سعاد عزيز
العام الاصعب لإيران
شهد ت إيران في عام 2017، الکثير من الاحداث و التطورات المتباينة التي ألقت بظلالها على الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في هذا البلد المثقل بالمشاکل و الازمات بقوة، وقد إمتدت تأثيراتها و تداعياتها لتشمل المنطقة أيضا خصوصا وإن السياسة التي إتبعتها الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قرابة 4 عقود، إعتمدت على ماتصفه ب"تصدير الثورة" أي التدخلات الى دول المنطقة.
على الرغم من إن هناك الکثير من الاحداث و التطورات المهمة و المٶثرة على الساحة الايرانية، غير إن هناك عدد منها ساهم في تأثير إستثنائي ليس على سياق الاحداث وانما حتى على الترکيبة الحاکمة في طهران، وأهم هذه الاحداث و التطورات:
ـ تفشي الفقر في إيران بحيث صار نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر في إيران أکثر من 70% من الشعب الايراني بالاضافة الى وجود 12 مليون مواطن آخرين يواجهون المجاعة، وتصاعد حدة التحرکات الاحتجاجية ضد النظام و التي وصلت الى ذروتها بأن يجري في کل يوم خلال عام 2017، و بإعتراف وزير الداخلية الايراني أکثر من 150 نشاط و تحرك إحتجاجي ضد النظام.
ـ تفشي الفساد في إيران بصورة صار من الصعب السيطرة عليه لإن أعمدته من کبار المسٶولين الايرانيين خصوصا وإن الاسابيع الاخيرة قد شهدت صراعا شرسا بين رئيس السلطة القضائية، لاريجاني و بين الرئيس السابق، أحمدي نجاد و التي أرضيتها و موضوعها الاول الفساد المستشري في إيران.
ـ الاتفاق النووي الذي يمر بمرحلة بالغة الحساسية بعد أن بدأت ادارة ترمب بإتخاذ مواقف سلبية منه مما ألقى بظلال القلق و التوجس على طهران الى جانب موضوع الصواريخ الباليستية التي قد تصبح القشة التي تقصم ظهر البعير.
ـ الرفض القوي الذي بات يواجه التدخلات الايرانية في المنطقة و الذي وصل الى حد صدور مواقف دولية قوية بشأنها ناهيك عن التحرکات الاقليمية غير المألوفة ضد ذلك، وإن إنهاء هذه التدخلات يعني توجيه ضربة لطهران لايمکن أن تتحملها أبدا فهي من دونها ستغدو عارية و عزلاء أمام خصومها.
ـ الدعوة الامريکية من أجل تشکيل تحالف دولي ضد النظام الايراني و الاهتمام بهذه الدعوة و إمکانية تفعيلها على أرض الواقع خلال بدايات العام القادم 2018.
ـ تصاعد دور و نشاط المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة الايرانية و المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و نجاحها في إيصال مجزرة صيف 1988، الخاصة بإعدام 30 ألف سجين سياسي إيراني الى أروقة الامم المتحدة ناهيك عن الاهتمام الدولي و الاقليمي بمواقفها و آرائها وهو ماينعکس بالضرورة سلبا على طهران.
هذه الاحداث و التطورات الاکثر من مهمة، ترکت تأثيرات عميقة في داخل إيران وصلت الى حد إن الحديث عن التغيير في إيران لم يعد مقتصرا على الشعب الايراني و المعارضة الايرانية فقط وانما أيضا علىالمنطقة و العالم، ولذلك فمن المنتظر أن يکون العام 2018 العام الاصعب أمام النظام الحاکم في إيران، عام من الصعب جدا العبور منه بسلام الى الضفة الاخرى!
829 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع