مناهضة العنف ضد المرأة - وزواج القاصرات

                                        

                     طارق رؤوف محمود

مناهضة العنف ضد المرأة - وزواج القاصرات

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 48/104 المؤرخ في 20‏/ كانون أول/ 1993مناهضة العنف ضد المرأة‏. 

أقرت الجمعية ان الحاجة ملحة لتطبق شامل على المرأة لجميع الحقوق والمبادئ المتعلقة بالمساواة بين كل البشر وبأمنهم وحريتهم وسلامتهم وكرامتهم. . وان هذه الحقوق والمبادئ مجسدة في صكوك دولية، منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بشكل فعال من شأنه أن يسهم في القضاء على العنف ضد المرأة.
.ويعتبر العنف ضد النساء قضية عالمية ولا تقتصر على شعوب معينة ، كما أنها مشكلة تتعلق بحقوق الإنسان ومشكلة صحية واجتماعية ((وعرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد النساء بأنه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس والذي يتسبب بإحداث إيذاء آو الم جسدي جنسي آو نفسي للمرأة ويشمل أيضا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة والخاصة )) لذلك يعتبر العنف انتهاك لحياة النساء والعائلة ومظهر من مظاهر الهمجية والجاهلية في العصور الغابرة ، لكنها عالقة في النفس البشرية رغم ان الإنسان يعيش في عصر الحداثة . .
يشمل العنف – الاغتصاب – والعنف العائلي – والتحرش في أماكن العمل – الإيذاء في المدارس – وتشويه الأعضاء للإناث – والعنف الجنسي في النزاعات المسلحة. وعلى العموم يكون مرتكبي هذه الأفعال من الرجال سواء في البلدان النامية أو البلدان المتقدمة.
ومن الإحصائيات العالمية نجد أن النساء وخاصة الفتيات يشكلن عددا كبيرا من الأشخاص المتاجر بهم عبر الحدود.. والغالبية منهن يهرّبن لإغراض الاستغلال الجنسي. وهذا ما حصل فعلا في وطننا من قبل العصابات على مدا سنين. والاغتصاب هو أحد إشكال العنف وهناك إشكالا أخرى من العنف الجنسي والذي تتعرض له المرأة بشكل يومي من قول يمس كرامتها ويخدش خصوصية جسدها من تعليقات جنسية بالشارع وبالمحلات العامة أو بالهاتف أو من خلال لمس أي عضو من أعضاء جسدها، دون رغبة منها.
وتشير عدد من الدراسات على إن العنف هو استخدام للقوة والسيطرة على المرأة، وان العنف بحد ذاته ليس هو المقصود بل هو تعبير عن إن السلطة هي للرجل، ويتم التعبير عن هذه السلطة والقوة من خلال تعريض المرأة لإشكال مختلفة من العنف بحيث تبق مهمشة وغير قادرة على النهوض بمستواها الاجتماعي والعلمية.
وكذلك يبرر العديد من الأشخاص في بلداننا العربية والإسلامية بممارسة العنف ضد نسائهم انه حق لهم معطى من القران الكريم.. ولكن إذا نظرنا إلى عدد كبير من الآيات في القران نجدها تكرم وتعظم المرأة، وتعزز من مكانتها. وكذلك الحديث الشريف.
قال الرسول محمد صلى الله عليه (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) والمعروف إن الرسول (ص) لم يضرب بيده امرأة قط.
لقد تميزت السنوات الأخيرة بتعبئة ضد هذه الآفة من خلال الاعتماد على الاتفاقيات الدولية التي اشرنا اليها بهذا الخصوص، ومن أهمها الإعلان العالمي لمناهضة. كل إشكال العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 والذي طالب دول ومنظمات العالم بمكافحة العنف ضد النساء عبر البرامج المختلفة.
وبهذه المناسبة نقول للذين يقاتلون الان من اجل زواج القاصرات عن عمر تسع سنوات ان ذلك يتنافا مع الدستور الذي اقر الاهلية للناخب العراقي بثمان عشر سنة لهذا القاصر غير مؤهلة لتعبير عن موافقتها من عدمها وهذا ظلم لا يرضا عنه الله والمجتمع ،بالإضافة الى مخالفته للقوانين الدولية التي اشرنا اليها لأنه يدخل في خانة الاغتصاب ويخضع للمسائلة القانونية الدولية والمحلية .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1067 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع