بقلم : هدى أمون
وَجْد
يذهب الجميل؛ ليأتي الأجمل. عبارة لطالما آمنت بها. قيل،إذا آمنت بشيء،فمن المستحيل أن تشعر بالخوف. ليس ما يقال دائما صحيحًا. ذهب جميلي، فأتيت أنت،هل أنت هو الأجمل؟ ففي حضور عينيك تتلاشى الوجوه،فلا أبصر أحدا سواك. أعاني من مشكلة صغيرة، وهي التفكير في المستقبل دائما. فلقد أحببتك، اخترتك وفضلتك على جميع الخلق. أيعقل أن أعود بعد ذلك للوراء؟ أخاف من أن يعود الماضي،ويدور الدولاب، وتتكرر الذكريات. لا أريد أن أعيش المآسي ذاتها،ولا أن أتذوق طعم العلقم للمرة الثانية. أريدك ملِكي ومُلكي،وأن نفرح، ونلهو كالأطفال، أن أسلم قلبي من غير تردد، أن أمسك بيدك بكل ثقة. أحاول أن أخطو الخطوات السريعة من غير ندم. أنت من أخبرني أنّ سبيل السعادة، الفرح والسرور هو الحب،وليس كما اعتقدت. الحب ليس قسوة، تغلف بمرارة، ولا فضاء ضيق،أو سراب مستحيل تحقيقه. حتى أنه ليس حروفا مذهبة ولا سطورا معلقة،أو حتى نغمة راقصة. تفاهم،ثقة واهتمام. يختصر الحب بهذه الكلمات الثلاث. قال نزار قباني:إن لم يزدك البعد حبا، فأنت لم تحب أبدا. ولهذا السبب أكره غيابك،بعدك وفراقك. فاكبر فخر للسماء أنك قمرها،وأكبر فخر للحب أنك تعرفه. أما أكبر فخر عندي،فهو أنك حبيبي.
امسك بيدي جيدا، ولا تقطع لي تذاكر وعود العشاق، فأنا لا أومن بالوعود. وإن حصل، ووعدتني، فأوفِ بوعدك الذي قطعته. بعثرتني، كما يبعثر النسيم أوراق الخريف. فيا سيدي،أعد لملمتي، كما بعثرتني.فشوقي لك ينحته شتاتي. إذا غابت الشمس،أخذ مكانها القمر. ولكن،إذا غبت أنت،فلن يأخذ مكانك أي من البشر.
بكت سمائي؛ فسقطت دمعتان،وأنبتت الأرض زهرتين،بسمتك ووجهك الفتان. فسحابة حب يا عمري، تمطر في سماء دنياي، تعطر قلبي، وترن في أذني. نسيانه بات شبه مستحيل،فلقد أحببته من نواة القلب،واعتنيت به؛ حتى أزهر في منتصف القلب.
لا تجعلني أندم على تسليم قلبي لك!
1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع