جمعة المعترفين ( الشهداء )

                                                  

                          أسيت يلده خائي

جمعة المعترفين ( الشهداء)

يزوّدنا كتاب الصلاة الفرضيـة ( الخوذرا ) بالنص الآتـي : ” الجمعة السادسة من الصيف : تذكار مار شـمعون بر صبّاعي الجاثليق البطريرك، تلميذ مار فافا الجاثليق، والآباء الذين تكللوا معه. لقد استشهدوا في جمعة الآلام سنة 655 يونانية (والأصح سنة 652 يونانية) في كرخ ليدان في مقاطعة الأهواز في عهد شابور الملك، وأُرجئ تذكارهم إلى جمعة المعترفين، وهي ذكرى الشهداء عامة. اما التذكار الذي يقام في هذه الجمعة، فيشير إلى يوم تكريس مذبح مار شمعون بر صبّاعي في كرخ ليدان “(6).

إستعرض كتاب ” شهداء المشرق “(7) أحداث استشهاد البطريرك مار شمعون بر صبّاعي ورفاقه المئة والثلاثة من المطارنة والكهنة والعلمانيين على يد الملك الفارسي شابور الثاني، وذلك نهـار جمعة الآلام الموافقة 14 نيسان 341م، فلقد ألقى هذا الملك الوثني هؤلاء الأبرار في السـجن واخضعهم لمحاكمة عنيفة دامت ايامًا عديدة، وانزل بهم عذابات شـديدة بغية إجبارهم ان ينكروا المسيح ويعبدوا الشمس والنار، ولكن اجراءاتـه الظالمـة لم تثنهم عن ايمانهم، بل اسـتمروا في الإعتراف بالمسـيح ربًا ومخلصًا، فقتلهـم يوم الجمعـة العظيمة، ونالوا إكليـل الاستشهاد ودخلوا السـماء، وبهذا يمكننـا ان نطبّق عليهم قول المسـيح : ” مَنْ اعترفَ بي قدّام النـاس، أعترفُ به أنا أيضًا قدام أبـي الذي في السـماوات “ (متى 32/10)، لهذا اطلق طقسنا المشرقي على هؤلاء الشهداء صفة ” المعترفين “، أي الذين اعترفوا بالمسيح، وثبتوا على اقرارهم حتى الاستشهاد.
وبما ان نهار الجمعة العظيمة هي ذكرى آلام ربنا يسوع المسيح وموته على الصليب، وتكون الكنيسة منشـغلة بالمراسـيم الخاصة بهذه المناسـبة، ولا يمكنها الإحتفال بتذكـار هؤلاء الشـهداء هذا اليـوم، نقلت الإحتفـال بعيد نيلهم إكليـل الاستشهاد يوم الجمعة التالية، أي الجمعة التي تتبع عيد القيامة ؛ فدعا طقسنا هذا اليوم بـ ” عيد جمعة المعترفين “.
إنه عيد جميع الشهداء والقديسين
ذكرنا آنفًا الصفة الثانية التي يطلقها كتاب الصلاة الفرضية (الخوذرا ) على هذه الجمعة قائلاً : ” وهي ذكرى الشـهداء عامة “. هكذا، وبمرور الزمـن، اضحى معنى هذه الجمعة شاملاً، يتضمن تذكار كافة الشهداء والقديسين، الذين اعترفوا بيسوع المسيح وطبقوا وصاياه، وتحملوا في سـبيل ذلك صعوبات الحياة، واحيانًا الاضطهادات ؛ لقد كانوا اناسًا شجعانًا، تمسّـكوا بإيمانهم المسـيحي وبمبادئهـم الإنجيلية بالرغـم من كل المحـن، لذلك تبجلّهم الكنيسة وقد خصّصت لهم عيدًا كبيرًا، هو ” عيد جمعـة المعترفيـن “، لذلك فان معظم الصلـوات، الواردة في هذا العيـد، تُثني على شـجاعة وإيمـان الشهداء والقديسين كافة.
إنه عيد قيامة الشهداء
كما أن سـر الفداء يتضمـن أمرين : موت المسـيح علـى الصليـب وقيامتـه المجيدة، إذ خلصنا يسوع المسيح من خلالهما، لذا فحيـن نحتفل بعيد استشـهاد هؤلاء الأبرار، فإننا لا نحتفل بذكرى موتهم فحسـبُ، بل نحتفـل في الوقت عينه بإنتصارهم وانتقالهم إلى السماء وقيامتهم المجيدة. لذا لا نقيم هذه المناسـبة في جو من الكآبة والحزن، بل في اجواء من الفرح والسعادة، تعبيرًا عن انتصار المسيح في أعضاء جسده السري، أي الكنيسة. إن موتهم وانتقالهم إلى الحياة الأبدية دمجاهم بموت المسيح وقيامته المجيدة، التي احتفلنا بهما خلال الأيام الثمانية الأخيرة.
إنه عيدنا جميعًا
حينما تقيم الكنيسة المقدسة هذا الاحتفال لهؤلاء الشهداء والقديسين، فانها تريد بذلك ان تقدمهـم لنا مثالاً نقتدي بهم ونسـير على خطاهـم ونسـتلهم ايمانهـم وشجاعتهم، فاذا طُلبَ منّا ان نتحمل الآلام نفسـها التي احتملوها، يجب ان نكون على استعداد ان نبذل دماءَنا من أجل المسيح.
إلاّ ان معنى الشـهادة والقداسة لا يقتصر على بذل الدماء وتحمّل الموت، بل أيضًا العيش وفق مبادئ المسـيح ووصايـاه، وهذا الأمر يتطلّب بطولة الشـهداء والقديسـين عينها، لانها تتضمّن تضحيات جمّة وتحمّل مصائب هذه الدنيـا التي تدوم طوال أيامنا على الأرض.
لذا يمكننا القول إن جمعة المعترفيـن هي عيد كل واحد منا، لأننا نحن أيضًا نعترف بالمسيح في ظروفنا الصعبة هذه الأيام، ولا يتزعزع ايماننا امام مصائب هذه الدنيا... وبهذا نصبح جميعًا ” معترفين المسيح منقولة م
وعلى هذا أقيم الْيَوْمَ قداس بكنيسة مار افرام طوانه في بيرسفي يترأسه القس شمعون موشي والشماس آدم دنخا يوم مبارك للجميع بتاريخ

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1362 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع