مهمة محکومة بالفشل

                                                

                               سعاد عزيز

مهمة محکومة بالفشل

يبدو إن حالة التخبط و عدم وضوح الرٶية التي تهيمن في الفترة الحالية بشکل خاص على الاوساط السياسية في إيران، تبدو واضحة أشد الوضوح في الکثير من النشاطات و التحرکات التي تقوم بها طهران ولاسيما التي تتعلق منها بالاوضاع في المنطقة، ولعل ماحدث و جرى مع رجل الدين اللبناني، محمد علي الحسيني بهذا الصدد، يثبت و يٶکد هذه الحقيقة.
في 8 تموز/يوليو2017، عندما قامت المخابرات الايرانية بترتيب إجتماع للحسيني مع مجموعة من الاعضاء المطرودين من منظمة مجاهدي خلق و الذين صاروا من رجال و عملاء المخابرات الايرانية، حيث قام خلاله بالتهجم على منظمة مجاهدي خلق و السعي للنيل منهم بمختلف الطرق و الاساليب التي تدعو للإستغراب، وهذا الاجتماع الذي أضر بإيران أکثر مما ينفعها، خصوصا من حيث الاصداء السيئة التي تداعت عنه، دفعت بالمخابرات الايرانية لإعادة النظر بطريقة و سلوب إستخدامها للحسيني، حيث عادت تسعى لتسويقه کوجه معارض لطهران و لحزب الله، کما جرى في سلسلة اللقاءات و التصريحات الاخيرة له و التي سعى من خلالها أن يغطي على ماقد بدر منه في باريس خصوصا عندما قال بأنه قام بتلك الزيارة للبحث عن «عوامل وجذور الارهاب» بدعوة  من «مجموعات فرنسية وألمانية»، وبالاخص عندما تجنب وضع صور الفيديو الخاص بذلك الاجتماع على المواقع التابعة له.
المهمة التي قامت المخابرات الايرانية بإيکالها الى الحسيني، تتعلق بالعمل و التنسيق مع اوساط تابعة لهذه المخابرات بهدف العمل من أجل التأثير على النشاطات و التحرکات الواسعة لأعضاء البرلمان الاوربي و البرلمان البلجيکي المتعلقة بإنتهاکات حقوق الانسان في إيران الى جانب دعمهم للمقاومة الايرانية، کما إنه"أي الحسيني"، من المزمع أن يقوم أيضا بتأسيس مرکز في اوربا بإسمه و توظيف عدد الوجوه عنده من أجل أن ينشط ضد مجاهدي خلق ومناصريهم وحماتهم خاصة بين العرب تحت غطاء مكافحة الارهاب.
مهمة الحسيني ولکي يتم ضمان نجاحها، فإنه من المقرر أيضا أن ينشط مع عدد من الوجوه العميلة من أهالي الاهواز من الذين يزعمون کذبا الدفاع عن المواطنين العرب في الاهواز، ضد المقاومة الايرانية و السعي لإظهار مجاهدي خلق کمعادين للأهوازيين وأنهم"أي مجاهدي خلق"، أناسا يحملون أفكارا شوفينية!  
إجتماع 8تموز/يوليو2017، في باريس، کان أکثر من کاف لجعل رجل الدين اللبناني محمد علي الحسيني، ورقة محروقة ولم تعد تنفع بأي حال من الاحوال، خصوصا وإن شکل و مآمون الحديث الذي أدلى به في ذلك الاجتماع کان وضاحا ولو لمبتدئ في السياسية من إنه قد تمت صياغته من جانب المخابرات الايرانية جملة و تفصيلا، ومن هنا، فإن هذه المهمة ليس أمامها سوى الفشل الذريع و ليس من شئ آخر غير ذلك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع