سعاد عزيز
خاص للسيدة نيکي هيلي
السيدة نيکي هيلي: وانا أتابع عن کثب تصريحاتك و مواقفك الشجاعة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و ترکيزك الملفت للنظر على النهج المشبوه الذي يتبعه هذا النظام، فقد شعرت بالغبطة المفعمة بالامل لأسباب متباينة لکن أهم سبب هو کونك أمرأة، وأن تکون أمرأة في مواجهة نظام يجاهر بعدائه و کراهيته للمرأة و سعيه للنيل من کرامتها و إعتبارها الانساني، أمر يثلج الصدر و يبعث على السعادة و الامل بين نساء إيران.
سيدتي:
في إيران، حيث التمييز الفاحش على أساس الجنس و ممارسة مختلف أنواع القهر و الاضطهاد بسبب منه، هو دأب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فالمرأة الايرانية تتسع دائرة المحظورات ضدها في ظل هذا النظام و الهدف النهائي هو جعلها بين أربعة جدران، ذلك إن هذا النظام يسعى الى هذا الهدف رويدا رويدا و بخطى متواصلة، فمن منع مواصلتها للدراسة في عدة مجالات الى حظر عملها في العديد من المجالات الى جانب منعها من حضور في الملاعب و منع سفرها إلا مع مرافق و قائمة تطول و تطول بحيث وصل الامر الى حد أن يقوم هذا النظام بدفع عناصر نسائية تابعة له بإنتقاد النساء لأنهن يتسببن في هضم و مصادرة حقوق الرجال!
السيدة هيلي:
ليست المرأة الايرانية لوحدها من تعاني من الاضطهاد و مصادرة حقوقها وانما الرجل أيضا، مع ملاحظة إن المرأة تعاني من إضطهاد مزدوج بسبب جنسها، وإن الانتهاکات التي حدثت و تحدث في مجال حقوق الانسان في إيران قصة طويلة تحفل بالمآسي و الفظائع المروعة والتي ليس هناك أي أمل بإيقافها و وضع حد لها طالما بقي هذا النظام، ومع إن هناك قرابة 63 قرار إدانة دولي صادر بحقه، لکنه مع ذلك لايبالي و يواصل إنتهاکاته على قدم و ساق، وکيف لا يکون کذلك وهو الذي أعدم في صيف عام 1988، أکثر من 30 ألف سجين سياسي بدم بارد في فترة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، ومع إن منظمة العفو الدولية قد إعتبرت في حينها هذه المجزرة بمثابة جريمة ضد الانسانية، إلا إن المجتمع الدولي ولأسباب متباينة تغاضى عنها و تجاهلها، وهو الذي شجع هذا النظام ليتمادى أکثر حتى وصل الى ماهو عليه الان.
اليوم، وبعد أن ذکر الامين العام للأمم المتحدة في تقريره حول أوضاع حقوق الانسان في إيران و الصادر في 4 سبتمبر2017، هذه المجزرة، فإن الشعب الايراني عموما و عوائل ضحايا تلك المجزرة يتطلعون الى أن تقومي بدورك الانساني للعمل من أجل إدراج هذه المجزرة في القرار الذي سيصدر عن اللجنة الثالثة للأمم المتحدة، حيث إن هکذا خطوة من شأنها أن تکون رسالة محبة و تضامن أمريکية مع الشعب الايراني بأن الولايات المتحدة الامريکية الى جانبهم، کما إنه سيکون بمثابة رسالة قطعية للنظام و ستکون لها تأثيراتها الکبيرة عليه، مثلما إنها ستکون عاملا في الحد من سياسة المماشاة و المهادنة التي يٶمن بها البعض مع هذا النظام عبثا.
1013 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع