ياعمال العالم صلوا على محمد وآل محمد

                                             

                        هادي جلو مرعي

ياعمال العالم صلوا على محمد وآل محمد

السيد مقتدى الصدر يضرب في عمق الأزمة. وبحجم إقترابه من الفقراء فإنه يريد ان يذهب بعيدا في التمرد على السائد، ويحتج على السلوك السياسي الفاسد الذي تعمل عليه النخبة الحاكمة في العراق منذ 2003 وحتى اليوم، وهي نخبة ممتدة، وترقى الى مستوى المافيات المتجبرة في مجتمع متهالك سياسيا وفكريا وإقتصاديا، ولايكاد يتلمس طريقه الى المستقبل بفعل نوع الإدارة غير الفاعلة والمترهلة.

يبدو السيد مقتدى الصدر منجذبا الى ثقافة تطبع المنتمين الى هذه العائلة المضمخة بالدم عبر أجيال من العذابات والسجون، وشواهد القبور. وهو برغم إنه يقود تيارا شعبيا عريضا إلا إنه ينفصل عنه من حين لآخر محتجا لأنه لايجد مايلائم فهمه لحركة السياسة المحلية والمجتمع، ويعترض من خلال مواقف وقرارات وتصريحات تنم عن رغبة في إحداث تغيير صادم.

أناقش أحيانا مع مثقفين، أو ناس عاديين وجهات نظر عائمة في إطار البحث عن مقاربات موضوعية للوضع الراهن، وقراءة مستجدات المرحلة، وإستشراف المقبل من المراحل التي ننتظر أن نعيشها سواء على صعيد الإنتخابات، أو على صعيد الإحتجاج على الحال المتردية التي نعاني منها، ونحاول التخلص منها. وهناك من ينتقد التيار الصدري وبعض مواقف السيد الصدر، وأجد هولاء متمسكين بمنهج حوار متشدد لايسمحون معه بإنتقاد من يريدون له أن يتقدم الصفوف، وأسألهم عن تشددهم المبالغ فيه؟ في حين أنهم ينتقدون تمسك أتباع التيار الصدري بمواقفهم، وأرى أن الطريقة المثلى للعمل الناجع هي الإنفتاح على الآخر.

ماقام به السيد الصدر من إنفتاح على قوى مدنية ويسارية يشير الى رفض للتقليدي السائد، ونوع من عدم القبول بمنهج قوى إسلامية يفترض أن التيار الصدري ليس بعيدا عنها. أحد الشيوعيين من الرياضيين الذين أحبهم قال معلقا على تقارب التيار الصدري مع قوى اليسار، وفي برنامج رياضي. إن الشيوعيين ينادون بمظلومية الطبقات الفقيرة، وكذلك التيار الصدري. وهي فكرة ربما تشرح موقف اليساريين العرب من الإمام علي عليه السلام الذي يعدونه اليساري الأول في الإسلام، وهو مادفعه للقول مداعبا مقدم البرنامج الرياضي الزميل حيدر زكي.. ياعمال العالم صلوا على محمد وآل محمد، بدلا من القول: ياعمال العالم إتحدوا..

إصرار السيد مقتدى الصدر على الفصل بين التيارات الإسلامية النخبوية التي تدور مدار المال والسلطة والنفوذ، وتلك التيارات المتمردة والرافضة للتقليدية السلبية والمحتجة ومنها التيار الصدري يعني إنه ليس في معرض التراجع عن موقفه لأنه ليس موقفا عابرا، بل يرتبط برؤية إختطها فكر أسرة منغمسة في المعاناة، ونسجها شهداء نوعيين بمعنى الكلمة في مقدمتهم السيد موسى الصدر مؤسس حركة أمل في لبنان، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد محمد صادق الصدر، وهي إشارة الى إن عائلة الصدر عبر تاريخها تتجاوز الفكرة التقليدية لمعنى الإنتماء العابر للطائفة، وحتى الدين، والمرتبط بفكر إنساني حر ومتمرد. ولعلي من المتباهين إنني خريج هذه المدرسة. فقد كنت أدرس في كلية المأمون الجامعة ببغداد، وأتوجه الى الكوفة من جمعة الى أخرى للصلاة خلف السيد محمد الصدر تسعينيات القرن الماضي. وفي حين كان المعممون يهابونه حتى الخوف، كنت أحبه حد الطمأنينة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

909 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع