محمد صالح ياسين الجبوري
الفساد والعطار
الفساد من أكثر الكلمات تداولا في البلاد،وتضاهي كلمة (الدولار) في سوق البورصة،والفساد مرض سرطاني فتك بالبلاد والعباد مخاطره جسيمه، وعواقبه وخيمه،وهذا يذكرني بقصيدة جميلة لشاعر عربي وصف الفساد :-
عجوز ترتجي أن تكون صبية.... وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر
هذه العجوز لجأت الى العطار تطلب منه الخبرة،والاستشارة، وأن يعيدها إلى عهد الشباب والصبا، ولسان حالها يردد.... إلا ليت الشباب يعود يوما.... لأخبره بما فعل المشيب...الزمن لا يرجع إلى الوراء،
العطار من واجبه أن يعمل خلطات التجميل السحرية، وأن يستعين بمعاهد التجميل التي تزورها (الفنانات )للحصول على خلطة سحرية لهذه العجوز المسكينة، لكن جهود العطار كانت مخيبة للامأل، العجوز أصابها (الهرم )،ولكل داء دواء الا (الهرم)، فهل الفساد في بلادنا وصل الى درجة الهرم؟
الفساد مسؤولية النزاهة والرقابة والمفتش العام والقضاء والاعلام ومنظمات المجتمع المدني والمواطن،هذه الجهات إذ كان دورها فعالا، سيتم القضاء على الفساد،وإذ تعاونت مع الفاسدين، فتلك مصيبة، (اذا كان رب البيت بالدف ناقرا .... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص )، ينبغي تظافرالجهود للقضاء على الفساد، والقضاء على المحسوبية والاعتماد على الكفاءة ونبذ المحاصصة والرشوة، وأن نعمل على خدمة البلاد، وأن نعيش في بلاد بلا فساد ولا أحزاب، أحرار ننعم بخبرات هذه البلاد بلاد النفط الذي أصبح علينا نقمة، وعلى غيرنا نعمة،وبلادنا بلاد الخير والعلم،والعالم تعلم منا الكتابة والحضارة والثقافة والقوانين،بلادنا التي أنجبت العلماء والأطباء والقادة،بلاد الرافدين.... دجلة والفرات.... حييت سفحك عن بعد فحييني.... يادجلة الخير ياام البساتين.
محمد صالح ياسين الجبوري
كاتب وصحفي
1190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع