سعاد عزيز
عندما فضح ملالي إيران أنفسهم
المباراة الاخيرة التي خاضها المنتخب السوري لکرة القدم ضد نظيره الايراني في ملعب آزادي بطهران ضمن نطاق تصفيات کأس العالم 2018 في موسکو، والتي شهد فيها هدا الملعب حضور أعدادا ملفتة للنظر من المشجعات السوريات الى داخل الملعب من أجل تشجيع فريق بلادهن، أثارت سخطا و إمتعاضا واضحين في الاوساط الايرانية وخصوصا النسائية منها، حيث إن النساء الايرانيات و إستنادا على فتاوي دينية يحظر عليهن دخول الملاعب لمشاهدة المباريات، لکن حضور السوريات الذي تخطى الحاجز الديني، دل على إن الفتاوي التي يصدرها رجال الدين الحاکمين في طهران بالامکان التلاعب بها و تکييفها وفق الاوضاع و الظروف، ويبدو إنه و وفقا لذلك فإن مايصح للسوريات لايصح للإيرانيات، أما الاسباب او المسوغات الموجبة وراء ذلك، فإنها من أسرار النظام و الامن القومي الايراني على مايبدو!
بحکم إختلاطي المستمر بأوساط النساء الايرانيات وخصوصا عند حضور المناسبات السياسية المتعلقة بالشأن الايراني في باريس و برلين، فقد صرت على إطلاع کامل بأن النساء الايرانيات يفقدن في کل مرحلة زمنية مجموعة من حقوقهن و إمتيازاتهن حتى صرن قاب قوسين أو أدنى من جعلهن بين جدران بيوتهن ولايسمح لهن بتخطيها إلا مع"محرم" وبعد إذن ولي أمرهن، زوجا کان أم أبا أم أخا أم ماإليه.
عندما تم إختيار حسن روحاني لمنصب الرئيس للدورة الرئاسيةالاولى في آب أغسطس2013، وعد بتحسين أوضاع حقوق الانسان ومن ضمنها أوضاع المرأة و الحد من تمييزها لإعتبارات جنسية، ولکن الذي حدث و جرى هو إن الذي لحق بهن من ضيم و غبن قد تجاوز بکثير عهد سلفه أحمدي نجاد الذي کان يوصف بالمتشدد کما نعلم جميعا، إذ تم وفي عهد روحاني"الاصلاحي الاعتدالي"کما يدعي بسن قوانين تحظر بموجبها على النساء مواصلة تحصيلاتهن في العديد من المجالات الدراسية وکذلك قوانين أخرى يمنعهن من مزاولة العمل في العديد من المجالات، أما السبب فهو لأنهن نساء!
النساء الايرانيات يمکن إعتبارهن من النماذج النوعية في الشرق من حيث تطلعاتهن و نشاطاتهن و فعالياتهن المتواصلة و سعيهن الدٶوب من أجل إثبات دورهن و وجودهن و إعتبارهن الاجتماعي، وقد کان لهن دورا فعالا و مٶثرا في إنجاح الثورة الايرانية و إسقاط النظام الملکي السابق، وإن الحملة الشعواء التي تطالهن في عهد النظام الحالي، غير مسبوقة على الاطلاق، بحيث إن وصف النظام الحالي ب"المعادي للمرأة"، لم يعد مرفوضا و غير مقبولا بل وإن المنظمات المعنية بحقوق الانسان و المرأة بشکل خاص صارت تجد هناك مايٶکد هذا الوصف على أرض الواقع.
السلطات الايرانية وفي الوقت الذي تواصل فيه سياساتها المجحفة ضد النساء الايرانيات و السعي للإنتقاص منهن و الحط من کرامتهن و إعتبارهن الانساني، فإن ماجرى في هذه المباريات قد فضح ملالي إيران على رأس الشهود و کشف عن القناع الديني المزيف الذي يختبئون خلفه، وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل العنيفة ضد السلطات الدينية و اساليبها الانتقائية و المصلحية في التعامل حتى مع مايصدرونه من فتاوي بشأن النساء، لکن الذي يلفت النظر، هو إنه وفي الوقت الذي شهدت فيه نساء إيران هذه الواقعة الفضيحة، فإن منظمة مجاهدي خلق التي تشکل النساء أغلبية قياداتها، أجرت عملية إنتخاب لإختيار أمينة عامة للمنظمة وقد شهدت هذه الانتخابات صعود عناصر شابة للصفوف القيادية في المنظمة التي تشکل أکبر و أقوى غريم و ند لنظام الملالي، وهو أمر فيه الکثير من المعاني خصوصا وإن هذه المنظمة يتم طرحها من قبل العديد من الاوساط المعنية بالشأن الايراني على إنها البديل السياسي ـ الفکري الجاهز للنظام.
1194 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع