بثينة خليفة قاسم
ردود الأفعال الشعبية تجاه قرار ترامب
ردود الأفعال الشعبية العربية تجاه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس تبين الى أي مدى أصبحنا أمة ممزقة لا يمكن لها أن تتحد أو تتفق على شيء... نسب بعضنا بعضا ونحمل المسؤولية لبعضنا ونحن في أحلك الظروف وأشدها، الشيء المضحك المبكي أن الجماعات الإرهابية ومن يناصرونها ويقومون بتسليحها والذين سعوا ولا يزالون إلى هدم مقدرات هذه الأمة وتفكيك جيوشها، هم أيضا يتحدثون عن القدس ويلقون الخطب الرنانة التي يلومون فيها الجميع إلا أنفسهم!
الكل يتهكم على الكل، والكل يتهم الكل بالخنوع والتفريط، فيالها من أمة عجيبة، ويا لها من حالة عجيبة تلك التي وصلنا إليها، الكل يستدعي قصيدة القدس عروس عروبتنا لمحمود درويش، والكل يستدعي قصيدة نزار قباني: “عفوا فيروز ومعذرة.. أجراس العودة أن تقرع.. خازوق دق بأسفلنا.. من شرم الشيخ إلى سعسع”، كل السياسيين المعادين لحكامهم أقاموا المآتم وسكبوا دموع التماسيح على القدس أولى القبلتين، ووصفوا الحكام بالخنوع والخيانة ووصل الأمر إلى حد القول إن هؤلاء الحكام كانوا يعرفون مقدما وكانوا موافقين مقدما على قرار ترامب.
في كل الأحوال ينتقد العرب بعضهم، فحتى الذين انتقدوا قرار ترامب بعيدا عن تصفية الحسابات مع غيرهم وجدوا من ينتقدهم، والذين وضعوا ترامب في صورة خنزير على الفيسبوك وجدوا أيضا من ينتقدهم، لم يقل أحد إن ما نحن فيه نتيجة لأحداث ومواقف كثيرة أدت بنا إلى حالة اللافعل التي نعيشها الآن، لابد أن نعي أن أميركا لن تعود عن قرارها نتيجة الكلام أو المظاهرات أو منشورات الفيسبوك، لأنه كما قال سقراط: القوي يعرف الحق (مع تشديد الراء وكسرها)، فما تراه أميركا حقا فهو الحق، لأن أميركا دولة قوية.
1138 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع