فارس الجواري
لو كنت وزير الطيران المدني العراقي ؟
يحزني كثيرا وضع الطيران في بلدي وأنا ارى وبشكل يومي مايجري في بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط من نشاط ملفت لتوسعة اساطيل الطيران الوطنية لها , ومن بناء للمطارات الضخمة فيها , برغم قلة الموارد المالية لهذه الدول مقارنة بنا .
هذه الرؤية جعلتني اتطلع الى أن أرى الطيران المدني وخدماته في العراق بمستوي يضاهي نظرائه في الكثير من تلك البلدان بل وحتى من دول العالم المتقدمة , في تقديم الخدمة المتميزة في كل ما يتعلق بالمطار والطائرة والركاب , سعيا منا ان نعمل على اعادة الطيران المدني العراقي الى ريادته حاضرا ومستقبلا .
ساحاول من خلال السطور الاتية ان أضع رؤيتي الخاصة والمتواضعة امام انظار المسؤولين في العراق عسى ان تكون بداية لاتخاذ الخطوات الصحيحة لعمل قطاع الطيران المدني , ولايتم ذلك الا من خلال اختيار الأولويات والبدايات والمسارات ، التي تساعدنا للوصول الى الريادة المنشودة والمتكاملة تخطيطا وتنفيذا .
دعونا نتفق في البداية انه يجب الاعتماد في تنفيذ الخطة المقترحة بواسطة قيادات ديناميكية وميدانية عراقية نشيطة من اصحاب الخبرات والكفاءات في مجال علوم الطيران تتحمل أعباء المسئولية ،وتتولي موقعا ثم يتغير موقعها حسب القدرات والاحتياجات والمسئوليات , وايضا من الكفاءات والخبرات الاجنبية عند الحاجة.
يمكن ان نقسم خطوات العمل المقترحة الى قسمين :
- الخطوات البحثية
- الخطوات العملية
الخطوات البحثية تشمل :
دراسة جميع ملفات الطيران العالقة المبينة ادناه , من خلال مكتب استشاري يضع الدراسات والابحاث والتعديلات المطلوبة لها ومن ثم وضع خطة عمل تنفيذية تطبق عمليا في خطوات سيتم التطرق لها لاحقا :
- اعادة دراسة قانون الطيران المدني العراقي 148 لعام 1974 واجراء التعديلات المناسبة لها للنهوض بقطاع الطيران وبما يتلائم متطلبات الحاضر والمستقبل.
- اعداد دراسة لتشكيل الهيكل التنظيمي لوزارة الطيران العراقية من الكفاءات والخبرات بهذا المجال حصرا .
- مراجعة اتفاقيات النقل الجوي وتوسيع مشاريع اتفاقيات النقل الجوي مع الدول الأخرى
- اعادة تنظيم شبكة واسطول الخطوط الجوية العراقية وبما يتلائم والزيادة الحاصلة على الرحلات . والانفتاح على قطاع النقل الخاص من خلال تقديم التسيهلات المطلوبة,
- اعتماد استراتيجية لتطوير قطاع الملاحة الجوية من خلال تطوير وتحديث البنى التحتية لها للاستمرار بتقديم خدمات الحركة الجوية لجمبع الطائرات العابرة لأجواء العراق والمستخدمة لمطاراتها وذلك من خلال توفير أنظمة مدعومة بأجهزة ملاحية متطورة وكوادر بشرية مؤهلة لضمان عملها على مدار الساعة.
- وضع خطة شاملة لتطوير هيئة او دائرة الارصاد الجوية.
- وضع خطة لتفعيل قانون الاستثمار وبما يتناسب وقطاع الطيران وخلق فرص استثمارية للقطاع الخاص في مجال الطيران وبما يتناسب وسوق الطيران في العراق
الخطوات العملية :
الاعتماد في تنفيذ الخطة المقترحة ستكون بواسطة قيادات ديناميكية وميدانية عراقية نشيطة من اصحاب الخبرات والكفاءات في مجال علوم الطيران تتحمل أعباء المسئولية في تنفيذ مايلي :
1. تأمين وضع شركة الخطوط الجوية العراقية في الاجواء العالمية , اي جعلها تؤدى عملياتها طبقاً للمعايير المعترف بها دوليا , ويشمل ذلك الحصول والحفاظ على الشهادات من قبل المنظمات الدولية الخاصة بمجال الطيران مثل :
IOSA , EASA , ISAGO , IATA , ICAO
2. تأسيس شركة عراقية متخصصة للمطارات تضع خطة طموحة تهدف الى
رفع كفاءة المطارات العراقية وتحديثها لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للركاب , وزيادة قدراتها الاستيعابية وحل مشاكلها الفنية وفتح مطارات اضافية في المحافظات التي ليس بها مطار,وبما يواكب التقدم الكبير في قطاع المطارات في العالم
3. الاهتمام بموضوع التدريب للعاملين والراغبين في العمل بقطاع الطيران العراقي على أحدث النظم والوسائل التدريبية المتطورة , كون ان العامل في هذا المجال عنصر رئيسي وفاعل في تطوير منظومة الطيران المدني , ويتم ذلك عن طريق انشاء مدرسة عراقية لعلوم الطيران بحيث تكون مؤسسة تعليمية متخصصة تعمل فى المجال التعليمي والبحثي والتجاري لإمداد سوق العمل المتخصص فى مجال الطيران بالكوادر البشرية المؤهلة وتحقيق التكامل التدريبي المستمر والمتناسب مع التكنولوجيا السائدة والمتوقعة والقيام بالأبحاث والاستشارات, وتتتالف المدرسة المقترحة من الاقسام التالية :
- قسم الطيران : الخاص بتدريب الطيارين بإستخدام أحدث الطائرات والمحاكيات والمعامل والبرامج القياسية الدولية بواسطة مدربين مؤهلين ذوى خبرات عالية.
- قسم المراقبة الجوية : لتدريب المراقبين الجويين وضباط الإتصالات والملاحة الجوية.
- قسم الدراسات المتخصصة : للتدريب على إدارة وعمليات الطيران والمطارات,
أمن الطيران , السلامة الجوية , طب الطيران , هندسة المطارات, هندسة الطيران
( الأفيونكس وصيانة الطائرات ) ,وتدريب المدربين , واللغة الانجليزية للطيران.
4. أنشاء شركات طيران اهلية ( استثمار خاص) للخطوط الداخلية والإقليمية، بالاضافة الى ماموجود حاليا لكن وفق معايير عالمية وبعيدا عن المحسوبيات والواسطات بغرض تحسين الخدمات على الخطوط الداخلية والاقليمية .
5. أنشاء شركة مستقلة متخصصة فى أعمال الصيانة الكاملة والتصليح العام للطائرات ، وذلك باستخدام أحدث المعدات في توفير خدمات الصيانة لطرازات مختلفة من الطائرات ومحركات الطائرات ومكوناتها وجعلها محطة استراتيجية دولية لخدمات صيانة الطائرات من إصلاح وإمداد, وتقديم الخدمات التقنية والتشغيلية لها ، الأمر الذي سيجعل العراق نقطة ارتكاز تدعم سوق هذه الشركات ,ويفضل ان تكون الشركة حاصلة على اعتماد وترخيص من الاياسا.
6. أنشاء شركة خدمات ارضية و تقوم بتقديم خدماتها الأرضية لكل مطار عراقي وتقدم خدماتها لشركات الطيران العاملة في وجميع المطارات العراقية وخلق فرص عمل حقيقية لكوادر عراقية .
7. الاهتمام بمشروعات البناء والتطوير و التحديث والتوسع جميع قطاعات وشركات وهيئات سلطات الطيران المدني , والاولوية لانشاء مركز للمعلومات والعمليات والتحكم والسيطرة للنشاط الجوى وإدارة الازمات على مدى 24 ساعة، و إدارة التحكم و السيطرة بين المطارات العراقية لمواجهة حالات الطوارئ .
8. انشاء مركز طبي عالي المستوى لتقديم الخدمات الطبية إلى جميع العاملين
في مجال الطيران المدني، وله سلطة الفحص الطبي على أفراد طاقم الطائرة
(طيارين - مهندسين جويين - ضيافة جوية - مراقبيين جويين - طلبة طيارين )
وذلك لتحديد مدى لياقتهم الطبية للطيران من عدمه لكل فئة من الفئات المذكورة وتوثيقها في سجلات تصاحب الفرد منذ بداية طيرانه وحتى انتهاء خدمته , وانشاء شركات التأمين الطبي والرعاية الصحية
9. تأسيس شركة رئيسية للشحن الجوي متخصصة في نقل ومناولة البضائع العامة والخاصة مقرها مطار بغداد ولها فروع في كل المطارات المحلية الاخرى ولها أسطول طائرات شحن بضائع متوسطة وبعيدة المدى بالاضافة الى مخازن للعفش والبضائع .
10. تأسيس شركة للسياحة والأسواق الحرة تقدم خدمات البيع للركاب في جميع مطارات العراق وايضا تقدم الخدمات السياحيـة لافواج السياحة الدينية القادمة والمغادرة لمطارات الفرات الاوسط وايضا لافواج السياحة الطبيعية لاقليم كردستان العراق كما تقوم بشغيل أسطول من سيارات الركاب بأحجام مختلفة في مجال السياحة.
يعتبر قطاع الطيران والنقل الجوي ركيزة اساسية لاقتصاديات الدول التي تسعى لتحقيق تنمية رصينة وناجحة , لذلك برزت الجاحة الملحة للاهتمام بهذا القطاع الحيوي من خلال انطلاقة كبيرة برؤية مستقبلية وفكرا متميزا وتطبيق آليات عديدة للتنفيذ بهدف النهوض بهذا القطاع فى فترة وجيزة لتصبح في مصاف قطاعات الطيران في العالم .
ولايتم ذلك الا بوجود فريق عمل كفوء ومتخصص باعمال الطيران تقوده شخصية قيادية وديناميكية خبيرة بهذا المجال الحيوي للوصول بهذا الفريق الى الريادة التي يطمح لها كل عراقي غيور على عراقيته.
2736 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع