داود البصري
في زمن دموي صعب دخلت فيه الثورة الشعبية السورية الكبرى عامها الثالث وهي تقدم زهرة شبابها من رجال وحرائر سوريا العظيمة كثمن واجب الدفع للخلاص من الفئة الإرهابية الباغية ومن أسر العصابة الشعوبية الشوفينية العميلة لنظام الولي الإيراني الفقيه ، خرج علينا رئيس حكومة العراق وأحد رسل وغربان الطائفية السوداء في الشرق القديم الرفيق نوري المالكي بتقولاته المخجلة و المعيبة والطاعنة في أصالة وتضحيات وعظمة الشعب السوري الحر والتي تقول وبعنجهية وصلف لا تخفيان حالة الرعب القاتل بأن ( إنتصار الثورة السورية ستؤدي لحرب طائفية في العراق ولحرب أهلية في لبنان ولعدم إستقرار في الأردن )!!
وهي خلطة ووصفة عجيبة للدفاع عن الطغاة في زمن الشعوب الحرة التي إنتفضت على أصنامها و طغاتها ، ولا ندري حقيقة كيف يتحدث زعيم حزب طائفي كحزب الدعوة الإيراني العميل والذي هو نتاج الصناعة الطائفية الإيرانية ويحذر من حروب طائفية مزعومة في حال إستعادة الشعب السوري لحريته وهو الذي وصل للحكم بعد غبار الدبابات الأمريكية التي إحتلت العراق وجاء للسلطة بتاكسي طائفي إنطلق من بلدة ( الحجيرة ) في ريف دمشق ليصل لبغداد ويؤسس السلطة الطائفية المرتبطة بالإرادات الدولية التي أوصلته لعرش بغداد ! ، حينما يتطاول نوري المالكي على قدسية الثورة السورية و تضحياتها الجسام ويصفها بالطائفية فإنه يتطاول على الأحرار في كل مكان الذين يقاتلون بأيديهم ولم يعتمدوا على العامل الدولي الإيراني أو الأمريكي في نصرتهم بل إعتمدوا على الله العظيم وهو نعم المولى ونعم المصير ، وحينما يقاتل الشعب الأعزل الحر نظام الصمود والتصدي المدجج حتى أسنانه بشتى صنوف الأسلحة الفتاكة الروسية و الإيرانية لأكثر من عامين ولا ينتابه الملل أو يأبه للخسائر الهائلة بين صفوفه فإن في ذلك معاني جهادية عظيمة لا يدركها نوري أفندي الذي راهن على فشل الثورة السورية منذ البداية ووقفت حكومته منها موقفا مخجلا يسيء للعلاقة التاريخية و الكفاحية بين شعبي الشام والعراق من خلال الإلتزام بالموقف الإيراني العدواني المعادي للثورة والتطوع المخجل للعمل ( كشبيحة ) في خدمة الجهود العسكرية والإقتصادية والأمنية للنظام السوري المجرم ، والطريف أن وزير النقل العراقي وأحد دعائم المشروع الإيراني في العراق وزعيم عصابة ( بدر ) الإرهابية الجنرال الحرسي هادي العامري قد أدلى هو الآخر بتصريح غريب و مرعب في دلالاته وصريح جدا في متبنياته ومقارباته السياسية والأمنية يقول ويجزم بصلافة وسوء تقدير : ( بأن تسليح المعارضة السورية يعني إعلان الحرب على العراق )!!، ولا ندري حقيقة كيف تتم ترجمة هذه الأقوال للواقع الميداني ؟ فهل المطلوب من المجتمع الدولي أن يساهم مع النظام السوري في قتل وإستئصال الشعب السوري الحر لكي ينجو نظام العراق الطائفي ؟ وماعلاقة وزير النقل الفاشل بتلكم الأمور والملفات الدولية التي هي أكبر منه ومن مرجعيته السياسية والفكرية بإعتباره رجع صدى للمواقف الإيرانية العدوانية التي تقاتل في الشام الحرة معركتها الوجودية الأخيرة ، فعلا لم يبالغ المالكي ولا حليفه الجنرال الحرسي العامري في مواقفهم المخجلة والمعيبة ، بل كانوا في غاية الصراحة بعد أن نزعوا غشاء التقية الشفاف وعبروا عن دواخل نفسياتهم القلقة حد الرعب من إنتصار السوريين الأحرار والذي هو نتيجة حتمية وراسخة تزداد رسوخا مع كل صرخات ألم وإحتضار ورفسات رعب يطلقها أهل المعسكر العنصري الإيراني الشعوبي الحاقد ، الثورة السورية بقيمها الروحية وتضحياتها الإنسانية الكبرى وشجاعة أبنائها الخارقة لكل التحديات ليست بحاجة لمباركة من المالكي وحزبه ومعسكره ، بل أن مواقف أولئك المعيبة هي بمثابة وسام شرف وفخار لأحرار إستطاعوا تعرية المنافقين وأعداء الشعوب وحطموا بأيديهم العارية المشروع الصفوي المخاتل المدمر لعقيدة الأمة و نسيجها الحيوي وجهازها المناعي، فتحصن أعداء الشعوب ومؤيدي الطغيان في معاقلهم الأخيرة التي سيجتاحها أبطال التيار الشعبي الحر في الشام والعراق والشرق القديم بأسره ، بالأمس كان ( ينبح ) أحد غلاة الصفويين في طهران وهو يحشد القوم من أجل نصرة بشار الوحش في حربه ضد الشعب السوري بالقول بأن فقدان دمشق معناه فقدان طهران وبأن سوريا هي المحافظة الإيرانية ال35!! ، واليوم يترجم نوري المالكي تلك الأقوال الشوهاء للغة العربية بقوله بإندلاع الحرب الأهلية في العراق إذا رحل بشار ورهطه لمزبلة التاريخ!! رغم أن حزب الدعوة ومرجعيته وبقية الحلف الطائفي الطالح المعروف في العراق والجيوش الطائفية لخفافيش النظام الإيراني في العراق هي التي تشعل فتيل الحرب الطائفية هناك والتي ستحرق في النهاية أهل المعسكر الإيراني الذين يعرفهم المالكي و العامري ومن لف لفهم و تحصن برؤاهم و منهجهم.
الحقيقة التي لم يتمكن المالكي ورهطه من رؤيتها بسبب حجم الغشاوة والتضليل والحقد الطائفي تتمثل في كون إنتصار الثورة السورية الحتمي سيعزز المشروع الحضاري التغييري وسيخلق شرقا جديدا متحررا خاليا من الأوثان والأصنام وبقايا نفايات التاريخ ومخلفاته... لقد كشف المالكي عن رؤيته ورؤية حزبه و معسكره المعادية للحرية وهي أسوأ نهاية للديمقراطيين الذين جلبتهم رياح الغزو الأمريكي...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
651 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع