اسطورة الختم الاسطواني من حجر اللازورد

                                                        

                         د.صلاح رشيد الصالحي

            

              اسطورة الختم الاسطواني من حجر اللازورد

لوح سنحاريب: يعود تاريخه (689) ق.م وفيه توثيق النقوش المسمارية الموجودة على الختم الاسطواني من حجر اللازورد للملك شاكاراختي-شورياش نقشت على هذا اللوح الطيني من نينوى، العراق، محفوظ حاليا في المتحف البريطاني في لندن
استلم الملك شاكاراختي-شورياش الكاشي (Šagarakti-Šuriaš) حكم بابل  (1245-1233) ق.م، ويعتقد بأنه ابن الملك كودور-انليل، ففي قائمة ملوك بابل (A) فأن كودور-انليل والده، ولكن لا توجد نقوش تؤكد ذلك،  ومعنى أسم شورياش (Šuriaš) إله الشمس عند الكاشيين ويقابل الإله شمش عند البابليين، وربما عند فيداك (vedic) يطابق سوريا (Surya) (إله الشمس عند الهندوس في الهند)، وبذلك يكون معنى اسمه (يمنح إله الشمس الحياة)، وتسلسله (27) من ملوك سلالة بابل الثالثة الكاشية، وأعتلى عرش بابل في بداية شهر نيسان من عام (1245)، وبذلك حكم (13) سنة.
خلال عمليات التنقيب في نينوى في القرن الماضي عثر على لوح من الطين يعود إلى عهد سنحاريب (705-681) ق.م الملك الاشوري واصفا ختم من حجر الازورد عليه نقش، وكان هذا الختم في الأصل يعود إلى الملك شاكاراختي-شورياش، ففي فترة حكم ولده  كاشتيلياش الرابع استولى توكلتي-ننورتا الاول (معنى اسمه توكلت على الإله ننورتا) على بابل ودمر أسوار المدينة وذبح المدافعين عنها وأسر الملك البابلي كاشتيلياش الرابع ونقله إلى مدينة آشور مقيدا بالسلاسل ويركع أمام الإله آشور، وحمل الملك الاشوري كنوز معبد ايساكيلا ومعها تمثال مردوخ أسيرا وضع في معبد آشور، ومن بين مقتنيات هذه الكنوز التي غنمها العاهل الاشوري العنيد (وصف في التوراة بانه نمرود جبار صيد في عين الرب) ختم يعود للملك شاكاراختي- شورياش الذي نقش عليه لقب (ملك العالم) (šar kiššati)،  وأودع توكلتي-ننورتا الختم الاسطواني في معبد آشور، وفي وقت لاحق إلى حد ما وفي ظروف غامضة سرق الختم من معبد آشور واعيد إلى بابل، على ما يبدو أحد كهنة المعبد عرف قيمة الختم الاسطواني، واصله، فسرقه وإعادة إلى بابل وسلمه لكاشتلياش الرابع الكاشي ملك بابل والوريث الملكي لصاحب الختم، وعندما استولى سنحاريب على بابل (689) ق.م بعد حصار قاسي عانت منه بابل كثيرا أعقبها حرق المدينة وقتل الكثير من سكانها وسلب كنوزها ومن بين ما اخذه سنحاريب من غنائم معبد مردوخ ختم الملك شاكاراختي- شورياش، وقد ذكر سنحاريب بانه (استعاد الختم بعد نحو 600 عام) ، كما في النص لسنحاريب يصف الختم الاسطواني: (كتب على حافة الختم الملك  شاكاراختي-شورياش ، ملك الكون) في خلف الختم كتب الملك الاشوري توكلتي ننورتا الأول: (الملك توكلتي ننورتا، ملك الكون، ابن شلمانصر الأول ملك الإمبراطورية الاشورية، غنائم بابل (كاردونياش) ،من  يحذف اسمي المكتوب فسوف يحطمان الإله آشور والإله ادد اسمه وارضه، وملكية شاكاراختي-شورياش، ملك  الكون، والذي اسمه على الختم الاسطواني من حجر الازورد)، هناك ملاحظة مهمة ان لقب ملك الكون (شار كيشاتي) الذي تلقب به ملك بابل الكاشي لا تليق بحجمه لأنه كان يحكم مدينة بابل وما جاورها وليس العالم ! والشيء الاخر اثبتت الاحداث سابقا وفيما بعد من الصعب القيام دولتين على نهري دجلة والفرات، ولهذا اما اشور تفرض سيطرتها على كامل بلاد الرافدين، أو بابل تقوم بذلك وتوحد بلاد الرافدين، وأخيرا لم يعثر على الختم الاسطواني للمك البابلي فلازال تحت أنقاض مدينة نينوى منذ تدميرها عام 612 ق.م.  

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

451 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع