سعد نجاع المحامي / الجزائر
عواصم تحتل عواصم القلوب...
بدت كامرأة ممشوقة القوام ترفل في ثوبها الأبيض الملائكي؛ وهي تُرخي بساقيها في شاطئ "الكيتاني" تزاحم بذلك الفقراء ومتوسطي الدخل؛ بين لحظة وأخرى تكشف عن وجهها المغطّى بوشاحها المهفهف للناظر فتزداد جمالا وهي تسمو كنجمة لاحت في الأفق ؛ تداعب بجسدها القليل من ملح شواطئ مرسيليا الذي يحمل قارورات الحرّاڨة المليئة برسائل تشبه البوقالات فيها من الحب والشوق والغربة والغياب ما يُطهّر روح الهارب منها ويعيده إليها كلما عاد الموج وبين حنايا زبده ألف رسالة...
أنتِ أيتها الزيتونة التي أبت أن تكون شرقية ولا غربية بقدر ماكنتِ وسطية تسكنين صدور زائريك من أول وهلة؛ فتستقبلينهم رغم الزحام ورغم كل تلك الفوضى بابتسامة عريضة عُرض ساحلك وفي ثناياها مغامرات من أساطير الأولين؛ فتتوعدين زائرك بالعودة؛ تتوعدينه بشغف يشبه التهديد إلى حدّ بعيد لولا بياض سُحُبك وزرقة سماءك وبساطك الأخضر لانحنى ضيفك يسألك الرحمة ...
ذكراك كوشم أمازيغي يمحو سنين القهر والظلم والعبودية ويرسم خارطة طريق تُنجينا من عالم مليء بالحقد والكراهية فتغسلنا من خطايانا وشرورنا ؛
أنت أيتها المرأة المتوسطية النادرة المتفردة بالأحاسيس والعواطف التي ظلت ترسمني طفلا صغيرا يعود إلى أحضانك كلما تذكر أُمّـه؛ وفي صدره الصغير يحمل عصفورا حديث الولادة يبحث عن فضاء يشبهك ليحلق فيه ؛
أحيانا أكون مُوزَارً وتكونين معزوفتي المفضلة ...
تلك هي الساحرة؛...تلك هي... ؛ رغم الزحام والصخب والفوضى جميلة؛ تلك هي عروس الوطن؛ تلك هي العاصمة...
1012 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع