الدكتور/ محمد البرزنجي
الشَعْبُ السُورِيّ فيِ شِعَبِ أبيْ طالبْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
قبل أشهر قلت في مقال بعنوان الحضارة الإنسانية وصراع المشاريع: إن القيادة الأميركية قد دفنت رأسها في رمال صحراء نيفادا كي لا تسمع صرخات الضحايا الأبرياء الذين يسقطون يومياً من جرَّاء القصف والقتل الوحشي من قبل نظام الجزار بشار،
وكي تسمح له بالاستمرار في مجازره المروعة على أرض الشام الطاهرة بحجة عدم استخدامه للأسلحة الكيميائية، وبذلك تعطيه الضوء الأخضر حتى ينتهي من ذبح من تبقى وتهجير من نجا، ومحو عمارة الشام وحضارتها من على الأرض لكي تنام القيادة الإسرائيلية الحليفة قريرة العين، ولقد قررت القوى الاستعمارية أن تحاصر الشعب السوري البطل في شعب أبي طالب، ولكنه اليوم شعب أكبر له جدران ثلاثة إيراني وأميركي وروسي، ويبدو أن الرياح تجري بما لا يشتهي ربان الأساطيل البحرية روسية كانت أم إيرانية أم أميركية، فالنصر الإلهي كان حليفاً لأسود الجيش السوري الحر الذين بدؤوا بفرض واقع جديد على الأرض وبأسلحة غنموها من معسكرات السفاحين المنهزمين من شبيحة الحلف الإيراني السوري المشؤوم، بعد أن حرمهم الغرب من الحصول على أي نوع من أسلحة، حتى لو كانت دفاعية وكل تلك الانتصارات الميدانية دفعت الغرب بالتفكير الجدي في الترتيب وتهيئة الأجواء لمعاهدة دايتون جديدة تحفظ ما تبقى من ماء الوجه وتمنع قيام حكومة سورية وطنية عادلة نابعة من صلب الشعب السوري الحر الأبي، وأعود فأقول: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فلقد أظهرت ملحمة الشام زيف أناس كثيرين كانوا يتشدقون بالممانعة والمقاومة ونصرة المستضعفين في الأرض كإيران وحلفائها وصدق الله سبحانه «حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» وكذلك أظهرت للعالم زيف ادعاء كثيرين ممن قدموا أنفسهم للعالم كرعاة للديمقراطية وحقوق الإنسان كصناع القرار في أميركا وروسيا والصين وصدق الله «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ»، وتبين لشعوب الأمة الإسلامية أنها قادرة على رفع الظلم حتى لو تخلت عنها كل القوى الدولية، فالله هو المولى ونعم النصير، ثم من بعده صالح المؤمنين من الشرفاء الغيارى في بلاد المسلمين، سواء كانوا حكاماً أو شعوباً، فهم خير ظهير لأبناء الشعب السوري بعد الله عز وجل، ونصيحتي لأخي الشيخ معاذ الخطيب ورفاق دربه جميعاً أن يصرفوا جل وقتهم لتقوية عرى الأخوة والنصرة مع قيادات الجيش الحر في الداخل وشد أزرهم في الميدان، فنصر الله يتنزل حين يكون التغيير من الداخل: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» عسى أن يجعل الله على أيديهم نصراً عظيماً عندها ستلهث القيادات الروسية والغربية وراءهم حرصاً على مصالحهم المادية، ونقول لأهلنا في الشام صبراً يا من رفضتم دفع ضريبة الذل وتدفعون اليوم ضريبة الحرية الحمراء وتدافعون عن الشرف الرفيع يا من كنتم أوعى الناس من بداية انتفاضتكم المباركة قبل عامين حينما ردد أطفالكم في مسيراتهم السلمية (يا الله ما لنا غيرك يا الله) وصدقوا فلقد خذلتكم الدول الخمس في مجلس (اللاأمن) بنفاقها ومراوغتها وخداعها وتركتكم محاصرين في شعب أبي طالب دولي رهيب نسأل الله أن يفك عنكم هذا الحصار، وأن يتقبل ضحايا كم شهداء عنده في جنات النعيم، وأن ينصر أسود الجيش السوري الحر في ميادين الوغى نصراً يفرح به المؤمنون ويحزن به المنافقون
822 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع