بسببه صحته .
هذا هو الزعيم الذي يعيش لشعبه .
أما ما ارى اليوم في بلداننا فزعماء يعيشون على دماء شعوبهم ،يظهرون في حلل الديباج على الجمهور الجائع الذي ينتظر يوم ينجلي غبار المدافع وقصف الطائرات ليعيش مثل بقية شعوب العالم دون جدوى .
584 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع