محمد صالح ياسين الجبوري
خبزالتنور نكهة طيبة
الطالب الذي عاش سنوات حياته الأولى في القرية، يتذكرالمشاهد اليومية،في ذلك الصباح الربيعي من صباحات القرية، حركة دائمة ونشاط العمل على قدم وساق ،كل واحد مشغول بعمله،خروج الفلاحين إلى الحقول،والراعي يقود الأغنام والماعز إلى المراعي،وخروج القرويات الى الحقول لجني المحصول،وهن يتبادلن أطراف الحديث،وهو يراقب الأحداث من خلال شباك الغرفة المطل على طريق القرية،وهو يستمع إلى الإذاعات التي تبدأ برامجها بقراءة القرأن الكريم ،وهو يتابع نشرات الأخبار، وأغاني (فيروز)،اثناء تناول الفطور الصباحي المكون من (اللبن والحليب والزبد والبيض )،وخبز التنور الحار الذي تم إعداده في الصباح الباكر ،وهوخبز لذيد طيب بنكهة ومذاق شهي،وهو من الحنطة التي يزرعها الأهالي من نوع (صابر بيك) ،وهذه التسمية تعود لتاجر اسمه (صابر) استورد الحنطة إلى المنطقة ،وسميت نسبة اليه، ومع زخات المطر ونسمات الهواء تنساب الاغاني الريفية بعذوبتها، وهناك الراعي يقوم بجمع الحطب بعمل شاي الضحى ،على نار هادئة ،أين ذهب خبر (الصابر بيك )،واليوم تعددت أنواع الخبز وأشكاله وطرق صناعته لكن يبقى خبر (الصابر بيك) المصنوع في (تنور الطين )،الاطيب والاقرب إلى نفوسنا ،رحلة بعيدة عن اصوات السيارات ودخانها،بيئةسليمة، بعاداتهاوتقاليدها وطيبتها،والمحبة بين أهل القرية في السراء والضراء.
1213 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع