د .أيمن الهاشمي
في وقت دخلت فيه انتفاضة العراقيين من المحافظات العربية السنية (نينوى، الأنبار، صلاح الدين، ديالى وبغداد) شهرها الثالث، احتجاجا على سياسات القمع والاضطهاد والتهميش التي يمارسها رئيس الوزراء نوري المالكي واجهزته القمعية الطائفية ضد مواطني تلك المحافظات لأسباب ودواع طائفية معلومة، فوجئ العراقيون المنتفضون في ساحات العزة والكرامة، من خبر وصول رئيس وزراء مصر هشام قنديل في زيارة رسمية على رأس وفد يضم وزراء ورجال أعمال مصريين، من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بغداد والقاهرة.
ويبحث قنديل تزويد مصر بالنفط العراقي، ودخول المقاولين المصريين في مشروعات بناء المجمعات السكنية و المدارس و قطاعات الماء والكهرباء والصرف الصحي والنقل والموانئ والإسكان.. كما بحث قنديل إنهاء ملف الديون المصرية المترتبة على العراق، أو ما يسمى بـ(الحوالات الصفراء). ويبلغ عدد التحويلات 637 ألف حوالة تزيد قيمتها على 400 مليون دولار.
أطراف عديدة، داخل مصر ذاتها وداخل العراق، انتقدت هذه الزيارة من رئيس وزراء محسوب على الاخوان المسلمين الذين يمسكون زمام الأمور في حكم مصر، وهم على معرفة واطلاع نفصيليين بما يتعرض له إخوانهم العراقيين العرب السنة من أذى واضطهاد وتعسف على يد نوري المالكي وميليشياته واجهزته. وفي الوقت الذي يثير كثير من المصريين والعرب موضوع التقارب المصري الأخواني مع إيران الملالي التي تذيق العرب السنة العذاب والتعسف وتقف مع نظام بشار الأسد الطائفي الذي يقتل الشعب السوري كل يوم، وبدلا من ان يقف اخوان مصر بدءا من محمد مرسي وهشام قنديل موقفا حاسما باسناد الثورة الشعبية السورية والانتفاضة العراقية العربية السنية ضد ظلم ايران واذاها المستمر للشعبين العربيين في العراق وسوريا، نراهم يمدون اواصر العلاقة بشكل يثير الاشمئزاز والغضب.
وقد انتقدت اوساط مصرية كثيرة هذه الزيارة ومنها ماكتبه نائب رئيس حزب الأصالة، عضو مجلس الشعب السابق، الذي انتقد زيارة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، إلى عراق نوري المالكي، قائلاً: «بعد العراق وإيران لم يبق غير زيارة لحزب الله ويكتمل الهلال الشيعي في حكومة هشام قنديل». وكتب «إسماعيل» في صفحته على «فيس بوك»،: «رئيس الوزراء يسافر للعراق الذى يشتعل غضباً ضد الطغيان الشيعى الذى يسفك دماء أهل السنة فى العراق، وقبل ذلك وزير السياحة يسافر إلى إيران التى تسفك دماء المسلمين فى الأحواز وسوريا... إيه الحكاية».
كان على الدكتور محمد مرسي ومعه هشام قنديل أن يحسبا حسابا لأثر هذه الزيارة المؤلم على نفوس العراقيين المكلومين من ظلم نوري المالكي ومن التدخل الايراني الفج في شؤون العراق، وكان عليهم أن يحسبوا حساب أثرها المؤلم في نفوس الشعب السوري الثائر ضد الظلم والطغيان الذي يمارسه بشار الأسد قاتل الشعب السوري وسفاك الدماء... قبل ان يقدموا على أية خطوة تسيئ لدماء الشهداء وتسيئ الى وقفة رجال الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وبغداد في وجه التعسف الطائفي الاجرامي من قبل من قام هشام قنديل بمصافحته وهو الطاغية نوري المالكي وقبله سفاك الدماء احمدي نجاد الذي يقف وراء ادامة جرائم بشار ضد الشعب السوري المجاهد.
لقد أخطأت يا محمد مرسي.. لقد أخطأت يا هشام قنديل.. ولن نغفر لكم هذه الخطوة المسيئة.. وسنحاسبكم عليها أمام الله!
630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع