بقلم غانم العـنـاز
جامعات العمر الثالث في بريطانيا
شعار الجامعات
ليس هناك وقت يتوقف عنده التعليم واكتساب المهارات الجديدة!
فالمُتَعَلِّمون ُيعَلِّمون والمُعَلِمون يَتَعَلّمون
يقابله المثل العربي
اطلبوا العلم من المهد الى اللحد
حركة جامعات العمر الثالث
ان حركة العمر الثالث منظمة فريدة وحيوية ، تقوم عن طريق فروعها المسماة (جامعات العمر الثالث) بتوفير الفرص والحوافز اللازمة لتغيير وإغناء نظم الحياة لأعضائها. فهي تقوم باتاحة الفرص لعقد الاجتماعات بين المتقاعدين وشبه المتقاعدين من رجال ونساء للحصول على المعرفة وتبادل الخبرات والمهارات في اجواء ودية ، لا للحصول على الشهادات ، وإنما لمجرد الشعور بلذة الاكتشاف والتعلم فحسب. فليس هناك امتحانات ولا شهادات ولا القاب او مؤهلات فالأعضاء متساوون فلا فرق بين البروفسور والعامل او ربة البيت ومديرة المدرسة فالكل ينتمي الى الفرع الذي يشبع هوايته ورغباته بدون تمييز.
فالأعضاء يتبادلون خبراتهم ومهاراتهم ، فالمُتَعلِمون ُيعَلِّمون والمُعَلِمون يَتَعلمون ، ولا فرق بينهم جميعا.
ان الأمانة الوطنية لحركة العمر الثالث البريطانية هي الممثل لكافة جامعاث العمر الثالث التي يزيد عددها على الف جامعة وعدد أعضائها ما يقارب 400 الف في الوقت الحاضر.
كما انها شركة محدودة وهيئة صدقات مسجلة تقوم بدعم ادارات الجامعات وفروعها في طول البلاد وعرضها بتزويدها بالتدريب والخبرات والمهارت المطلوبة لتطوير اعضائها.
لقد إعتمدت الحركة في ميزانيتها في سنواتها الاولى على تبرعات الاثرياء والشركات وبعض المؤسسات الخيرية كمؤسسة كلبنكيان الخيرية وغيرها اضافة الى نسبة معينة من اشتراكات اعضائها في الجامعات كافة. أما الآن فقد اصبح لها مواردها الخاصة عن طريق الاعلانات التي تنشر على صفحات مجلتها التي تصدر خمس مرات في السنة وصفحاتها على الانترنت وغيرها اضافة الى التبرعات واشتراكات الاعضاء.
تاريخ حركة العمر الثالث الوطنية البريطانية
لقد بدأت فكرة حركة العمر الثالث لاول مرة في فرنسا في عام 1972 تحت جامعات العمر الثالث. اما بداية الحركة في بريطانيا فقد كانت في عام 1981 بعدد قليل من الأعضاء وبتبرعات من بعض المؤسسات الخيرية وبعض الاثرياء. ان فكرة الحركة قد بدأت في فرنسا تحت مظلة الجامعات الاكاديمية إلا أن اسس الحركة التي اعتمدت في بريطانيا فقد بنيت على مجموعات من الناس الذين يختارون ما يريدون َتعلُمَهُ بالتعاون فيما بين الاعضاء انفسهم. حيث ان فكرة الإنضواء تحت مظلة الجامعات الاكاديمية استبعدت ليتم الاتفاق على ان تكون الحركة تشتمل على فعاليات اجتماعية وترفيهية اضافة الى التعليمية وعلى ان تكون ادارتها منتخبة من الاعضاء ديمقراطيا.
لقد كان الاشتراك السنوي للعضوية في عام 1983 اربعة باوندات اي حوالي ست دولارات امريكية أما في الوقت الحاضر فيتراوح ما بين 15 – 20 باوند استرليني (حوالي 20 – 28 دولار امريكي) وهو مبلغ زهيد في متناول كافة المتقاعدين في بريطانيا اذا ما قورن بالفوائد الجمة التي يحصلون عليها من علوم وفنون ولغات ومواد ترفيهية او رياضة وغيرها.
شاع اسم الحركة بسرعة لتستطيع الحصول على اعانات مالية تساعدها على التوسع في فعالياتها لتصدر اول مجلة لها في ايلول 1983 لتصبح مع مرور الزمن تصدر خمسة اعداد في السنة الواحدة تعنى بنشر اخبار الحركة وفعاليات الجامعات وفروعها واعضائها.
استمرت الحركة بالتوسع بصورة مطردة ليبلغ عدد جامعاتها 570 جامعة في عام 2003 وعدد اعضائها 152,997. وفي التعداد الذي اجري للحركة عام 2001 فقد ظهر بان معدل أعمار الأعضاء بلغ 70.6 سنة وان نسبة عدد الاعضاء من النساء كانت 74% اي ما يقارب ثلاث اضعاف الرجال.
ومع ازدياد الطلب على انشاء جامعات جديدة فقد وصل عددها في عام 2008 الى 716 وعدد اعضائها 229 الف. وقد تم الاحتفال في بداية سنة 2017 بافتتاح الجامعة رقم الف التي بلغ عدد مجموع اعضاء تلك الجامعت ما يقارب 400 الف عضوا.
جامعات العمر الثالث
ان كل جامعة من هذه الجامعات تدار من قبل المتطوعين من اعضائها بصورة كاملة.حيث يمكن اعتبار كل جامعة من جامعات العمر الثالث كأي نادي من النوادي فله ادارة منتخبة من اعضاء الجامعة نفسها بصورة ديمقراطية تشرف على فعاليات الجامعة وقد تختلف جامعة عن اخرى بالفعاليات التي يقترحها الأعضاء في فروعها.
اما اسم كل جامعة فيتكون من اسم المدينة او القرية + اسم المحلة او الحي وبذلك يكون اسم كل جامعة كما يلي ، (جامعة العمر الثالث + اسم المدينة + الحي).
ولنأخذ على سبيل المثال العراق الذي نأمل ان تطبق في جميع انحائه هذه الحركة. فيكون اسم الحركة ( الحركة الوطنية العراقية للعمر الثالث) ومركزها بغداد.
ولنأخذ الموصل كمثل للجامعات ولنفترض ان فيها عشر جامعات باسم محلة من محلاتها او حي من احيائها فيكون هناك على سبيل المثال
جامعة الموصل للعمر الثالث لحي الثقافة وجامعة الموصل للعمر الثالث لحي النور ولحي الزهور. وجامعة الموصل للعمر الثالث لمحلة الشفاء ولمحلة النبي يونس ولمحلة رأس الجادة ولمحلة الجامع النوري ولمحلة المشاهدة ولمحلة رأس الكور ولمحلة السرجخانة وهكذا.
تقوم كل جامعة بانتخاب هيئة ادارية لها من بين اعضائها لمدة سنتين ويسمح باعادة ترشيح اي من اعضاء الهيئة السابقة او تمديد فترة الهيئة الادارية السابقة لدورة ثانية.
تقوم كل جامعة بتحويل نسبة معينة من اشتراكات اعضائها الى مركز الحركة في بغداد لتمكينها من القيام بواجباتها.
فروع فعاليات الجامعة
ان كل جامعة من هذه الجامعات تدار من قبل المتطوعين من اعضائها بصورة كاملة. حيث يمكن اعتبار كل جامعة من جامعات العمر الثالث كأي نادي من النوادي فله ادارة منتخبة من اعضاء الجامعة نفسها بصورة ديمقراطية تشرف على فروع فعاليات الجامعة وقد تختلف جامعة عن اخرى بالفعاليات التي يقترحها اعضاء فروعها. وقد تضاف فعاليات جديدة ان توفرالعدد اللازم من الأعضاء أو الغاء فرع اخر لعدم توفر العدد اللازم من الاعضاء. فقد يكون هناك على سبيل المثال فرع لفعالية الكتابة واخر للموسيقى وثالث للبستنة ورابع للفلسفة وخامس لكرة المنضدة وسابع لتعلم لغة من اللغات وهكذ تماما كفروع اي جامعة اخرى. ويتراوح عدد اعضاء مثل هذه الجامعات من عدد قليل لا يتجاوز المائة عضو في الجامعات الحديثة ليصل الى 400 او اكثر في الجامعات القديمة.
يشكل كل فرع لفعالية معينة (كفروع الجامعات الاكاديمية) من قبل اعضاء الفرع انفسهم الذين يعتمدون على المعارف والخبرات والمهارات التي يمتلكها اعضاؤه. فالمتعلمون يعلمون والمعلمون يتعلمون. هذا ويقدر عدد فروع فعاليات الحامعة الواحدة على ما يزيد على 30 فرعا في حقول الفنون واللغات، والأداب والموسيقى والتاريخ وعلوم الحياة والفلسفة والحاسبات والفنون اليدوية والتصوير والبستنة والمشي والرياضة ومناقشة احداث الساعة اضافة الى اعداد السفرات السياحية والتعليمية سواء كان ذلك داخل البلد نفسه او غيره من البلدان الأخرى وغيرها من الفعاليات بحسب رغبات اعضاء الفروع. هذا وارفق جدول لاحدى الجامعتين اللتين انتسب اليهما شخصيا واحدى الفعاليات التي انتمي اليها هي (الكتابة والشعر) الذي يشمل القصة القصيرة والشعر والمقالات الادبية وغيرها. وقد نشر بعض قصائدي على صفحة الكتابة لاحدى الجامعتين التي يمكن قرأتهما على الرابط التالي :
https://u3asites.org.uk/watfordpark/page/68387
اما عدد اعضاء كل فرع من هذه الفعاليات فلا يزيد عن 15 عضوا لضيق الاماكن المتاحة لهم للاجتماعات التى عادة ما تكون قاعات في البنايات العامة التي تعود للبلديات أو في المدارس او الكنائس او بيوت الاعضاء انفسهم. اوقد يزيد العدد كثيرا عن ذلك في الفروع التي تنشط في الهواء الطلق كالمشي والهرولة والبستنة والسفرات وغيرها. علما بانه يحق للعضو الاشتراك في اكثر من فعالية من هذه الفعاليات فقد ينتمي الى فعالية الكتابة ووكرة المنضدة والبستنة والتطريز وهكذا.
أما في العراق فنأمل ان توفر مثل هذه الاماكن في بعض مرافق البلديات والنوادي والجوامع او المدارس وغيرها.
وفي الختام نأمل ان تنتشر هذه الفكرة الرائعة في كافة البلاد العربية لتقدم لكبار السن والمتقاعدين اماكن يتبادلون فيها الاحاديث والتمارين الرياضية البسيطة او في اكتساب خبرات ومهارات جديدة كالبستنة وكتابة المقالات او القصائد او تعلم لغة من اللغات او القراءة والكتابة لمن لا يحسنها وللنساء دروس في الخياطة والحياكة والتطريز والازياء غير ذلك من المواضيع التي يصعب حصرها.
الخلاصة
إن هذه الفكرة الانسانية النبيلة تقدم لكبار السن خدمات جليلة باشتراكات اسمية سنوية سهلة لا ترهق المتقاعدين من ذوي الدخل المحدود. فالعلم هنا للجميع من كل عضو حسب مقدرته لكافة الاعضاء فالمُعلمون يَتَعلمون المُتَعلمون يُعَلمون كل في مجال اختصاصه او خبرته وكل ذلك في اجواء وديّة تخفف من همومهم وتنشئ صداقات جديدة بينهم لتخفف من وحدتهم.
انها في بعض فعالياتها تقارن بالمقاهي الشعبية المنتشرة حاليا في بلادنا التي كثيرا ما تناقش فيها احداث الساعة اضافة الى بعض الالعاب كالطاولة والدومينا والشطرنج.
فالعمر الاول للطفولة والدراسة
والعمر الثاني للعمل وتنشئة الاولاد
والعمر الثالث للتعلم والهوايات والترفيهة والسفرات وغيرها من متع الحياة
هذا ونرفق جدولين بفعاليات الجامعتين اللتين انتمي اليهما في مدينتي واتفورد لتعطي فكرة عن جيدة للقراء.
والله الموفق
غانم العـنّـاز
واتفود من ضواحي لندن
كانون الثاني 2018
909 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع