القس لوسيان جميل
مقال استهلالي الانسان ذلك المجهول ام ذلك المعلوم /٢
تابع
الانسان ذلك المجهول لدى الكنيسة: في الحقيقة لا نعرف تماما، اذا ما كان الكسيس كارل يتكلم عن الكنيسة كمعيق لحركة معرفة الانسان، بسبب تعنتها في رفض اي تحليل يخرج عن تقاليدها العقائدية بشكل مباشر ام بشكل ضمني، لكننا نعرف انه يعزو سبب ذلك الى المعلومات غير المتجانسة التي تتكلم عن الانسان، كما يعزو صفة المجهول الى البيئة التي تحيط بالإنسان، والتي تطورت تطورا واسعا، بحيث لم يعد بمستطاع الانسان اللحاق بها.
لم يتهم الكنيسة بشكل مباشر: غير اننا نعتقد ايضا، ان نقص الجرأة عند الكسيس كارل في ذلك الزمن الذي كانت فيه الكنيسة مهيمنة على الفكر الانساني بشكل تعسفي، هو الذي اجبره على ان لا يتهم الكنيسة بشكل مباشر، بإعاقة تقدم علوم الانسان، هذه الاعاقة التي حدثت مع كثير من العلماء واللاهوتيين في الكنيسة، من امثال الكسيس كارل والأب اليسوعي كارل راهنر والأب الدومنيكي شيلبكس والأب تيار ده شاردان والأب لاكرانج الذي كان رائدا في قراءة وتفسير الكتاب المقدس تفسيرا نقديا وعلميا.
ماذا يقول التاريخ: اما فيما يخصنا نحن، فان التاريخ يقول لنا بأن الكنيسة كانت عقبة اساسية في تقدم العلوم الانسانية، بسبب رؤيتها الخاطئة للدين وللعلم معا، وبسبب بقائها رهينة القرون الوسطى في هذا المجال. وفي الحقيقة بقيت المؤسسة الكنسية مناوئة للعلوم الانسانية حتى زمن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، على الرغم من تطور كثير من العلوم منذ منتصف القرن العشرين، لا بل قبل ذلك بكثير. اما التوفيق الذي حاولت الكنيسة ان تعمله فكان توفيقا فاشلا من الناحية اللاهوتية، لا يستند الى اي برهان غير العقيدة وتعليم الكنيسة الرسمي التقليدي، ولاسيما في قضية شؤون العائلة، وقضية تمتع الانسان بنفس روحية خالدة، باستثناء بعض العلماء الموهوبين ( الكاريزميين ).
الفاتيكاني الثاني: والجدير بالذكر هنا هو ان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني كان على وشك ان يغير كثيرا من المفاهيم الكنسية لكي تواكب المستجدات العلمية والاجتماعية، الا ان النظام العالمي الجديد في التسعينيات افرز نظاما سياسيا جديدا، كان بمثابة ردة انسانية نحو الهمجية، كما افرز ردة كنسية جديدة أعادت الشرعية، وليس الحياة، لكل ما كان قد صار بحكم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني قضية زائلة ومنتهية، او في طريقها الى الزوال. والجدير بالذكر هنا هو ان تمرد الاسقف لفيفر رئيس اساقفة سويسرا، ربما كان سببا غير مباشر، بين اسباب أخرى كثيرة في الانقلابية التي احدثتها كنيسة البابا يوحنا بولس الثاني، بالضد من مسيرة كنيسة البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين.
البابا فرنسيس: غير اننا نُقدِر، ولاسيما الان بعد اعتلاء البابا فرنسيس كرسي البابوية، بأن الكنيسة والعناصر السلفية المحيطة بها من اللاهوتيين وأشباههم، لن يعودوا يتجاسرون على الوقوف بوجه تقدم علوم الانسان. وبما ان المؤلف احد الداعين منذ زمن لا باس به الى تحرير الفكر الكنسي وغير الكنسي، من استعباد السلفية الدينية، فإنه يضم صوته الى صوت الكسيس كارل، وصوت مفكرين معاصرين آخرين، مهما كان صوتهم ضعيفا ويقول: نعم كان يمكن ان لا يكون الانسان ذلك المجهول، منذ ايام نهاية الربع الأول من القرن العشرين، زمن طبع كتاب الانسان ذلك المجهول، لو كانت الكنيسة اكثر تسامحا وانفتاحا في مجال مواكبة المستجدات العلمية. وعلى اي حال، فنحن يمكننا ان نفهم احسن من هو الانسان، عندما نعرض له نماذج انسانية ناجحة او فاشلة، او نماذج مترددة، لا تعرف اي سبيل تسلك، وأين يكمن الخير الذي يستحق ان يتبع، وأين يكمن الشر الواجب تجنبه.
زمن التفاؤل: اما بعد هذه التطورات التاريخية والحضارية، فقد صار من حقنا ان نتوقع بأن لا تكون هناك اية عقبة تعرقل نجاح العلم في اعطاء تفسير لحقيقة الانسان، حتى لو بقيت بعض المشاكل الفلسفية قائمة. فنحن اذ نؤكد هذا الكلام باسم تقدم العلم وبديهيته، نترك للكنيسة وللاهوتييها مشكلة التوفيق بين هذا العلم وبين عقائدها، اي بينها وبين ايمانها، حيث يكون على هذه الكنيسة ان تميز بين عقائد تعكس حضارة اكل عليها الدهر وشرب، وبين جوهر الايمان، في حقيقته الانسانية الذاتية Subjective الصافية.
هل ننحاز للإيمان ام للعلم ؟: قد يبدو هذا السؤال، والجواب عليه، جوابا بسيطا، غير ان الحقيقة ليست كذلك. فالسؤال والجواب يتطلبان بعض التوضيحات ليكونا سؤالين وجوابين معقولين، وقريبين من الحقيقة العلمية. اما اذا سألنا وقلنا لماذا يكون السؤال والجواب معقدين فنقول: لأن العلم يختلف عن الايمان كثيرا، وان كانا ينتميان الى منظومة معرفية واحدة. فالعلم شأن من شؤون العقل المنطقـي، له طرقـه الخاصة به، وله بالتالي قيمته. اما الايمان فقيمته تعود الى المشاعر الذاتية والى الوجدان، وله مجاله الخاص به، وطرقه التي توصل الانسان الى الحقيقة الالهية، والى القيم الانسانية العليا.
ولذلك نرى انه لا مجال للتفاضل بين هاتين القوتين ( جمعها قوى ) المعرفيتين. وعليه، ومن حيث الواقع الانساني، نحن نحتاج الى ان نصدق القوتين على حد سواء: نصدق العلم عندما يكون علما بالحق والحقيقة، وليس مجرد تخمينات غيبية، ونصدق الايمان بقدر ما نثق بقوانا التي تعمل في حقل المشاعر. فالقوتان تماثليتان وتكامليتان ايضا، وهما موضوعتان لخدمة الانسان الذي يمتاز بالعقل وبالمشاعر الوجدانية، والتي تخدم حياة الانسان المعرفية بالتمام. غير ان المشكلة تقوم عندمـا يتجاهل العقل وجود المشاعر، وتتجاهل المشاعر وجود العقل، وكذلك عندما يحكم العقل في مسائل تخص المشاعر، وعندما تتجاهل المشاعر ( الإيمان ) وجود العقل. حينئذ يمكن ان يكفر العقل قوى الانسان الذاتية الوجدانية الايمانية Subjectives كما يمكن ان يكفر الايمان قوى العقل المنطقية الموضوعية، ويحدث الافتراق، اذا لم نقل الصراع والتكفير المتبادل. كما ان الخلط بين الايمان وبين العقل، والخلط بين مبنى النصوص ومعناها، يقود هو الآخر الى الضلال.
عند التعارض بين الايمان والعلم: ومن هنا نستطيع ان نقول: اذا وجد في اي وقت تعارض بين الايمان وبين العلم، فيكون هذا الخلاف ناتجا عن خلل حقيقي او وهمي احيانا، بين القوتين. فأيهما نختار؟ فهل نختار العلم على حساب الايمان؟ ام نختار الايمان على حساب الحقائق العلمية؟ انها مشكلة عويصة جدا، وان كان الاتجاه الكنسي قد حل هذه المشكلة بوجوب الانحياز للإيمان وإهمال مطالب العلم، مدعية ان الله لا يُخطئ، في حين هناك امكانية للعلم ان يخطئ. اما المؤمنون بالعلم وبأحقيته فيقولون العكس تماما، حيث انهم يشككون بمطالب الايمان وينحازون للعلم بشكل تام، عندما يتم الخلط بين العلم والإيمان، والحكم على الايمان، وكأنه مسألة عقلية.
موقف الأنثروبولوجيين: عندما نضع مثل هذا العنوان الصغير فإنما نعني به موقف الأنثروبولوجيين بصورة عامة، وموقف الكاتب بصورة خاصة من العلم ومن الايمان. فنحن الذين نؤمن بالأنثروبولوجيا والعلم والإيمان على حد سواء، دون اي تفضيل اعتباطي بين العلم والإيمان، فإننا لا نتعصب لا للعلم ولا للإيمان، وإنما نحاول ان نعرف اين تكمن المشكلة، عن طريق تحليل منطقي وعلمي. فنكون مع العلم ضد الايمان، عندما لا يكون هذا الايمان ايمانا حقيقيا، ولا يسنده سند حقيقي، وعندما يكون موضوع الايمان مجرد هوى كنسي وهوى الناس الذين يبقون مع خيارات السلفية، مهما كانت هذه الخيارات تعسفية وبعيدة عن حقيقة الايمان، وأحيانا كثيرة مبنية على نصوص كتابية لم تكلف الكنيسة نفسها بشرح هذه النصوص شرحا جيدة ومعمقا.
اما اذا كانت المسألة العلمية بيد اشباه المتعلمين، ويقدمونها على اساس انها حقائق علمية، فحينئذ نكون مع الايمان الصحيح بالضد من نتائج علوم يدافع عنها اشباه المتعلمين. علما بأن الكلام اعلاه يدعونا دائما الى التمييز والتبصر لكي لا نسقط في حفر التضليل ولا نكون ضحية هذه الحفر، كما نشاهد ذلك في زماننا السيئ البراغماتي المبني غالبا على انصاف الحقائق في نزعة دفاعية وهجومية احيانا كثيرة، تبرر التضليل والأكاذيب، بسبب مصلحة معينة، سواء كانت مصلحـة سياسية او مصلحة ماليـة او مصلحـة اجيال شاخ عقلها وشاخت مشاعرها، وتم تخديرها سياسيا، ولا تقبل بأي تجديد، بحجة وجوب العودة الى الاصول، هذه العودة التي تتناقض مع مسيرة البشر التاريخية التي تدعوا البشر الى تجديد ذاتهم، في مختلف الاتجاهات، الجسدية والاجتماعية والنفسية والبيولوجية، حيث تكون الجينات الوراثية مسئولة عن هذا التجديد البطيء. علما بأننا سنعود الى هذه المسالة في مقال يتكلم عن الموت وعن النفس.
متى يحصل التمييز: غير ان هذا التمييز لن يحصل الا عندما تعرف الكنيسة ويعرف اللاهوتيون ومفسرو الكتاب المقدس ان يميزوا بين الايمان وبين التعبير الحضاري عن هذا الايمان، في نظرة بنيوية تميز ذهنيا بين المبنى الحضاري للنص الايماني وبين معنى هذا النص العميق. علما بأن كثيرين قد سبقوني في هذا المجال، حتى وان لم يتجاسروا على ان يضعوا فكرهم ضمن قواعد منهجيـة ثابتـة، ولاسيمـا بعد ان نجحت عملية الردة الكنسية، مع البابا يوحنا بولس الثاني، وتحت قيادته الحديدية. علما بأن قداسة البابا، والسمعة الجيدة لأي رجل دين ( قسيس بكل مراتبه ) وسمعة اي قسيس آخر وصل الينا فكره، لا يجب ان تكون الحد الفاصل بين الحق والباطل، لأن القديسين والناس الصالحين يمكن ان يخطئوا ايضا في لاهوتهم، ولان البشر الصالحين لا يجنبهم صلاحهم لا الخطأ الأخلاقي ولا الخطأ العلمي في قراراتهم وخياراتهم الروحية والإنسانية واللاهوتية.
التخلي عن الانتقائية: اما الشرط الموضوع على الكنيسة لكي يكون عملها اللاهوتي ناجحا فهو ان تتمسك بقاعدة التحليل البنيوي المذكور تمسكا جذريا، حيث يكون اي انتقاء Sélection بين عقيدة وعقيدة، وأي استثناء لأية عقيدة عن المبدأ العام الواحد، معطلا للعلمية المنشودة بإلحاح. وبما أن عملية الانتقاء لا زالت قائمة في الكنيسة في امور كثيرة، ولاسيما عندما تتمسك الكنيسة السلفية بكلام غيبي وغير منطقي، عن النفس وعن وجود الروح في الانسان، فان الكنيسة وكثير من ابنائها سيبقون خارج العلمية، وبالتالي سيبقون خارج الحقيقة الايمانية ايضا.
خير مثال على ذلك: اما خير مثل نعطيه للقارئ الكريم يبين الخلل الذي يصيب الفكر الكنسي السلطوي، فنجده في كتاب عنوانه: الخلق والتطور. في هذا الكتاب الذي كان على شكل مقالات، قام بكتابة كل مقالة منها احد الاساتذة الكبار، كل واحد من الاساتذة بحسب اختصاصه، حيث بين كل واحد من هؤلاء الاساتذة وجهة نظره العلمية، في قضية الانسان.
وجهة نظر قسيس: هذا وقد كان بين الكتاب قسيس مشهور بقوة لاهوته، غير ان هذا القسيس، لم يعطنا اكثر من وجهة نظر الكنيسة في هذا المجال، ولم يتجاوزها بأي قدر كان. اما خلاصة ما قاله هذا الكاتب بشأن النفس، فهو ان الكنيسة تقبل نظرية التطور، بعد ان رفضتها ردحا من الزمن، لكنها تقبلها بشرط ان يقال أن هذا التطور يحصل في الجسد فقط، ولا يحصل في الروح او في النفس، حيث يكون التطور غير مقبول، بحسب هذا القسيس الذي كان يعكس فكره السلفي التوفيقي وفكر كنيسته، في الربع الأخير من القرن المنصرم. وعليه يبدو ان الأب المذكور لم يُدخل في حسابه حقيقة ان الانسان واحد لا يتجزأ، وان الكلام عن الانسان المركب من نفس وجسد، ليس فيه اي معنى، الا للمؤدلجين، وللباقين اسرى الفلسفة الأفلاطونية الثنائية في فكرها الحضاري، هذه الفلسفة التي ترى حقيقة الانسان وحقيقة اي شيء من الأشياء في عالم المثل العلوي، في حين ما هو موجود على الأرض لا يكون اكثر من ظل الحقيقة. علما بأن هذا الفكر الحضاري الذي ساد البشرية، ردحا طويلا من الزمن، والذي يعمل من المعتقدات الغيبية حقائق، ويعمل من القصص الدينية الشبيهة بالتاريخ، تاريخا لا يمكن تجاوزه، فيقع الكُتابُ والمتلقون في حبائل الأسطورة.
التمييز بين الذكر والأنثى: هذا، وزيادة في الطين بللا ( بلة ). نرى اللاهوتي الكبير القرن اوسطي، توما الاكويني الدومنيكي، وبكونه يقبل العقيدة بمبناها قبل معناها، ككل معاصريه، نراه يتبنى فكرة ان الانسان، او بالأحرى جسده، يقبل من الله نفسا بشرية خالدة، منذ ان كان جنينا. لا بل اضاف ان النفس البشرية تأتي الانسان الذكر، بعد سبعة ايام من تكوينه الجنيني، بينما تأتي النفس للأنثى بعد اربعين يوما، من تكوينها الجنيني، مميزا بين الذكر والأنثى، وسائرا وراء فكر اهل زمانه الخالي من العلمية.
اذا عرف السبب بطل العجب: وبناء على ما تقدم، نرى انه علينا ان لا نتعجب، اذا ما كانت معرفة الانسان الصحيحة والسليمة قد بقيت في منتصف الطريق، كما يكون علينا ان لا نتعجب اذا ما كان الانسان لا يزال ذلك المجهول الى يومنا هذا. ومع ذلك نتساءل ونقول: ترى هل سيتمكن البابا فرنسيس ان يكون بابا جذريا ام مجرد رجل اصلاح، يخشى الافصاح عن خياراته اللاهوتية، وقناعاته الفكرية والفلسفية والدفاع عنها، او بالأحرى يخشى على الوحدة المسيحية، او حتى على وحدة الكنائس الكاثوليكية، الأمر الذي يمكن ان يعذر تحفظ قداسته بشأن بعض تصريحاته التي تمس العقائد، ولاسيما بوجود عناصر مسيسة تريد للكنيسة ان تبقى محافظة على تراثها بمبناه ومعناه، بحجة ان من يقول او يكتب شيئا يخالف التقليد يشوش على افكار المسيحيين، خوفا من بقاء المتنورين خارج هيمنتهم السياسية والاجتماعية، ومن بقاء الكنيسة خارج هيمنتهم اللعينة.
سيبقى الانسان مجهولا في كينونته: نعم سيبقى الانسان مجهولا في كينونته ولكن، حتى اذا افترضنا ان الكنيسة استطاعت ان تقرأ ايمانها قراءة علمية بدون اية انتقائية، وحتى لو ان كل العلمـاء والفلاسفة والمفكرين تمسكوا بمطالب العلمية، تمسكا تامـا بدون خوف ولا تردد، فإننا نعتقد أن الانسان سيبقى مُحَيرا، في بعض جوانب حياته وبعض ابعاد ظاهرته، كون العلم أظهر ان منظومة الحياة معقدة تعقيدا لا يمكن تصوره، وأن هذه المنظومة متشابكة البنى والأبعاد بما يفوق الحاسوب، آلاف المرات، ولهذا تبقى منظومة الانسان بعيدة عن تصور فكر الانسان عموديا وأفقيا، سواء كان ذلك في مجال بنى الانسان العظمى Macro structures التي تمتد الى العالم والى الكون، او كان ذلك في مجال بنى الانسان الدقيقة Micro structures بكل وظائفها التي تشمل كل حياة الانسان والتي لا نهاية لتنوعها، في المجالين الجسدي الحيوي والمجال النفسي الروحي. ولكن في هذه المسألة علينا ان نضيف بان الانسان قد حل مشكلـة سرية الانسان نظريا، لكن هذا الانسان يبقى لغزا او سرا بالمعنى المجازي، من الناحية العملية والفكرية والفلسفية.
سر الانسان في لا محدوديته: ويقينا ان احد الاسباب التي تجعلنا نرى في الانسان سرا هو لا محدوديته من حيث الزمان والمكان، وكذلك من حيث قدرته على الاختيار الحر، ومن حيث فشله احيانا كثيرة في خياراته. وعليه فان مَثَلَ الحمار الذي مات من الجوع، لكونه كان قد تعذر عليه الاختيار بين العليقتين المتساويتين من البرسيم، والموضوعتين الى الجانب الأيمن والى الجانب الأيسر منه، هو مثل صائب تماما. فهنا الحرية تعني احيانا كثيرة الفشل ايضا، ولاسيما اذا ما وضع الانسان امام خيارات تقع في مجالات غير متناهية وغير محددة المعالم، من حيث الزمان والمكان، او اذا ما وضع بين خيارين مغريين احدها خيار غير شرعي ضميريا( يعني خطيئة )، والآخر خيار صالح، لكنه خيار غير مغري مثل الخيار الأول.
الكشف عن سر الانسان: ولكن، وعلى الرغم من هذه الحقيقة المذكورة فقد يكتشف الانسان سر نفسه تدريجيا، الأمر الذي يؤدي الى ان لا يبقى هذا السر سرا مطلقا الى الأبد، وذلك لأن العلوم والفكر الفلسفي الحدسي Sens commun مجتمعين قد يكشفان تدريجيا ابعاد هذا السر الغامض الذي يسمى الانسان، والذي يرتبط في الواقع بسر الوجود وسر الحياة وسر المادة ايضا، حتى اننا نحن البشر، يُضحي كل واحد منا، سرا بالنسبة للآخرين، لا بل يضحي كل واحد منا سرا، حتى امام نفسه. ولكن اليست صفة السر هذا هي المحرضة لنا، نحن البشر، على التوجه نحو الهنا ونحو انفسنا الموجودين في اللانهاية السرية، هذه النهاية الغامضة التي تجعل الانسان يسير لا بل يركض وراءها لاهثا، لكي يحصل عليها ويتملكها ويضيفها الى كيانه الانساني ؟ هذا ومهما قلنا عن العلوم، ببعديها الموضوعي Objectif والوجداني Subjectif فإن اكتشاف الانسان لسر ذاته يعود لكل فرد من افراد البشر، ولا يكفي ان يقال للإنسان بأن الحقيقة النافعة والمخلصة تكمن في كذا وكذا من الخيارات.
نتائج غياب السر: وعليه نرى ان غياب السر من حياة الانسان، لأي سبب كان هذا الغياب، سيؤدي حتما الى توقف مسيرة الانسان الباحث عن نفسه وعن الهه، الأمر الذي سيؤدي ايضا الى نهاية التاريخ ونهاية الوجود الانساني على كرتنا الأرضية، في حين اننا نعرف نحن البشر اننا موضوعون، من حيث خياراتنا الانسانية، بين الألفا والاوميجا ( بين الالف والياء ) هذه الاوميغا الانسانية والروحية التي لا نصلها ابدا، ولكن نستطيع الوصول الى شيء منها فقط، حسب القدرات العقلية والروحية لأي منا.
لنطرد الخوف منا: فمعرفة الإنسان، حالها حال معرفة الله، ما ان يخال للإنسان انه اصبح قريبا من سره، وأصبح السر قريبا منه، حتى يرى الانسان نفسه مرة اخرى بعيدا عن السر من جديد، وان المسافة الفاصلة بينه وبين الحقيقة الالهية، وبينه وبين حقيقـة نفسه، وبينه وبين حقيقة البشر الآخرين، لا زالت بعيدة، وان الخطوات التي حققها باتجاه معرفة نفسه ومعرفة الهه، لم تردم الهوة بينه وبين السر الذي يكتنفه. كما لم يزل سر حياته الشخصية وسر لا محدوديته قائما الى حد هذا اليوم، حيث ان هذا السر المكون لحقيقة الانسان الانسانية يبقى سرا لا يمكن الوصول اليه بشكل كامل، وذلك في صالح الانسان نفسه، الذي يجب ان لا يصاب بوهم الوصول الى السر، ويتوقف في نصف الطريق. لذلك نقول: هذا هو الانسان!
الانسان والأنثروبولوجيا:علما بأن الله، منظورا اليه نظرة انثروبولوجية يسمح لنا بأن نصل اليه بالتدريج، كي يبقى الانسان يفتش عن الكمال حتى مماته، وان كان لا يدرك هذا الكمال ابدا، ولا يصل اليه بشكل كامل، وذلك حسب طبيعة الله والإنسان، وحسب نواميس الطبيعة التي لا تظهر مكنوناتها الا اولا بأول، وببطء شديد. فنحن بالحقيقة، نقول ذلك على المستوى العملي والحياتي، في حين ربما قد توصل الفكر البشري نظريا الى معرفة ذاته، ومن ثم الى معرفة الهه، من خلال القوانين المتاحة له، في الوقت الحاضر. علما بأن معرفة الانسان لذاته، تشترط معرفته بحقيقته الأنثروبولوجيا، اي حقيقته الانسانية الفريدة.
تشبيه مناسب: ولكن هل نستطيع ان نشبه هذا السر بما يجري لنا، نحن البشر مع السراب، الذي يبتعد من الانسان كلما ظن ان الانسان اقترب منه؟ نقول: نعم ان هذا التشبيه صحيح ونافع، باستثناء ان الله والإنسان والحياة، ليسوا سرابا، وإنما هم حقيقة عميقة وخفية تتطلب من يدخل اعماقها ويفك رموزها، هذه الرموز التي اقتربنا من حلها عن طريق علوم الحياة خاصة، وعن طريق علم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من العلوم، كما تتطلب مجهودا جسميا وروحيا مكثفا طوال الحياة كلها، حيث تكون تجربة الفرد الخاصة واجتهاده الروحي والإنساني الخاص عاملا لابد منه لاكتشاف حقيقي لسر الانسان. علما بأننا هنا نقترب في كلامنا هذا من الفيلسوف سقراط وعبارته الشهيرة التي تقول: يا انسان اعرف نفسك بنفسك. علما بأن هذا القول لا يعني الاستهانة بالأمور الموضوعية والملقنة بالتعلم.
الكشف عن سر الانسان: اذن، فاكتشاف الانسان لسره الذاتي، شيء مهم ورائع للحياة، ولا يمكننا تصوره الا اذا خطونا عدة خطوات باتجاه السر الذي يلفنا، حتى اذا ما اكتشف احدنا هذا السر لا يحتفظ به لنفسه، ولا يسعد به هو وحده، بل يشارك الآخرين به. افما نفهم ان اكتشاف سر الانسان، يعني، لكل واحد منا، التوغل في مجالات الانسان المتعددة، كما يعني ان يصبح كل منا كاهنا تجاه الآخرين، سواء كان قسيسا ام اذا كان علمانيا، وان اكتشاف سر الانسان يعني اكتشاف ثوابت الانسان، هذه الثوابت التي يمكن ان نتآزر كلنا على اكتشافها، والعيش بموجبها، ونشرها بين الآخرين، عوضا عن ان يحارب واحدنا الآخر، بأسلوب لا يليق بمن يعدون انفسهم اخوة بالله اب البشر اجمعين.
في وقتنا الراهن: اما في غير ذلك, وفي وقتنا الراهن ( نحن نقترب من العام 2016 )، وان كان العلماء قد توصلوا الى ان يضعوا اقدامهم على الطريق الذي يوصل الى كشف حقيقة الانسان، ولربما حقيقة الوجود ايضا، الا انهم لا زالوا بعيدين عن اكتشاف كل سر الحياة وسر الانسان بشكل خاص. ولذلك ايضا لا زال هذا السر يسبب حيرة ودهشة لدى العلماء، وذلك بسبب ضعف منظومة المعرفة عندنا، وطبيعتها الأنثروبولوجية التي تعرف الأشياء بالتدريج وأولا بأول مع ظهورها، او بعد ذلك بمدة مناسبة.
معرفتنا مرتبطة بالحواس: ففي الحقيقة قد عرفنا، من خلال الفلسفة الأرسطية ومن خلال علوم الحياة وغيرها من العلوم، ان فكـر الانسان مرتبط بالحواس في كل مجالاته، على قاعدة مار توما الاكويني- ارسطو التي تقول: لا شيء يأتي الى الانسان، اي الى معرفته الا من خلال الحواس اولا، سواء كانت هذه الحواس حواسا موضوعية Objectives او كانت تحسسا وجدانيا Subjective يصعد الى الوعي بالتدريج، حيث الموضوعي والوجداني يعملان سوية، بتكامل منقطع النظير، وحيث يعمل الميتافيزيقي والروحي الوجداني عملا مشتركا واحدا، على الرغم من تنوعهما.
العلة الثانية تخدم نفسها بنفسها: هذا، وفضلا عن ان العلة الثانية، اي الكون، تخدم نفسها بنفسها، من خلال القوانين الكثيرة التي وهبها لها الباري، منذ ان براها ( خلقها)، فإننا ننسب الى العلة الثانية السهر على مسيرتها التي تجعلها تستفيد من القوانين الموضوعة فيها، من اجل اخراج مكنوناتها من الوجود بالإمكانية الى الوجود الفعلي، كلما صار الأمر ممكنا. علما بأن قوى الانسان، ليست كلها قوى موضوعية، ولكنها قوى ذاتية داخلية ايضا، حيث ان هاتين القوتين تساهمان معا على كشف سر الله وسر الانسان. علما بأننا، في مقال قادم سنتكلم عن موضوع العلة الأولى والعلة الثانية اللتان ستكشفان لنا جوانب مهمة من حقيقة الانسان.
عدم التوقف: وبما اننا نعرف ان الوصول الكامل الى سر الانسان وسر الله امر مستحيل، يكون علينا ان لا نتوقف عند مرحلة معينة من البحث المستمر عن السر، من اجل الكشف عن اي قدر ممكن منه، ولاسيما وان الحياة الروحية تقول لنا بأن اي توقف في مرحلة معينة والاكتفاء بما حصلنا عليه، يشكل رجوعـا مأساويا الى الوراء. وهنا، ومرة اخـرى نقول: ان الانسان ليس جزيرة معزولة، وانه أواني مستطرقة، وان اقتسام السر بين البشر، واقتسام الحقيقة التي هي اهم من السر، يشكل واجبا يقع على عاتق الانسان الموهوب، تجاه الانسان المعدم، او الأقل موهبة، باسم الطبيعة البشرية وفضائلها الموجودة في قلب كل انسان.
السؤال المحير: فنحن البشر صرنا قادرين على التحليل ومعرفة التركيبة البنيوية لكثير من الظواهر، وبالتالي يحق لنا ان نقول بأننا قد فهمنا حقيقة هذه الظواهر او الأشياء من حيث المبدأ والنظرية. وقد يمكننا ان نفهم سر المادة الفيزيائية والمادة الكيميائية ونصل الى آخر منظومة دقيقة في المادة، ونستخدم هذه المعرفة لأمور كثيرة، ولكن سوف يبقى السؤال قائما يقول: ترى ما هي حقيقة هذه المنظومة التي وصلنا اليها، والتي نسميها الانسان، ولماذا هذا الشيء " كائن " وموجود؟! علما بأن السؤال عينه يمكن ان نسأله عن الأحياء الأخرى الحيوانية والنباتية. ولكن يبدو ان من يتعمق في الأسرار التي يجدها حوله، سوف يحتار كثيرا، حتى اذا سأل السؤال نفسه عن الطبيعة الجامدة، ولاسيما اذا سأل عن حقيقة المادة ومعناها وعن سر وجودها، في حين ان معرفة اشكال المعادن ليست صعبة، لأن الجواب يأتينا من العلوم وليس من الفلسفات، ولا من الأديان.
الراية البيضاء: فأمام هذه الأسئلة اعلاه، ليس لنا الآن سوى ان نرفع الراية البيضاء ونقول: حقا اننا لا نفهم حتى الآن سر الانسان بكفاية، ولا نفهم ماهية هذا الكائن الذي نسميه الانسان، حتى وان عرفنا الكثير عن تفاصيل ابعاده، تماما كما لا نعرف حقيقة المادة وسبب وجود هذا العالم المعقد واللامتناهي، كما لا نفهم سر وجود هذه الكائنات الحية التي لا يمكننا احصاؤها، فوق كرتنا الأرضية، هذا اذا نظرنا الى كل ظاهرة بمفردها. ولكن مهما يكن فان ما سيبقى غير مفهوم في المستقبل، سيعود الى الفكر الفلسفي وليس الى الفكر العلمي.
هل بقي الانسان مجهولا لدينا: اذا نظرنا الى كل بعد من ابعاد الانسان بمفرده، ربما امكننا، نحن البشر ان نقول، اننا قد اكتشفنا سر هذا البعد، او المنظومة، من خلال علوم وضعية كثيرة: الطب، علم النفس، علم الاجتماع الخ... او امكننا ان نقول بأننا صرنا في الاتجاه الصحيح لمعرفة اسرار كل بعد من ابعاد الانسان، حتى وان بقيت بعض الاملاءات الكنسية السلبية في هذا المجال قائمة. ولذلك نستطيع ان نقول بأننا لم نعد نجد مشكلة من هذه الناحية، في معرفة حقيقة الانسان. ولكن بالحقيقة لن نكون قد عرفنا حقيقة المنظومة التي تسمى الانسان، بمجرد معرفة بعض ابعادها ومعرفة وظيفتها ( طبيعتها ).
الانسان بصفته منظومة موحدة: اما اذا نظرنا الى الانسان بصفته منظومة موحدة ومتكاملة، فإننا سنتأكد ان " شيئا " من السر، قد بقي قائما، حتى عند الفلاسفة ورجال العلم، لأن كل واحد منهم قدر ان يعرف جانبا من جوانب السر الشامل الخاص بالإنسان الموحد، لكنه لم يستطع ان يحل لغز وجود الانسان الفريد في طبيعته. وهكذا سوف يبقى الانسان كمنظومة لا يمكن تجزئتها، عصيا على الفهم، حتى وان كنا قادرين على تفكيك هذه المنظومة، بشكل ذهني، ومن اجل الدراسة فقط. وهنا قد يكون كافيا لنا ان نقول ان الوجود كله سر عصي على الفكر البشري، ولا نصل اليه بشكل كامل. غير اننا هنا لا نتكلم عن الوجود، ولكننا نتكلم عن الانسان الذي هو اكثر تعقيدا من الوجود، كفكرة فلسفية تتكلم عن الوجود المجرد Abstrait وليس عن اشكاله وعن احواله، في حين يمكننا ان نتكلم عن الانسان كوجود متعين وكماهية وكجوهر تتجسد فيه ماهيته.
ومهما يكن: ومهما يكن، علينا ان نعرف في هذه الحالة، ان اصحاب العلم والفكر، ليسوا متفقين مع بعضهم حول الطبيعة السرية للإنسان. فرجال الدين، ولاسيما رجال الكنيسة كانوا يعتقدون ان سر الانسان قد كشفه الله لهم، استنادا الى عقيدة ايمانية او ما يشبه العقيدة، واستنادا الى تعليم الكنيسة La doctrine de l'église التي تطلب ان يكون الانسان مركبا من جسد ونفس روحية تأتي الانسان، وهو بعد في بطن امه، حسب ما يقول به اللاهوتي الكبير توما الاكويني. هذا، وربما يأتي فكر الكنيسة ايضا، استنادا الى بعض الفلسفات القديمة خاصة، وفي مقدمتها كلها فلسفة ارسطو التي وظفها توما الاكويني، في اقامة لاهوته ومنهجيته اللاهوتية والفكرية. غير ان الجدير بالذكر هنا، هو ان تومـا الاكويني ومنهجيته، لم يعودا معصومين، كما كانا في سابق الأيام، ولاسيما على اثر سيطرة الفكر" العلمي " على كثير من مناحي الحياة، وفقدان الكنيسة الهيبة التي كانت تملكها، قبل الثورة الفرنسية، وأيضا قبل انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، في الستينيات من القرن المنصرم.
عهود سيطرة الكنيسة: علما بأن الكنيسة، فيما مضى من الأيام والسنين، لم تكن مسيطرة على قطاع الاكليروس حسب، ولكنها كانت مسيطرة على العلمانيين ايضا، من الذين بقوا في حظيرة الكثلكة، وحظيرة المذاهب الأخرى، الأمر الذي ادى الى نوع من" الانفصام الفكري في الكنيسة، حيث صار العلماء والمتعلمون بوجهين:الوجه العلمي والوجه الكنسي الذي يسمى ايمانا، وصار الانسان الاوربي والكاثوليكي خاصة، وكأنه انسانان وعقلان وانتماءان وخياران هما: الخيار الكنسي والخيار العلمي. او الخيار الديني والخيار العلمي، مع العلم اننا لم نجد بعد، لا في الكنيسة ولا خارجها، من يبني روحانية، او حتى فلسفة مبنية على الخيارات العلمية، وعلى نتائجها.
انفصام انساني حقيقي: فما يحدث للإنسان اذن، هو انفصام انساني وإيماني حقيقي، يقسم الانسان الى خيار كنسي والى خيار علمي. اما هذا الانفصام فهو اخطر مما نعتقد، لأنه يحول البشر الى لا مبالين بشؤون الله، وبشؤون الانسان العميقة، هذا اذا لم يحولهم الى اناس ملحدين نظريا وعمليا، او يتحولون عمليا على الأقل الى ملحدين في الباطن وربما مؤمنين في الظاهر فقط. من جانب آخر، فان اكتفاء الكنيسة بالاعتماد على الطقوس والعقائد، وكلمات تافهة روحية لا تعني شيئا محددا لأحد، يجعل مؤمنينا ضحية روحية بدائية و مصلحية تشبه التجارة بين المؤمن، او بالأحرى المنتمي وإلهه.
الفلاسفة والعلماء المستقلون: اما الفلاسفة والعلماء المستقلون عن تأثير الكنيسة، فلنا فيهم كلام آخر. فقد بدأ هؤلاء الفلاسفة والعلماء يفكرون ويبدعون خارج تأثير الكنيسة، حتى ان بعضهم لم يكلف نفسه في انتقاد الكنيسة وتوجهاتها الرافضة لتوجهات العلم والفلسفات الحديثة، كما لم يكلف نفسه في اقامة حوار معقول مع الكنيسة وعلمائها الرافضين للفكر الديني.غير ان اولئك العلماء والفلاسفة العلمانيين، ما عادوا يتكلمون عن الانسان، كلاما فلسفيا، الأمر الذي يعد بمثابة رفض مسبق لما تقول به الكنيسة وتعتنقه بإصرار، وإنما عاد العلماء خاصة، يهتمون بالإنسان، من حيث بعض ابعاده الصحية والنفسية والجسدية والاجتماعية وغيرهـا، كل بعد مستقل عن منظومة الانسان، وعن الأبعاد الأخرى الموجودة في هذه المنظومة، باستثناء بعض الأبعاد المتلازمة التي يسمونها النفسية الجسدية Psycho somatiques .
للمقال بقية
للراغبين الأطلاع على القسم الأول:
https://algardenia.com/maqalat/35256-2018-05-01-20-53-18.html
707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع